الأمومة بظل النظام الأبوي: بودكاست فاصلة
قعدنا مع عزّت ولارا لنتحدث عن الأمومة بهالعصر والتحديات يلي بتواجهها النساء بالتربية ضمن مجتمع بيفرض قوالب جندرية محددة وبيعتمد عالنساء ليمرروها لأطفالهن.
كتير استمتعنا بالحديث. شاركونا أفكارن عن الموضوع كمان!
*أغنية أنا وأخي*
سارة: مرحبا جميعا، معكن سارة من بودكاست فاصلة من مشروع الألف، واليوم جايينكن بعد غياب كتير طويل لظروف أغلب العالم بيعرفوها. فحبينا نبلش هيك بموضوع حفيف إذا فينا نقول، أو مش كتير خفيف، بس هيي عن الأمومة وعن التربية بظل النظام الأبوي. واليوم معي تنين أمهات رح يشاركو معنا تجاربهن، وبركي شوية حِكَم من خلال تجربتهن مع الأمومة والتربية. معي عزّت. بتحبي تعرفي عن حالك شي؟
عزّت: أنا إم لولدين، بنت وصبي عمرن 5 و10 سنيين، ،10 11 تقريبا. وعمري 39 وبس.
سارة: ومعي لارا. لارا بتحبي تعرفينا عن حالك.
لارا: بما إنه عم نحكي عن الأمومة لح بلش بالأمومة. أنا إم لبنت عمرها سنتين … تلاتة… مبلشين مزبوط *ضحك*. وعمري 30 سنة. وبشتغل تصميم غرافيكي ومحتوى وهيك.
سارة: أوك. كتير مبسوطة إنكن موجودين معي اليوم. رح نبلش متل ما قلنا بأسئلة كتير خفيفة *ضحك* أول شي حابة أعرف أكتر إنتو كأمهات اليوم بالقرن ال21، في عنا كتير تقنيات وأشخاص بيطلعوا بيحكو عن كيف منمارس الأمومة بهيدا الوقت خاصة بظل إنه نحن عايشن بمجتمع فيو أدوار جندرية معينة، ومن دور الإم الأساسي إنه تمرر هول الأدوار لأولادها. ف حابة أعرف أكتر شوي عن شو التحديات اللي بتلاقوها اليوم يلي ما حدا خبركن عنها عن قبل، أو ما كنتو متوقعينها من خلال تربيتكن لأولاد، خاصة إنه عندك عزّت ولد وبنت ولارا عندك بنت، وهوي بلاقي يمكن أصعب التربية لما تكون في عنّا بنت بالدق. فإذا حدا منكن بتحب تبلش.
عزّت: أسئلة هينة إيه؟ كتير هينة *ضحك* بتعرفي لما تقولي التحديات، وشو كنتو متوقعين وهيك، بتخايل ما كنت متوقعة *ضحك* ما كان عندي توقعات. بتخايل إنه الشي اللي بصير، اللي صار معي أنا شخصيّا، إنه كل يوم الولد بجبلك تحديات، وكل يوم أكتر لما يبلش الولد أكتر يضهر على الحياة ل برّا ويرجع لعندك، هون ببلش التحدي الحقيقي، لأنه يمكن كل حدا منا لوصل لمطرح مقرر أو ما قرر يصير عنده أولاد، كان قطع إشيا، جرّب إشيا، فكر بإشيا، أعاد النظر بإشيا، بس لحظة اللي ببلش ولدك بكون عندك وإنتي عاملتيله هاي المحمية الزغيرة تبعك اللي فيها القيم تبعك، وبدك تجربي أد ما فيكي ما تخلّي يكون عم يتأثر بشكل مباشر بإشيا إنت بتلاقيها بشعة أو ما بدك ياها، بعدين بروح، ببلش المدرسة، ببلش يطلع ويرجع يفوت، وهون ببلش بعتقد أكتر شي تشوفي إنت كيف بدك تعملي هيدا التوازن بين يلي عم بجيبه معه وعم يشوفه، وبين اللي إنت بدك، عم تتمني، تطمحي، إنه تجربي تخليه يعيشه أو يفكّر فيه. من أول الإشيا اللي صارت معي أنا بتذكر، اللي إلها علاقة كمان بقصة الأدوار الجندريّة، إنه بالمدرسة، طبعا المدارس هيي منظومة لحالها، ما بعرف إذا بلشت بنتك أو بعد.
لارا: ما أنا تقصدت إنه ما بلش لهيدا السبب. فساءبت إنه إجت كورونا، وصار شي كتير عادي والعالم بتتقبله، إنه يضلو بالبيت كرمال الكورونا. بس أنا كان قبل بسنين، يعني من أول ما إجت، أنا بقول أد ما فيي إئدُف المدرسة رح إئدفها لأنه بعرف أديش هيي ممنهجة وأديش هيي بتعلب الأشخاص وبتفوتن بهول الأنماط، ف أد ما كان فيي إئدفها كنت رح إئدفها، ف هلئ صار عندي، أنا مبسوطة إنه صار عندي هيدا السبب، الحجة.
عزّت: إيه أنا كمان وقت اللي بلش إبني عمر المدرسة، جربت كتير لاقي ناس ما بدهن يروحو عالمدرسة، ونقدر نعمل شي مع بعضنا. هلئ كمان عندي براسي، ما بعرف، متل إزدواجيّة بالتفكير. هل منيح إنه نحن نحمين لهالدرجة؟ وبعدين شو ح يصير؟ هل إذا تأخرنا، المصيبة بتكون أقوى؟ ولا نحن عم نضعفهن لأن ما عم نخليهن يواجهوا الإشيا هني وع بكير؟ كتير عندي صراحة هيدا موضوع كتير إشكالي.
لارا: مزبوط أنا كمان بفكر بهيدا الشي، بس بذات الوقت بالنسبة لإلي خصوصا إذا عملتي التعليم عن بعد أو التعليم المنزلي أو شو ما كانت الصياغة تبعيته، بآخر النهار ما عم تلغي، ما عم تحطيه بقوقعة ممنوع يضهر منها أو ممنوع تضهر منها، هني عم يضهروا منها بس اللي عم تتحكمي فيه هوي القيم، هوي طريقة التعاطي. يعني مش مين ما كان عم يجي، عم يعلم، مش عم بكون إنه "أنا اللي قلت وخلص"، "أنا ربكم الأعلى" وما بعرف شو. لأ في أخد وعطا، وفي أكتر، ما بدي قول توازي لأنه ما رح يكون في توازي بين أستاذ وتلميذ، بس إنه فيه فهم لهيدول الديناميات اللي عم بكونو. ف بظن هيدا الشي اللي أكتر عم نتحكم فيه. وبصير في حديث عن إنه شو بصير بحالات منو موجود هيدا الشي، وآخر شي ح يتعرضو آخر النهار، إذا عجنا أو ما عجبنا.
عزّت: أنا بتذكر أول تجربة، إبني كان بروضة تانية أو روضة أولى، وحاطينلن هول الكتب اللذيذين تبع المنهج، ما بعرف وين بينبشوا هيدا. بكون فيه مثلا أياهن للصبي وأياهن للبنت. مع إنه نحن ما كنا فعليّا، بشكل طبيعي، المنطق تبع الإشيا، إنه نحن ما منشجع عالجندر Stereotypes أو عالأنماط الجندرية، بس هوي عمل ردة فعل كتير غريبة وقتها ووصلها كلن على كلن. يعني حاطين بنت وصبي وسيارة وجزدان وما بعرف شو بعد، قام هوي وصلن كلن ع كلن، قام دقتلنا المعلمة. *ضحك* قالتلنا إنه أوك بفهم السيق. قلتلها حدا بيعطي هيك ؟ إنه أصلا التمرين، معقول الطابة والسيارة بعدنا منقول هيدي للصبي أو للبنت. ف هون كانت أول كف على خلقتنا. شو عم يسمعوا، وأي قيم عم تنزل عليه، أو حتى يمكن عم يرفضها، هوي رفضها دغري، بس خلص كإنه عم تحسسيه إنه إنت اللي عم تفكر فيه هوي خارج عن المقبول.
سارة: بتخافو إنه يحسو، متل ما عم عم تقولي، خارج عن المقبول ضمن مجتمع أغلب الأشخاص بيعطو التربية للمدرسة، أو بيوثقو بالمدرسة وبالقيم اللي المدرسة رح تعطيها للأولاد. فطبيعي يطلع عندن أفكار يمكن تكون ذكوريّة، عنصرية، وغيرها من الأمور. بتخافو إنه تكونو عم تجهزو أطفالكن لمحل يكونو حاسين حالن مش ضمن هيدي المجموعة الcool اللي بتحكي بأفكار كل المجتمع بيتناقلها.
عزّت: صراحة إيه.
لارا: ما بعرف. لأنه بذات الوقت، أنا بالنسبة بإلي، بنتي بعدها كتير أصغر، عندك إنتي خبرة أكتر بهول المستويات المتقدمة من التربية. بالنسبة إلي بخصوصي هلئ بعرف عمر التلاتة وعمر الأربعة ح يبلشو هول "طب ليش"، هول كلّن إذا منتعاطى معن بجدية أو عنجد منجاوب أو عنجد منفكر، لحالن ما ح يتكونو هول الأنماط من أساسه. إذا قلتي "ليش إنتي بس بتلبسي حمرة" ، أكيد كلنا سائلين هالسؤال بمرجلة معينة، كفاية أنا قلها "ﻷنه والله في بنات بيلبسو حمرة والرجال ما بيلبسه حمرة" وخلصت وانتهت وركبت الفكرة براسها. بس إذا أنا ما جاوبت هيك، وقلتلها إنه حسب كل شخص شو بفضل وحسب ما بعرف شو، كمان رح تركب فكرة تانية. بعدين بس توصل لمرحلة تلاقي في تفاوت بينها وبين غيرها، اللي أنا بفضله إنه كون لقيت مجموعة أشخاص، كتير كفاية لإلها لتحس إنها منها دخيلة، إذا شي هيي الcool، هيي اللي بتبلش الترند إذا شي، وما نوصل ل هالمرحلة بس بعده بكير عليّي. *ضحك* خلينا بتحديات اليوم.
عزّت: بعتقد سارة فهمت عليكي. إنتي واثقة من اللي عم تعطي ومش خايفة منه إنه يتنمط، بس خايفة منه كتير إنه يحس بتحديات إنه يقدر يتأقلم بعدين، أنا هيدا كتير بفكر فيه صراحة. وكتير عشته خاصة مع إبني الكبير لأنه هلئ صار 11، ف كتير صار عنده منظومة قيميّة تقريبا مبنيّة وهيك. وعم شوف أديه، خاصة هلئ عم نقرب عالمراهقة، أديه صعبة عليه. بمحلات مبلا بتصيري تقولي أنا طب شو هدفي. أنا بآمن إنه التغيير بده يصير وهول الأشخاص صح بياكلو شوية، بس نحن أكلنا من ميلة تانية إنه ما حدا سألنا كيف بدنا نتربى، وكنّا ضد هيدي الطريقة يمكن بكتير مطارح، وعشنا معها وطلعنا منا. دايما في شي، دايما عم نقرر عن ولادنا شي. فأنا بقول إنه عم نقرر عنن، بس هالمرة عم نقرر عنن بطريقة يمكن بطريقة عم نعطيهن مساحة أكبر كرمال هني يطلعو أفراد، أو يطلعوا هني، شو ممكن عندهن إمكانات أو ميول ، عم نعطيهن نحن كل الإحتمالات. رح يواجهو المجتمع بس رح يكونو مع حالن يمكن مرتاحين أكتر. بس أنا بحس مرات إنه، أنا ما بدي ياه كمان يطلع الغريب، يقعد يناضل كل حياته لحدا يقبله، مش هيدا الهدف. بس الهدف أد ما فيني إتركه، ما بعرف يعني ما بحس ح نتركه، بس أد ما فيني إتركه يطلع أقرب شي ل هوي، مع إنه بشك إنه هيدا الشي ممكن.
لارا: إيه بس كمان خصها بشخصيته للولد، وخصها بكتير إشيا. أنا بالنسبة إلي بالعكس بحس إنه أكتر من أي شي تاني أنا عم كون حريصة على إنه هيي يكون عندها مساحتها، تتكتشف حالها، تتكتشف هيي مين، كل هالإشيا. وبحال إنه هيي حست حالها بالمدرسة إنه لازم تنمط أكتر ضمن الأدوار الجندرية العادية، حتى لو هيي يمكن بينها وبين حالها يمكن كانت بتفضل تعمل شي تاني، بس قررت تعمل هالشي تحتى تندمج، ما لح أوقف بوجها، يعني هيدا الشي بيرجع لإلها، بس إنه بحب نضل نحكي عن هالإشيا ونحاول نفككها. كتير عادي رواق، كتير منعمل نحن إشيا نحن لأنه ما بدنا وجعة راس حدن، فطبيعي الولاد كمان يعملو نفس الشي.
سارة: بتلاقو حالكن عم تعملو جهد معيّن بشو الأدوار اللي عم تلعبوها بالبيت؟ يعني بتلاقو حالكن عم تعملو جهد إنه تتحدو حالكن بالأدور اللي عم تلعبوها بالبيت، لتوصلو رسالة، أو تعطو مثل للأولاد تبعولكن إنه الرجال فيه يعمل هيك المرا فيها تعمل هيك؟
عزّت: فيني بلش بشي. نحن شخصيّا كان عنا خيار، خاصة بموضوع التربية، إنه يكون التربية مشتركة. طبعا عم نحكي، دايما البي بربي بس، مش هيداك الدور يعني *ضحك* مش تبع اللي بيجي آخر النهار بربّي، اللي بربي عنجد وبيمشي معن خطوة خطوة. كان عنّا قرار مبلا عملناه، إنه نحن بدنا نشتغل أقل، وننتج يمكن أقل، بس بدنا يكون عنا وقت أكتر تنيناتنا عم نقضي مع الأولاد. بعتقد هيدي يمكن خطوة زغيرة بالأدوار، بس الولد يشوف إنه هوي جايي من هول الاتنين، وهول الاتنين عندن أدوار تقريبا متوازنة ب أديه بيلعبو دور بحياته، أديه بيسمعوه، أديه بيكتشفوه، أديه بيتعرفو عليه، ف هيدي وحدة من الإشيا. بس أنا شخصيّا بقول إنه المنشود مش موجود بعده، يعني نحن بالآخر جايين من مجتمع أبوي، وكل واحد منا عامل خطوات يمكن، بس في إشيا موجودة ومطبوعة ومرّات بتبيّن هيك، والولد أكتر من اللي بيسمع بشوف وبلاحظ، متل ما عم تقولي النمط اللي بشوفه هوي رح يصير كمان مطبوع عنده. فبعتقد في كتير إشيا بعدها علقانة، يعني بتصيري ب محل إنه " مممم، وين الأدوار الجندريّة" *ضحك* بترجع بتطلع الأنماط يلي جايي من عند أهلنا ومن كيف تربينا. منيح إنه نحكي عنها أنا بلاقي، لما بتصير، حتى لو بالمزح، يعني أنا بحس إذا بتقوليها، يعني إذا بتستعملي اللغة لتقولي "اه، هيك صار" وكذا، عالقليلة يقول إنه هيدا عم بصير بس هيدا مش الشي الوحيد اللي ممكن يصير أو إنه في شي تاني، ما بعرف.
لارا: نحن متلكن كمان، صار في هالحديث وهالقرار. حتى إنه زوجي كان يشتغل دوام كامل، وكان القرار إنه مش ح نبلش نجرب نجيب ولاد حديت ما يكون تنيناتنا صرنا برات منظومة الدوام وهالإشيا، كرمال نقدر نكون مكرسين وقتنا لبنتنا أو الولد، ابننا. هوي اللي صار إنه لما أنا صرت حامل ترك شغلهه، وصرنا نشتغل سوا، وكان كله ماشي تمام. بس بذات الوقت نحن برضه بنظام كتير رأسمالي، بدولة كتير ما بتقدر التصميم وهالإشيا، وبحالة إقتصادية، من قبل كانت ما منيحة وهلء أكيد صارت بالأرض، ف لقينا حالنا أول فترة كانت تجي معنا بنتنا كل الوقت على المكتب وكان كتير رواق، بس صارت تكبر شوي صوب السنة ونص، قررنا نحطها بحضانة كتير حبينا الجو تاعها، عجبنا كيف كتير بيتركه الولد يعمل اللي بده ياه، ما بيجبروه يقعد بصف معيّن ما بيجروه على أي شي، بحطو هني أكلاتهن، هول الإشيا الزغيرة اللي هيي عادةً إنه "لأ لازم تخلص صحنك"، "لازم ما بعرف شو"، كتير بلاقيهن بدلو على كيف الشركة أو الحضانة كيف بتتعامل مع الولد، والشخص يعني كمان بطبيعة الحال. ف حطيناها بالحضانة، بعدين، نحن كل الوقت عم نشتغل، ما منخلص 9، 10، 11، أمرار منتركها عند أهلي ومنسحبها لتاني نهار، ف أنا، مش هيدا السبب الوحيد، ف أنا فقت نهار من الإيام، وقلت خلص بطل بدي، ورحت وفتشت على وظيفة تسعة-خمسة. إنه أنا شو كان الهدف تبعي من هيدا الشي، أولتها كان حرية وقتي، وإذا هيدا الشي منه موجود، ما إلها طعمة، ما بكون أنا عم إنهزم إذا أنا قلت هيدا الشي. زوجي لأ بيعتبر إنه هوي إنهزام، ف بعدو عم بناضل، يعني تحية لإله بس أنا ما بدي هيدا الشي. وصار في حكي إنه منعمل، عالقليلة بعد وقت معين، نمضي شوية وقت معها وهيك. وفي كتير هيدا التحدي موجود، بتخايل إنه كتير صعب كمان طريقة التربية، لأن زوجي بعتبره حدن كتير منفتح، كتير مع الوقت الحالي، ما بتعتبري فكر قديم أو شي. بذات الوقت لما جينا للتربية لقيت حالي أنا بمحل وهوي بمحل، بإشيا يمكن عنجد كتير زغيرة، بس إنه برجع بقول بلاقي هالإشيا هيي اللي بتحدد نحن عم نحترم هيدا الشخص الزغير، نحن مأتمنين إنه تكبر بطريقة مرتاحة وبطريقة إنه تعمل قراراتها بقدر ما حدن عمره 3 سنيين بيقدر يعمل قرارات. ومن هنيك صار إنه لأ بالنسبة إله في إشيا طبيعي صح وطبيعي غلط، ليه بدنا نشكك وليه بدنا نقلب، مثلا إشيا كتير بسيطة. مثلا إجت فترة تحت تنام بصباتها، تبكي كتير إذا ما بدها تنام بصباتها، بس كانت ولد، ما كانت بعدها كتير بتمشي، ما كنا نوسخ الصباط كتير، وأنا إنه وإن يكن، تنام بصباتها، مين اللي بقول ما لازم تنام بصباتها، هوي إنه "ﻷ لازم تتعود ولازم ما بعرف شو"، ف هيدول الحديث إنه لأ فيكي تخليه، فيا تنام، فيك تاني نهار تحكيها، فينا نتحاور، فينا نقول إنه أوك خلينا نروح نشتري صباط للبيت وصبا لبرا. يعني في مية طريقة غير إنه "ﻷ، أنا قلت ﻷ يعني لازم تشلحي وخلص ﻷنه أنا بعرف أكتر منك"، ﻷنه نحن ما منعرف أكتر منها، هيدي النتيجة النهائية اللي نحن ما منتفق عليها.
عزّت: اللي عم تقولي هيك ذكرني كتير صراحة بحالي. كل شي بتحكي فيه أو بتكوني عم تعرفي الشخص، لحظة اللي بصير فيه دور الأم والبي، كل اللعبة بتتغير، عنجد، يعني بتنكشف الحقايق *ضحك* بينكشف المستور. لا عنجد، بيطلع الشي الحقيقي اللي فيكي، الشي اللي إنت ما مقررتيه، منك عاملتيله فلتر، بيطلعو هيك كتير بشكل عفوي. وحدة من الإشيا هيي أديه بتعطي مساحة للنقاش مع الولد، وأديه بتخلي إنه كل شي فينا نحطه بموضع التساؤل، هيدا موضوع كمان كتير ذكرتيني بحالي. وهيدا الشي بعدين انتبهت لما راح إبني عالمدرسة، يقولولي إنتي شو بتعملي بالبيت، كل شغلة بدها تنقال بدو ينسأل وراها ليش وبده يكون في شي مقنع وإلا ما منعمله. فإنه فعليا، نحن يمكن كمان بجيل ربينا ما بعرف شو ح يصير بتالت جيل، بس نحن كلنا هلئ بخاف نكون عم نعمل ردة فعل أكتر ما نكون واعيين كتير شو عم نعمل. أنا عم بحكي عن حالي، بشكك بإنه كون أنا، نحن عشنا بمجتمع كتير أبوي من ميلة، وكتير محدودة خياراتنا فيه من ميلة تانية، وحرب، وتضييق من كتير ميلات، بخاف إنه نحن أديه واعيين لأديه نحن عم نكسر عن الشي، هل نحن عم نكسر لأنه اختنقنا منه، ولا عنجد عارفين نحن لوين عم ناخدن لهالولاد، أديش عم نجهزن ليكونو كمان حاسين بالحدود، أو عنجد معتبرين إنه الدني كلها بيسألو بكل شي بشككو بكل شي وما بيقبلو بأي شي. هيدا الموضوع أنا صراحة ما بعرف بيشغلي بالي، يعني أديه قادرين يعيشو فعليّا بالحياة اللي كل الوقت فيا أنظمة، وفيا قيود، وفيا قوانين.
لارا: وأدي نحن هلئ عم نتصارع مع هيدي الفكرة. إنه اه ح نربيهن ت آخر شي يكبرو, ويصير عندن نفس الأزمة الوجوديّة تاعولنا.
عزّت: بالزبط. ومن ميلة تانية بدونها هيدي يمكن ما رح يعملو شي متل ما نحن الخطوات الزغيرة يمكن اللي عم نعملها، كل واحد بمجاله، يمكن ما كنا نعملها لو ما عنّا هيدي الأزمة، بس كمان إنه ﻷ يمكن هيدا شي منيح.
سارة: ف كيف بتتعاملو مع الأسئلة الصعبة؟ بتلاقو إنه الصراحة هيي أحسن شي، أو بتحسو حالكن بدكن تجملو شوي الأمور، أو بتتفادو الموضوع كليّا.
لارا: بظن الأجوبة أكتر عندك
عزّت: ليكي إنه بتعرفي أنا مع إبني أكتر من بنتي، يمكن لأنه أول ولد بكون كل الوقت سمعك معه، فبصير بيسأل أكتر لأن بتجاوبيه أكتر وعندك وقت إله أكتر، يعني كمية الأسئلة الصعبة اللي كانت تصير. أنا صراحة ما كنت دايما كون مية بالمية صريحة، ما أعرف كتير أديه أنا فيني قله للولد، يعني مش كل شغلة كمان ما فيكي تمشي على كاتالوغ بالتربية، بس في إشيا بتحسي إنه هلئ وقتها، مش وقتها. بس كان كتير يصير قصص مثلا بموضوع، كان كتير عنده أسئلة عن الله والوجود وهيك، لأنه كان بمدرسة تربيتها مسيحية ونحن بالبيت ما عنا هيدي، ما منفوت الدين إذا بدنا بالحياة كتير، تاركينه ليوصل هوي، مطرح ما بده بيوصل. ف بتذكر مرة قلي، كان عم يدرس، كان عم ياخد بالدين عن قصص تبع المسيحية وهيك، ف بقلي هيك صار وهيك صار، ف قلتله في ناس ماما بقولو هيك في ناس بقولو هيك والله أنا ماما مش متأكدة من رأيي بعد *ضحك* قلي ماما بعتقد إنتي بتفكري إنه الإنفجار العظيم. هون قلت إنه عمره 3 سنيين أوك خلص حكينا أو ما حكينا، شايفنا بالزلط الولد يعني هلقد الإشيا بتمرق ما بعرف.
لارا: أنا اللي عم حاول أعمله، بهيك أسئلة كتير بحاول إنه شخصن. خصوصي إنه أنا وزوجي غير أديان، ف كل حدن عنده تقاليده كل حدن عنده معتقداته ف إيه إنه "إي أنا بآمن إنه واحد تنين تلاتة.." وخلصت. أو إنه إذا انسألت بموضوعية، متل ما إنتي عم تقولي، إنه "في عالم بتآمن هيك في عالم بتآمن هيك". وكتير ممكن قول هوي كل شخص حسب المجتمع تبعه، كل شخص حسب هوي وين بلاقي حاله، ما بالضرورة يكون في شي صح ويكون في شي غلط، معقولة بتخيل قول هيك شي بس ما وصلنا لمرحلة إنه تسألني هيك سؤال مع إنها تلاتة يعني، ما شكله كتير عاملها قصة.
عزّت: بعتقد لأن بعدها ما تواجهت مع شي يعملها هيدا التساؤل، يعني ما شافت منظومة معيّنة بتخليها.
لارا: مزبوط مزبوط
عزّت: هلئ أنا مثلا قلتلن لولادي، بنتي بعدها زغيرة إنها تفهمن، إنه نحن مثلا شاطبين المذهب قبل ما نتزوج، وهني ما عندن مذهب عالهوية، فحكينا بهيدا الموضوع، قلتله إنه نحن ما منختار هيدا الشي، قال كيف يعني، يعني متل ما بيك بكون إنت بتكون، طبعا هوي كتير تفاجئ، قلتله مشان هيك نحن بدنا ياكن إنتو تنقو بعدين تلاقو متل ما بدكن، ويمكن تلاقو أو ما تلاقو، ف كمان هيدا الشي حسيت إنه منيح الواحد يحكي فيه، إنه هيك المنظومة. هوي كان يسأل كتير ليش أنا عيلتي متل بابا مش متلك، إنه يسأل، قلتله مثلا ب إسبانيا، لو إنت بإسبانيا كانت عيلتك عيلتنا تنيناتنا، ف إنه هيي شي ثقافي. ف إيه هول القصص بحسن مرات هني فرصة الواحد يحكي عن إشيا هيك شوي بالية موجودة وممكن تتغير، أو في احتمال، أو في غير مطارح يعملو غير شي.
لارا: هيدي فكرة إنه عم تقولي إنه بمحلات تانية الشي التاني موجود يعني بطل فيه هاي الغربة تبع إنه "اه نحن عم نعمل شي كتير غلط أو شي كتير غريب"، رجعنا ع فكرة الإشيا اللي منها منمطة أو الإشيا اللي برات الإشيا المقبولة إجتماعيا. ف إيه إنه رواق شوف هيدا، شوف هيدي، شوف ما بعرف مين، كلن بيعملو هيك، كتير عادي كتير رواق. هيك منتطرقلها بكتير، كتير شي عادي لدرجة ما بدنا نعمل منها قصة من الأساس وكتير رواق، بتخيّل إنه ما بعرف، منشوف.
عزّت: بس توصلي عالمدرسة بحكي أنا وياكي *ضحك*
سارة: هلئ رح فوت ب شي حساس، اللي هوي العمل المنزلي. كيف بتتفاوضو على هالأمور بالبيت؟ بتلاقو فيها تحديات بالموضوع أو بتلاقو حالكن بتفوتو أو بتستقرو بدور تقليدي أكتر؟
لارا: يعني برجع لفكرة إنه البيت عنا منه تقليدي مش بمعنى إنه نحن يابا مفكرين كتير، ﻷ لأنه ما عنّا وقت *ضحك* إنه هلئ أنا عندي، مفروض تسعة-خمسة، بس بعدين بلشت الماسترز، وبعدين آخدة شغل تاني زغير على جنب، وبعمل شوية عمل تطوعي على جنب، وهلئ مساقبة مثلا هيدا الأسبوع نحن عم تجي لعنا حدن بتقعد مع بنتي وبتعملها هيك نشاطات ترفيهية على تعليمية على إنه بس تمضي معها وقت، عبالا ما نكون نحن عم نشتغل، ف هالأسبوع ساقبت منها قادرة، ف زوجي مع بنتي عند بيت أهله كل هالأسبوع وأنا ماني عم شوف بنتي، ف هيدا كله سياق *ضحك* لقول إنه العمل المنزلي كتير وطي عن الأوليات، إنه خلص بدها تضل الأوضة مكركبة شهر ما مشكلة، آخرة النهار، لأنه شوي متمكنين أكتر من قبل إقتصاديا، ف عم نقدر إنه عم يجي حدا يساعدنا مرة بالأسبوع. حتى عم فكر كنت اليوم إنه بركي منقلها تجي أكتر، خصوصي هلئ بالأوضاع كانت عم تقلي هيي إنه ما كتير، بطل في عالم، بين كورونا وبين اﻷوضاع الإقتصادية كتير خافف الشغل، ف ليش ما نحن نزيد شوي، بس بعد ما قررت، بخبركن شو بقرر *ضحك* بس كتير أول أول شي كان يصير هالسؤال، مش من شي إنه زوجي كتير عنا هالفكرة إنه لازم نتعاون وإنه كل شي نص بالنص واللي بدكن ياه وهيدا، بس كمان كتير هوي، لأنه معود إنه كل شي ينعمله، ف كتير أمرار مش رح يعمل الشي، ورواق تكون مكركربة شهر، ورواق ما ينعمل الغسيل، ورواق ما تتساوة الأرض، كتير رواق. ف كان أمرار أنا إتفلفل وآخر شي يا أمّا أنا أعملهن يا أما نعلق مشكل، وآخرة النهار أنا إنه "خلص يتكركبو يتكركبو أنا برات البيت وخلص.." هيدا اللي وصلناله يعني. بس برجع بقول إنه أنا، برجع برجع ع فكرة أديش التحديات الاقتصادية لأنه أنا ما بعرف إذا نحن والله معنا مليون دولار مش ب حساب قارطه البنك، شو كان صار، إذا نحن مش عم نركض ورا لقمة العيش كل يوم كل يوم كل يوم شو كان رح يصير، هل كمان كان رح يكون الوضع هيك، أو عنجد كنا رح نكون عم نتعاون، يعني منها كتير منصفة لإله إنه أنا قول إنه ما ح يكون هيك الوضع، وتنيناتنا اللي ما عم نشتغل.
عزّت: نحن، لأنه زوجي موسيقي وفنان بكذا طريقة وهيك، ف بتعرفي أديه عنا شغل، يعني كل الوقت في شغل ما عم نلحق *ضحك* يعني مسرح وموسيقى وفلسفة، ببلد ناهض ثقافيّا، خاصة هلئ بينهض أكتر. ف ماشي حالنا مش كتير معجوقين بشغلنا يعني *ضحك* يعني عنا وقت للبيت عرفتي. بس ﻷ هيدا موضوع عنجد حساس وكتير مهم، أنا بحسه متل كيف لما يخلق الولد والتربية والأدوار وكيف إنه أنا بجي من فوق، وكيف كل واحد بينزل كمان بهول القصص اليومية ببين كمان أديه نحن متعوب علينا متل ما بقولو، أديه آكلينا. بس أنا بحالتي يعني ببيتي أنا وجوزيي منتشارك كتير الشغل، بس في شغلة بتصير إنه في حدا بكون حاسس إنه هالمساحة بدنا نهتم فيها
لارا: اللي بنظم
عزّت: إي هلئ نحن تنيناتنا لننا موسوسين، ولا فرقان معنا يكون البيت كتير مرتب، ولا منخاف إذا إجا حدا وشاف شي غبرة، ما عنا يعني، مساقبة إنه متلكن يعني ما كتير عنا هالمشكل. بس في قصص تانية يعني، عندك الغسيل، عندك الطبخ، الجلي، هول تبع كل يوم. هول كل يوم بدن ينعملو يعني، خاصة لما يصير في ولاد. إيه مبلا بيوقع المشكل هون، بمحلات بتصيري إنه ما بدا تنقال، واحد ضهر من البيت التاني موجود بالبيت إنه مفروص يعمل، يقوم يعملن هول مثلا، هون أنا بحس إنه كتير. وأنا اللي بخاف منه أكتر الولاد اللي بشوفو هني اللي بيتعلمو، ف أنا كتير بنبسط إنه ولادي بشوفو بيهن عم يطبخ مرات وعم يجلي وبدرسهن وبحممهن، كل هول. غير إنه أنا بدي نكون عم نتشارك أكيد، ما بدي كل واحد يكون محبوس بدور إجتماعي معين، بس كمان هيدا إبني وبنتي بدي ياهن يقومو عالحياة ما عندن هيدا الفكرة إنه إنتي عمليلي أو إنه أنا شغلتي أعمل هيدا الشي. ف نحن من هني وكتير زغار كمان منعطين، كل واحد عنده دور زغير بيعمله. إذا حدا عم بشوفك، ما بتخايل، بس الناس اللي بعيشوا مع العيلة الأكبر مش العيلة النواتية، العيلة الأكبر، إنه حدا كل الوقت عم بقلك إنه "ممم، ما بضب"، حدا عم بتخايل هونيك كانت رح تطلع أزمات تانية.
لارا: أنا كتير كنت إتأذى من، يصير في صدام، خصوصي بين مع العيلتين، بس أكتر مع عيلة زوجي، بطريقة التعاطي مع بنتي، من ورا هالإشيا. وأكتر أنا اللي عتلانة هم كيف التعاطي عم بكون أكتر من إنه عتلانة هم هني شو ح يفكرو عني. بس بعدين هلئ كتير عن جديد خصوصي هلئ ورا كورونا إلي زمان كتير ما شفتن وعم تضطر هيي تروح بلايي وأنا ما عم بقدر شوف شو عم يعملو، شو عم بصير. رجعنا ع فكرة إنه ما عم نتحكم شو القيم اللي عم ياخدوها، حتى الشخص اللي بيجي ل عنا، اللي هوي كمان من قبل عيلة زوجي، اللي بتقعد معها كل الوقت، كل النهار، تسعة-خمسة، منه وقت قليل أبدا، بشوف إشيا زغيرة، إنه أنا عم بقعد معكن نص ساعة وعم شوف تلاتة إشارات حمر، مشكلة يعني "ضحك" بذات الوقت حدن منوثق فيه وإنه عم نعمل مساومات معينة، نساوم ب محلات معينة، ﻷنه ما كتير عنا خيارات. أنا أصلا كتير ما بحب التلفزيون بهالعمر، ﻷنه كتير فيها تستكشف ب إيديها، بحواسها، ب هل إشيا، ف قاعدة، أظن لأن شافتني قاعدة، صار بدها تفرجيني أديش هيي بتاكل، وأنا مية مرة قايلتلها انشالله ما تغدت، معليه، هيي لما بدها بتقول أنا جعانة أو أنا بدي آكل سناك، بتقوليلا أوك خلينا نخلص أكلاتنا ومنرجع مناكل سناك وخلصت القصة، ما بدا أكتر من هيك. ف في كذا شغلة هيك صارت، كمان شي هيك "اه، الأزرق للصبيان". يعني ما كل شي فيني علق عليه، بذات الوقت برجع بتأمل إنه مجرد وجود فكر عم بخليا ترجع تفكر مرة تانية ب هالإشيا، "طب ما ليش هيك، أنا ما بدي هيك، أنا بحب العكس، شو بصير"، ما ح يصير شي، وهيك متل زرعنا الفكرة وخلصت، آخر النهار هول الإشيا من أول ما يولدو موجودين كل المحلات، حتى لو ما حدا قلن ياهن مباشرة.
عزّت: كنتي عم تحكي عن التلفزيون أديه بحس، كنتي عم تحكي عن العصر، أنا بحس واحد من أساس، أكتر أكتر تحديات، إنه لحظة أنا أول مرة رحت عالسوبرماركت شفت إنه في كندر للبنات وللصبيان صرت إبكي *ضحك* إنه هاي ما كانت ع إيامنا، في شي عم بزيد. نحن ب عصر عم يفتح بمحلات على إحتمالات أكتر وهيك، بنفس الوقت عم بصير في نمطيّة أكتر بكتير انا بلاقي.
لارا: ك ردة فعل أظن
عزّت: إيه ويعني مثلا حتى تضهري من النمط، تروحي تجيبي للبنت تركيب مثلا، بتلاقي إنه كمان عاملينلك شي للبنات وشي للصبيان
لارا: إنتي عم تمزحي، بس إختي يلي هيي كمان بعتبرها حدن كتير كتير متقبل النمط وعادي يعني بدورن الإجتماعي، بتتحدى شوي وهيي شخص أد حاله وكل شي بس بتقبلن ل هول الأدوار الاجتماعية ورواق البنت تحب الزهر ووين المشكلة، بتنكت متل الله بلاني، إنه أنا أكتر شخص بحارب هالإشيا وبنتي كتير طالعة سوبر أنثوية، بتحب الزهر، ف أنا إنه رواق تحب اللي بدها ياه، ما هوي هيدا الهدف إنه تحب اللي بدها ياه.
عزّت: الولد عم بشوف كل الوقت، عم بشوف قديه في تركيز على موضوع بنت أو صبي. يعني بتخايل هني ما بكون عندن هيدا الوعي هلقد، بلاحظو الفرق وبيسألو عنه، بس ما بكون مهم، أد ما إنتي الثقافة الصورية، المرئيات، كل شي عم بشوفوه، عم يسمعوه، أديه هوي عم بركزلن. مثلا بتذكر مرة بالمدسة أول مرة سمعت "صباح الخير صبيان وبنات"، إنه ليه، ليه صبيان وبنات، ليه عم تقولولن، ليه عم نذكرن دايما إنه في شي إسمه صبيان وبنات، أوك عادي هني صبيان وبنات. في دراسة قريتها إنه عملو، جربو شغلة مع الأولاد إنه حطوهن مجموعات، سموعن مجموعة الأحمر ومجموعة الأزرق، بكل الصفوف بنفس الفئة العمرية، بس في ناس ضلهن يقولولهن إنتو الأحمر وإنتو الأزرق، وفي ناس لونوهن أحمر وأزرق، لبسوهن بس ما قالولن شي. هوليك كيف كوّنو أفكار، تنافسية، وصارو يروحو أكتر يلعبو مع الناس اللي من لونن، بس مجرد إنه ضلن يقولولهن إنتو الأحمر وإنتو الأزرق. ف اديش هيدا الشي مش حقيقي، أديش نحن عم نزرعه، عم نعمله قسريا على الولاد عم بصيرو هني عم يركبو تصورات غريبة عنه.
لارا: أنا كنت أول مرة بسمع حدن عم بقول لبنتي "إنتي بنت ولا إنتي صبي؟" كان الشخص اللي عم يجي *ضحك* هلئ عن جديد، قبلها ولا مرة حتى طرحت الفكرة، حتى الكلمات ك مصطلحات مش مستعملتهن يعني. وكمان هيدي من المرات اللي انقرصت فيهن رجعت سكتت *ضحك* بس كمان الشي اللي كنتي عم تقوليه، الشي القصري اللي عم نحطه ك مجتمع على ولادنا، فكرة العيب، مليون مرة بسمعها بالمزح، ليه عم تقولوها، إنه "ﻷ ﻷ عيب خبي"، ﻷ ما في عيب، لبسي اللي بدك ياه، بصير في مشاكل آخر شي في السياسة كيف تتعاطي مع القرايبين آخر النهار، ف ما فيي ضل عم واجه وضل عم حارب، بس العيب تُستعمل بطريقة كتير كتير مسخفة، مش إنه إنه بآمن فيها بإشيا مش مُسخفة، كلها ع بعضها الكلمة يكبوها بالزبالة وكتير رواق بكون الوضع.
عزّت: بتعرفي، عم بقرا كتاب بدي إرجع مرقلك ياه أو قلك إسمه، إسمه "Parenting Beyond Blue and Pink"، هيي مرا كاتبته وهيي باحثة بعلم النفس، وبعدين اشتغلت عالجندر وهيك، وبتحكي كتير عن بيت عمها وعن كيف، ف بتقول من الإشيا اللي استخدمتها مثلا إنه "مزبوط هيك قالتلك تاتا كذا إنه هيدا الشي عيب، بس إنه تاتا هيك بتفكر"، بس مجرد إنه مش تعملي حكم على تاتا، بس إنه تقليلها إنه "تاتا جايي، من زمان هيك كانوا يفكرو، وفي ناس بتفكر بعدا هيك بس فيه الواحد يفكر غير هيك، وأنا مثلا بفكر غير هيك" فإنه يمكن دايما تتصدي لهيدا الشي اللي بصير، أو تعملي شي مقابيله بدون حكم، ما بدك ياها تكره تاتا أو تحس إنه إنتي عم تعلمي ع تاتا، بس بذات الوقت إنه إي في أكتر من طريقة.
لارا: برجع لفكرة إنه هلئ إلي الأسبوع كله ما شفتها، وهلئ مساقبة هيدا الأسبوع، أنا عم ضل حاول فكر كيف فيي إطلع وكيف فيي دبر الشوفة، ب ذات الوقت ما بدي إنه، أنا عارفة حالي ب وضع نفسي، على ذهني يا دوبني واقفة، ف ما بدي حط ع حالي ضغط أكتر من ما لازم. ف عم كون هيك لطيفة مع حالي، بس ب ذات الوقت المجتمع منه لطيف معك بهالإشيا أبدا. حتى ورا ما صار الإنفجار، من وقت ما صار الإنفجار ل هلئ ما بعتبر حالي كتير كنت موجودة معها ل بنتي، أول شي كنت عم بتعاطى كأنه ما في شي، بس إنه أنا مني موجودة، بعدين في شخص كتير قريب عليي هيك طرقني كم كف بالحكي أكيد *ضحك* وقالتلي إنه زبطي وضعك، في شي مش زابط. ف أخدت عطلة من الشغل، وحاولت إرجع إستجمع حالي وهيك، وصرت شوف بنتي ساعة بالنهار، نص ساعة، أنا عم شوفها، بس ما عم إقعد معها مزبوط فعليّا، ف صرت عم بقعد معها ب أوقات زغيرة، وأوقات إترك يومين تلاتة ما إرجع أو آخد وقتي لحالي وهيك، ف دغري يبلشو الأسئلة إنه " ما إنتي أسبوع الماضي ما كنتي بعطلة نهاية الأسبوع معهن، كيف هلئ كمان ما طلعتي معهن عالجبل، كيف طلعو بلاكي"، إنه "ما عم إفهم"، تلاتين علامة سؤال، *ضحك* مش عم بالغ. بعدين سافرت على تركيا شي عشر أيام، "عشر إيام؟؟ وبنتك شو بدك تعملي فيها؟" وعشرين علامة سؤال، ويقعدو ويحكوني مش إنه هيك سؤال عالماشي، إنه "ما بصير هيك"، و"ما عم تعملي مهامك" واللي هوي نحن مش عايزين حدا يقلنا ياه، ما نحن يلي منفكر فيه كل الوقت قبل ما هني يجو ويحكونا، ف لما هني يجو يحكونا ع فوقا، ف صرتي إنه أوك شو بعمل، برجع، بس أوك عم بنهار، أو ما برجع، بس إنه عم إنهار من جهة تانية، لأنه أنا كتير كتير حساسة إجمالا ول هالإشيا، يعني للتعليقات تبعول العيلة بكون كتير كتير مثير بالنسبة إلي، بيعمل الموضوع أسوء. فصرت هلئ ما بعرف شو عم أعمل بالزبط *ضحك* بس عم حاول شوي شوي، بين إنه إرسم حدود، متل "هيدا اللي أنا قادرة أعمله وخلص، ما بقا تسألوني أسئلة عن هيدا الموضوع"، ومن جهة تانية عم حاول شوي شوي إجي ع حالي كمان، أد ما فيي إجي ع حالي ت زيد الوقت اللي بكون معها فيه أو ت كون معها أكتر، أكيد عم بعمل هيدا الشي. وكتير بشفله ياها لزوجي، ولا مرة كان هوي من العالم اللي عم بقولو هالإشيا، وولا مرة إنه "اه إنتي عم تضهري وعم تروحي وعم تجي وأنا قاعد هون مع بنتي"، مع إنه بالليل ومع إنه قطع كم يوم، أبدا ما عم بقول شي. ف يمكن هوي شي ما منيح، لأنه يمكن هوي معصب وحاططهن بقلبه وبعدين ح يفجرو بمشكل *ضحك* بس لهلئ، منيح هيك. منشوف كيف فينا نتعاطى مع هيدي فكرة الأمومة ضمن هيدا الوقت اللي مش طبيعي ولا من ميلة.
سارة: شكرا كتير على القصص اللي شاركتوها معي، و على الحديث اللي كتير حلو، وكتير بذكرنا بقصص لازم نفكر فيها لما نفكر بالأمومة، ونفكر فيها لما نكون عم نطلق أحكام على الأشخاص، على تربيتهن لأولادن، لأنه نحن عايشين بوقت كتير صعب وكتير فيه تحديات وكتير فيه عراقيل قدام الأشخاص اللي بدن يربو بطريقة مش ذكورية، مش عنصرية، مش طبقية. ف كتير سعيدة إنه كنتو معي. وهاي كانت حلقتنا لليوم من "فاصلة"، كان معكن سارة.
*أغنية أنا وأخي*