مجنونات وخوتات يشرحن الصحة النفسية
اغتراب، غضب، مقاومة أو جنون؟ أكيد مرقتي عليهن كلّن، منطمنك، إنتِ مش لحالك.
بعد ما رجعنا من خلوة قراءة سياسات الصحة النفسية المنظمة من قبل مشروع الألف، قعدنا، نحن الخوتات من فاصلة (لبنان)، والمجنونات من البث النسوي (مصر)، وشرّحنا مواضيع الصحّة النفسية وتناولها تحت الأبوية الرأسمالية حِتّة حِتّة، ابتداءً من تجاربنا وتأمّلاً بالقراءات يلي مرقنا عليها.
نأمل إنه خلوات القراءة والنقاشات المبنية عليها تفتح المجال للمزيد من التكلّم عن الصحة النفسية، بأصواتنا وعبر سياساتنا، بعيداً عن أبوية الطب النفسي، لنقدر نخلق بديل!
*فاصل موسيقي* The Capitalist Blues by Leyla McCalla
المشتركات: مساء الخير.
-شيرين: مرحبا، مرحبا جميعًا. معكن شيرين من بودكاست فاصلة من مشروع الألف ومستضيفين معنا من البث النسوي من مصر. من بودكاست فاصلة إذا بتحبّوا تعرفونا عن حالكن.
-رولا.
-زينة.
-شيرين: والبث النسوي؟
-سارة.
مايا.
-شيرين: أهلا وسهلا، شرفتونا. رح نحكي اليوم عن الصحة النفسية والتنظيم حول الصحة النفسية، شو أفكارنا وكيف منشوف التنظيم بهيدا المجال وليش منحسه شي مهم. وعملنا هيدا البودكاست انطلاقًا من خلوة سياسات الصحةى النفسية اللي عملناها بنهاية هيدا الأسبوع.
-رولا: مبارح. *ضحك*
شيرين: مبارح *ضحك* ما بتعرفي أيمتى بينزل. وكتير بعدنا جايين محمّسين وطالعين بأفكار وحابين نشاركها مع المستمعين والمستمعات وما تضل محصورة بنطاق الخلوة النفسية. لهيك يمكن فينا نحكي أكتر شي من وين انطلقت هيدي الفكرة وليش عم نعمل خلوة عن سياسات الصحة النفسية.
-شيرين: زينة؟
-زينة: الفكرة طلعت من تجربة شخصية ومعاناة شخصية مع المرض النفسي على فترة 10 سنين، وشوية هيك Frustration من الجو العام والخطاب العام عن المرض النفسي، يلي هو عادة يا إمّا الخطاب اللي بقولوا مفي مرض نفسي يا إمّا الخطاب اللي بقولوا: شدّولي حالكن ومفي أي Validation للمرضى النفسييّن. ومقابل هيدا الترند في الخطاب المعاكس اللي ليتحدّوا هيدا الخطاب صاروا إنّو لا المرض النفسي كتير شبيه بالمرض الجسدي وبالتالي هو مرض بيولوجّي والشخص ما عنده أي مسؤوليّة أو تحكّم بالموضوع. وهيدا الخطاب اللي بيحملوا أكتر شي الأطبّاء والمعالجين النفسيين، وحتّى المناصرين على موضوع الصحّة النفسيّة. وأنا بصراحة ما بلاقي حالي ولا بهيدا الخطاب ولا بتاني خطاب، وكنت حاسّي في ضرورة لفتح مجال لغير خطاب ينشأ وخاصةً هنّي مش أهل القضيّة اللي عم يعملوا هيدا الخطاب ويطلعوا فيه، وأنا كشخص عم يعاني من مرض نفسي كان عبالي اسمع أشخاص آخرين عم يعانوا من المرض، ونجرّب ننّظم حول هيدي الفكرة ومن هون طلعت فكرة اختار قراءات عن الموضوع لحتّى نتحدّا هيدول الخطابين ونظّم حول هيدا الموضوع.
-شيرين: طيّب كمشروع الألف منشتغل على الصحّة الحقوق الجنسيّة والإنجابيّة، ومنشتغل على الجنسانيّة أو الجندريّة أو الجندر والنوع الاجتماعي، بتذكّر زينة إنو انتِ كان إلك إيد بالجزء تبع الصحّة النفسيّة إلى حدّ ما موجود بضمن رؤية مشروع الألف، فكيف فينا نشوف الصحّة النفسيّة ضمن هول المنظورات المختلفة؟
-رولا: عزمتني *ضحك* مزبوط بس كنذا عم نحكي عن الرؤية لمشروع الألف عم نحكي عن القضايا اللي خصها بالنظام الأبوي بالمجال الطبّي، وأغلب الحديث عن الصحّة الجنسيّة والصحّة والحقوق الإنجابيّة، وكيف الدكاترة بالأخص والمجال الطبّي مش بس الأشخاص الأطبّاء كمان مثلًا التأمين الصحي وميزانيّة وزارة الصحة شو هّني الحملات والرسالة اللي بتوصلنا كنساء ومش بس كنساء لبنانيّات بل كالنساء المهاجرات أو مكتومات القيد أو أو...الفكرة نحنا كنّاعم نشوف كيف هيدا المجال بيتعامل مع أجسادنا، واللي كان عنجد مش بس وضّح الفكرة هو مش بس كيف بيتعامل مع أجسادنا بل كيف بيتعامل مع نفسيتنا وعقولنا وهو اللي وسذع أكتر رؤيتنا ونظريتنا على شو بدنا نشتغل على اللي سميناها نحنا "الصحّة داخل النظام الأبوي". وهون الصحة النفسيّة كانت عامل كتير جديد بس كمان أبدًا ما كان جديد. شعرنا إنو نحنا كنّا دايمًا عم نحكي عنه بنفس الوقت! يعني دايمًا عم نقول آه بقول: امرأة هستيريّة، المثلّي الجنس دايمًا عندن مرض عقلي، أو بقولوا إنّوا عابري/ات الجنس الجندري عندن مشاكل نفسيّة أو تروما لهنّي صاروا هيك... دايمًا كان في تفسير للإشيا الجنسيّة غير نمطيّة أو للإشيا الجندريّة للنساء يللّي طالعة طورها أو معم تكون سيّدة لائقة أو لبقة. في النساء أو أشخاص أوأجساد غير مقبولين دايمًا عم يكون في نوع من هجرن من محّل اللي هو مجال الطبّ النفسي ونحنا كنّا عم نشوفوا كتهجّم على الجنسانيّة أو على النوع الاجتماعي بس هو كان من الأدوات الطبّ النفسي. غير إنه أكيد منشوفه بقالصحة النفسيّة والإنجابيّة، وغير إنو شفنا كان في هيدي تعدديّة الأيدي تعون المجال الطبّي يعني بضل يطلع إيدين كرمال تجزم على هيدول الأجساد وتجزم كيف هي لازم تكون عم تتفاعل مع الآخرين ووين لازم تلاقي موقع بالمجتمع وكيف لازم تكون وتنميطها بالآخر. من هيدا الباب كمشروع الألف جربنا نفهم من خبرة زينة وقراءاتها للموضوع ومن خبرتي الشخصيّة ومن اكتر...جربنا نفهم شو هي العوامل اللي أول مرّة صارت الخلوة لسياسة الصحّة النفسية من شي سنة وكم شهر وهالويكند أكيد. بس كمان في مواضيع أكتر بكتير من هيك، ومتل ما كنّا عم نقول عن العدالة الإنجابيّة الحلقة يلّلي قبل أو يللي بعد حسب أيمتى الـUpload *ضحك*. يعني القضايا فعلًا متشابكة، ولازم نعرف بالكلّ يعني قد ما فينا كرمال نعرف نحنا كحيف بدنا نصارع كل هيدول المواجهات لأن هنّي بيجوا بنفس الوقت، يعني نحنا يمكن ما فينا نختار أي الأولويّة لأن منشوفن كلن أولويّات بس أكيد يلي بعادينا ما عندن أولويّات بيجي من أي ميلة بصحلن فيها لهيك كلن أولويّات ولازم نكون جاهزين/ات بالآخر. كرمال هيك عم نتعلّم أكتر عن الصحّة النفسيّة والإشيا يلي مش بس متعلقة بالجنسانيّة بس كمان الجنسانيّة بضل يجيها منشن *ضحك*.
-شيرين: كمايا وسارة من البث النسوي حضرتوا خلوة قراءة الصحة النفسيّة من وين إجا الاهتمام بإنوا تكونوا مشاركين بهيك موضوع وشو التأملّات اللي طلعتوا فيها أو شو النقاشات اللي حابين تفتحوها بعدها؟
-سارة: أنا جاية شوي من مدخل تاني بس أكتراللي هاممني حاجتين: تجربة شخصيّة جدًّا، فجأة بدّيت حاسّة إنّي محتاجة إنّي مساعدة زيّ بوصلة خارجيّة شوي عنّي، كان الموضوع شخصّي جدًّا إنّما ابتديت أروح جلسات معالجة نفسيّة وبعدين ابتديت عندي شكوك حول إذا كنت بتحسّن أو مش بتحسّن وحاسّة إيه، ده جزء. الجزء التاني اللي خلّاني عايزة أكون مهتمّة من جوّا الحتت (الأمكنة) اللي بشتغل فيها إني أشارك في الخلوة هو أنا بقالي شوي شاغلني الربط اللي مش منطوق ومفيش أي تنظيم بيحصل حوليه في برأيي أثر التجارب الجنسيّة والإنجابيّة اللي منمّر بيها سواء عن رضانا أو من غير رضانا علينا نفسيًا، وإنّه إزاي ده ليه تبعيّة وإنه بينعكس على تصرّفات وعلى منظور للعالم بعد كده بس هو مش بيتاخد بالاعتبار لمّا نجي نبّص على الاختيارات اللي منعملها بعد كده، أو الاختيارات اللي فاكرنيها اختيارات بس هي ما تبقاش اختيارات، حاجات شبه كده شوي. وده كان بيقبى مربوط بالتجارب الشخصيّة وإزاي بيبقى التشكيك والتشكيك بكون حول جدوى المعالجة النفسيّة وإزاي إنّه أنا ببقى أحتاج أشرح حاجة عايشاها طول الوقت وفجأة أنا ببقى ما اقعد اتكلّم في أنا حاسّة إيه إنّي محتاجة أدّيه السياق وده عامل ليه كده، وليه الاقتراحات اللي بيقترحها عليّ المعالج النفسّي هو اقتراح مش ملائم هو مش مردود ليّ وكأنّه هو مش سامع أنا مشكلتي إيه أصلًا، فكانت خلطة من التنين وبعدين بعد الويكند ديه، حاسّة إنّي شوي بقى عندي بلاغة إلى حدّ ما عشان أنا أعرف أسمّي شويّة حاجات مش حرفيًا أسمّي شويّة حاجات بس إنّي أنا أعرف أحطّ إيديّ على شويّة حاجات أنبّش فيها أكتر عشان أفهم ديه ممكن أروح فيها فين، ده بالإضافة إلى أنّه النقاشات اللي دارت خلال الخلة خلتني حاسّة إنّه أنا إحساسي بالشكّ وبعدم الثقة الكامل في العلاج النفسي كان جاي من حاجة بس أنا ما كنتش عارفاه، ومش بالضرورة مرتبطة مباشرة بالحاجات اللي نحنا قرأناها بس هي جايّة من فكرة إنّي انا ما كنتش حاسّة إنّي مسموعة. وده مخلّيني شوي اللي خارجة بيه كمان إنّه التطلّع اللي عندي إنّي على الأقلّ أنا عندي فكرة من هنا وأدوّر إيه الـKeywords والكلمات اللي حأرميها على غوغل علشان يقولّي حاجات أكتر دلوقتي عن قبل، فده باختصار شديد *ضحك* أنا إيه اللي جابني هنا *ضحك* اختصار شديد جدَّا جدًّا *ضحك*.
-مايا: اهتمامي جيه منين ...مم في الأول في الآخر أنا Big Fan لشغل المجموعة بس في وقت من الأوقات وقت اللي شفت الدعوة للقراءات والخلوة أعتقد أنّها جت من اهتمام شخصي أكتر من اهتمام ليه علاقة بفكرة معينّة بحاول أطبّقها إني مهتمّة بشكل نظري، لأن أحيانًا بعدّي على قراءات بس الدافع الشخصي هو أكتر جانب أخدني إنّنا قدّم ، مش شايفة إنه في عيب يكون في دافع شخصي أنا معترفة إن أنا حياتي أو تنظيمي أحيانًا هو دافع شخصي بحت، بحس أنا ممكن أدّعي إن كل نساء العالم قضاياهن الدافع بس احتمال إنّي أنا أكون داخلة عشان أحّل قضاياي بس احتمال فيها جزء صغّير كده شخصي.
-رولا: معليه احتمال *ضحك* إلّا إذا تخليتي عن نفسك أو تخليتي عن القضيّة. *ضحك*
-مايا: بس السؤال اللي بيطرح نفسه معايا خلال وقت طويل جدًّا يمكن سنة أوشويّة، عن صحّتنا النفسيّة أو المرض النفسي بشكل أوضح جدًّا اللي بقالي كده فترة بقارنه بدماغي كان يُعتبر إنو جنسانيّة الشخص أو هو حتّى يتكلّم عنها حتّى في وسط الحركة لسنين طويلة هي حاجة شخصيّة يعني لمّا تجي تتكلّم عنها خصوصًا يعني إن تاريخيًا الموضوع ده انتقل بس مننتكلّم في حركتنا منننتكلّم في السياق بتاعنا يعني إنو جنسانيّة إيه مش مهم إيه علاقة ده بالنسويّة فده ينتمي لأوضة النوم لحياتك الشخصيّة أو بيتك مع شريكك/تك لكّن القضيّة النسويّة لمّا منجي نتكلّم حتبقى أوسع تحت إطار الـsexual reproductive rights وفي ديمًا إطار أوسع بس في حاجات شخصيّة مش لازم نتكلّم عنها طول الوقت. وبعدين قعدنا نزّق (ندفع) وناس كتير قعدت تزقنّي لا ده شيء سياسي جدًّا لمّا أقعد في اجتماع أتكلّم عن جنسانيتي أو اتلكّم عن اللذّة أو الانبساط زيّ ما كنّا بنتكلّم أو نتكلّم عن الحاجات دي، الحاجات دي محتاجة تكزن في المجال العام ومحتاجة إنها تتناقش، لكن ده لا زال إحساسي ناحية إنّك تكون موجود في الحركة وتقول بشكل واضح أنا مش كويّس. ومش كويّس والاعتناء بالذات مش عامل أي حاجة عشان تعتني بنفسك بالحاجات المطروحة ده معناها إنك بشكل معيّن تقول لنفسك إنّك محتاج لخطوات معيّنة أنا هاعملها فتمام، عدّيت على كل الوصفات من أول الbubble bath لحدّ التنفّس العميق، الرياضة، أشياء كتير جدًّا، الـcommunity care نتكلّم، نفضفض...لحدّ إن أنا في الآخر يعني في لحظة ما حسّيت إن أنا المفروض أعترف إنّ الموضوع محتاج إنه يكون مطبّق بشكل واضح جدّا وإنّي لو أنا مسببّة في الموضوع؟ لو أنا مسببّاه لنفسي محتاجة إنّي اتكلّم في القلق في الـAnxiety بحّس إن أنا بذاتي مش قادرة ومش عارفة آخد نفسي يعني انتهت هنا ما عندكش أي تحكّم على هذا الشيء الجسدي أو هذه العوارض، فخطاب الاعتناء بالذات حسسني إن أنا حاسة عاجزة فهل كل الناس عارفة تعتني بذاتها وأنا مش عارفة اعتني بنفسي؟ فهل أنا بعطي لنفسي أسباب إن أنا ما اشتغلش وأكون؟ هل أنا بحاول محاولة كده إن أنا أحسّ بالأسف على نفسي؟ هل ممكن أكون قادرة أوقف وكمّل. فيّلا بنا أروح وأشوف دكتور نفسي أو نتكلّم مع حدّ متخصّص. بس كمان الفكرة إن ده بيتعامل معاملة إن ده يحصل في العيادة، في حالة خجل حقيقية لمّا توصل لحالة التسليم إن انا خلص حروح أشوف حدّ متخصّص بس الأحاديث دي تبقى في الأوضة ما بيني وما بين الشخص هناك والنقاشات اللي أنا هجيبها لطرابيزة النسويّة والتنظيم وطرابيزة المجتمعات اللي احنا فيها هتكون عن الاعتناء بالذات مش هينفع أتكلّم فيها. أحيانًا الاعتناء بالذات مش نافع فبكون الدوا والدكتور النفسي وفرويد والتحليل وما يحصل. *ضحك*، وبعدن بتيجي المرحلة التانية وهي مرحلة مخيفة جدًّا بالنسبة لي وهي مرحلة التشخيص، المرحلة اللي فيها كوابيسك بتبدأ تتحقّق إنو آه أنا كنت فاكر نفسي مش كويس شويّة فكنت هاجيلك يومين أفضفض واتكلّم وهنبقى كويسين وبعدين هارجع أنضّم للجموع اللي قادرة تمشي، ففي حدّ بيعطيك تشخيص ويقولك تشخيصك هو واحد تنين تلاتة لأربعة وده معناه إنّك مريض، يعني مصاب بهذا المرض وديه حاجة مش رح تروح قُريّب واللي كنّا عاملين حسابه جلسة أو تنين بيتحوّل لأن هو حاجة مش رح تقدر تعيش من غيرها فترات طويلة جدًّا. بس بنفس الوقت ده ما بشيلش، والتشخيص نفسه ما بشيلش ما ينفعش تاخد أجازة أيًّا كان في شغلنا احنا أو برّا إنّك تروح تجيب ورقة أنا عندي قلق الأسبوع ده فمش جاي الشغل الأسبوع ده، حترح تقعد أدام الحاجة أو ما تظهرش. بينما هو تشخيص طبّي يُعتبر بس مش كافي إنّك تحصل على الشرعيّة، أو دي حاجة لمّا تتكلّم عنها في الغرفة بتحس الناس بتغيّر الموضوع بسرعة جدًّا بيبقى مش مريح، أنا حاسة إنّي مش مكتئبة، أو أنا جالي نوبة هلع وأنا جاية، أو أنا ما جيتش متأخر عشان أنا عاوزة اتأخّر بل أنا بقالي ساعتني بحاول اقنع نفسي أقوم من سريري. فجأة المحادثة بتبعد بسرعة بتحس بعدم راحة، بخوف.وبعديها نبدأ نتكلّم بالاعتناء بالنفس! فما بقتش فاهمة إيه اللي بيحصل؟ لمّا شفت الدعوة حسّيت إني في حدّ بحاول يجّر المحادثة غصب عنها وهي مش عاوزة تتجرّ *ضحك*، لمكان يبقى في نور ويبقى فيها حاجة سياسيّة ونسويّة فعلًأ نتكلّم فيها، لأن أنا وضعي الشخصي كشخص منتمي لأيدلوجيّة معيّنة ومجتمعات معينّة فعليًأ كلنا منعاني من حاجة مش عارفين نتكلّم عنها مع إن احنا نفسنا منقول كل شخصي هو سياسي. بينما في المرض النفسي لا ده مش سياسي هو بس احنا عندنا Collective Trauma فمنعيش فيه لمّا الظروف تتغيّر إحنا حنبقى كويسين، وده مش حقيقة خالص.
سارة: بس أنا حاسّة إن التعليق على حوار الاعتناء بالنفس ده إن أنا حاسّة إن بقت مشكلة الشخص نفسه هو إن هو يحبل مشاكله، ياخد نفس أطول، ياخد حمّام وكل التفاصيل ديه بتاعة إنها بقت مشكلتك أو حاجة انتِ محتاجة تصلحيها أنا بحس ده برضه ليه علاقة منين نحنا منتكلّم، أنا حاسة إن الاعتناء بالذات ده بقينا منتكلّم بحاجة تانية. في حاجتين، في حاجة بتشيلث الجمع ده من الفعل وتقلّك لا إنتِ محتاجة تعملي ده فأنا بحس إن ده مُثقِل للناس اللي بتمّر بتجارب شديدة وما منتلمش عليها لأن بكون فيها وصم كتير عشان أسباب كتير قوي وعشان مفيش حد بيتعاطى مع المشاكل دي بالذات في الحركات غير المؤسسيّة، يعني برّا أي مؤسسّة مشرِّعة زيّ الطبّ أو الطبّ النفسي أو... أو مفيش حدّ بيتكلّم عن الصحة النفسيّة عشان هم دول بس اللي ينفعوا يتكلّموا عن الحاجات دي. بحس إنو الخطاب فجأة بصّب على الشخص إنّه الموضوع فردّي في حين إنّه في رأيي هو الموضوع مش فردي خالص هو الموضوع منظومة كاملة داخل فيها كيانات كتير وفي أفراد بتغذّي المنظومة ديه من غير ما يكونوا واعيين تبعيّة الإسقاطات دي اللي احنا منسقطها على حاجة إحنا مش عارفناها أصلًا، يعني يمكن ده كان باين واتضّح أكتر في القراءات التانية لأنّها بتتكلّم إنه قاموس الطبّ النفسي الـDSM جاي منين، من غير ما أخوض في التفاصيل بس في المصادر الدراسات بتوضّح إن الـ DSM جاي الزاي والـDSM ده هو اللي بقول لحّد إنت معك "اضطراب كرب ما بعد الصدمة" أو عندك اضطراب ثنائي القطب، كل الحاجات ديه تحس إنك Hyper market تتسوّقي منه أسامي، ما هو ده أصلًا مين اللي عملوا وعملوا إزاي إيه السياق بتاعه؟ مين اللي براجعوا؟ ومين اللي بيكتبوا؟ ولمّا بيدونا البطاقات ديه فجأة بقعدونا زيّ ما كنت بتقولي مايا إنّه رحتي بغرض جلستين تلاتة، فجأة بتلاقي نفسك إنه إنتِ قاعدة في غرفة محدودة جدًّا حدودها واضحة وإنه أنا خلاص معايا سين وصاد وأنا هفضل طول الوقت معايا سين وصاد وسين وصاد جزء من هويتي في نفس الوقت مش مش بيدولي الصلاحيّة إن أنا استرجع وأستعيد أو يبقى إنه صوتي يبقى مسموع كالحدّ المسؤول يعني مش مسؤوول بس في ناس بتحملّك مسؤوليّة في حاجة ونفس الوقت مش بيسمعوكِ رغم إنهم لسه محملينك مسؤولية إن انتِ تحلّي مشكلة الحاجات دي، بس لو انتِ تكلمتي يبقى ده مش وقته أو احنا مش دكاترة فاحنا ما منعرفش.
-رولا: رح علّق على شغلتين بعدن، حاسّة زين إنه ما حكيت بس شغلتين صغار يلي هنّي موضوع إنّه الاعتناء بالذات اللي هي شوي سقّطت على التنظيم النسوي بمناطقنا يعني من شي 4-5 سنين صارت كتعير مروّجة الاعتناء بالذات ويمكن إنه هو بالآخر نتيجة إنه احترقوا أعصابنا وهو تعب مزبوط في collective trauma بس العالم تعبانة بس غريب كيف ببلّش كمجموعة تعبانة بس بالأخير هو الاعتناء بالذات وهيك بتقطع إنه الاعتناء بالذات، خلّي هالقصة لإلك رح ذكرك تعتني بحالك وبتصير وظيفتنا نذكّر بعض نعتني بحالنا يلي هو شي كتير غريب يللّي إذا منفكّر فيها إنو أديش هيدا الشي في انفرادة وأديش بيعزل ككلمة كمان إنو كيف قطعت على العالم كيف قطعت على راسنا؟ إنه كل شي جماعي بس العتناء بالذات صار ذاتي؟ وبالإشيا الصعبة يعني! أكيد في نقد على كيف بيجي كم Bubble bath w spa بدّك تعملي وأدّيه مصاري، بس نشيل كل شي أدوات وطرق بعده تحت خانة اعتناء بالذات، إذا معم تقدري تهتمي بحالك وبدّك حدا يساعدك بقولولك لا ما هي Practice self-care كأنه آه صح مزبوط كان لازم اعملها بس نسيت *ضحك*. وتاني شي على اللي كنتِ عم تقوليه مايا إنه ما فيكي ما تروحي على الشغل وتقولي إنه أوكي في تشخيص مرض 1،2،3.. . بس هي حتّى لو إنّك عندك مرض جسدي وعضوي ما بتاخدي أيّام عطلة بس إنه هيدا أكتر ش يُصدّق وأنجأ يعني منشوف إذا مع حدا معه سرطان منلاقي إنه "آه خلينا نشوف أوكي أخدتوا هالأيّام بس ما رح يندفعلكم، منشوف يعني تحت ظلّ النظام الرأسمالي إنّه المرض العضوي ويمكن صح وهلأ منرجع منحكي إذا المرض النفسي في إلو جانب عضوي أو لأ، حتّى الشي اللي مفي نقاش بينه حتّى هو ما بيعتبر إنّه لازم يكون في كتير أيّام عطلة، فإنو أكيد المرض النفسي يللي هو شي غير مرئي أو مرئي وما حدا بدّو يشوفه أو يعطيه هيدا الاعتبار.
-زينة: حكيتي كتير من الإشيا يلّي كان بدّي احكيها (رولا)
-رولا: يس
*ضحك*
-زينة: معليش بعد عندي كتير إشيا قولها، برجع بقولها يعني *ضحك* بس حبّيت يعني حتّى ما نمرق هيك مرور الكرام على الشي اللي ذكرتيه سارة بعرف إنّه رح نرجع للمراجع بالكابشن فيهن يمرقوا عليهن بس بعتقد إنه المهم إنّه نفسّر من وين جايي هيدا دليل التشخصيات يلّلي بيلجؤولو المعالجين والأطبّا النفسيين، لأن بعتقد في اعتقاد إنه هيدا الشي بينعمل بطريقة كتير علميّة وهيدا الشي متل ما شفنا بالقراءات هيدا الشي كتير مسيّس يعني الـProcess تبعه مزيّف والنتيجة مزيفة. بس لفسّر شو قصدي: هو الـDSM بيوضع من قبل مجموعة أطبّاء نفسانييّن ويلّلي هنّي مبدئيًا بيلجؤا للدراسات العلمية بس بكتير من الأحيان وبأغلب الأمراض النفسيّة العلم بعده ما وصلنا لنتيجة حاسمة عن كيف بيشتغلوا الأمراض جسديًا وشو سبب الأمراض الجسدي وبالتالي بلاقوا حالن هول الأطبّاء النفسيين يللّي مفروض يكتبوا هيدا الـDSM بمحّل لازم ياخدوا تصويت يعني على الموضوع فبياخدوا من خبرتن هنّي كأطبّاء نفسيين وبصوتوا على شو التشخيصات يلّلي لازم تنزاد وشو التشخيصات يللّي ما لازم تنزاد على الـ DSM وهو المثل الشهير اللي بينعطى على هيدا الموضوع بس لحتّى نفرجي كيف هيدا الشي مسيّس هو: المثليّة الجنسيّة. يللّي هو أولًا انحّط بطريقة غير علميّة طبعًا، مفي أي شي بقول إنّه المثليّة الجنسيّة هي مرض نفسي أو مرض جسدي أو أي شي من كل هيدا بس كمان انشال بطريقة سياسيّة. انشال لأنّه ردًّا على الـGay’s rights movement وحركة المثليين بأميركا يللي نظّموا حالن وطالبوا إنه ينشال من الـDSM وتمّ أخذ تصويت من لجنة كتابة الـ DSM وقطع التصويت لسبب كتير سياسي لأنه انشالت المثلية الجنسية من الـ DSM. هيدا مثل يعني صغير بس بيتكرّر على كذات تشخيص وفينا نشوفه بكذا محّل بس بعتقد لحتّى المستمعين/ات ما يعتقدوا أو not to take it for granted إنّو الشي الناتج عن الأطباء النفسيين معناتها ناتج عن علم أو أدلّة موضوعيّة بتثبت وجود هيدي التشخيصات. يعني نحنا عم نتشخّص وفق دليل تشخيصات هو كتير سياسي ومجتمعي وثقافي وأسبابه سياسية ومجتمعية وثقافية غير علمية. فحبّت بس إنّه نوضّح هيدا الشي وأكي يلّي بحب إنّه يقرأ أكتر يعني موجودين هيدول القراءات.
-شيرين: وبناءً على الشي يللي قلتيه زينة بالنسبة لإلي أكتر شي كان صدمة من ورا القراءات والنقاشات يللي خضنا فيها لأن دايمًا بس نحكي بالعلم أو نستند للعلم منفكّر فيه كشي ملموس، مقدّس وما فينا نمّس فيه أديش هو شي منتناقش فيه بالحركة النسويّة لأن منعرف أديش العلم محايد وبيتأثّر بالسياسات وبالسلطة وبأفكار ومعتقدات اللي عم يعملوا الأبحاث فهو شي مناقشه بس بنفس الوثت بضل إلو أثر بغض النظر أديه نحنا منعرف إنو أدّيه العلم مش موضوعي مع هيك بس نتناقش مع أشخاص بجيبوا سيرة العلم أديش هيدول بسكتونا كأنّه مفينا نجيب سيرة العلم إلى حدّ ما. فبالنسبة إلي أديش بينحكى عن الطبّ النفسي كشضي مبني على العلم أكتر شي صدمني هو أديش قليل هيدا البناء بالفعل بالحقيقة، أديش يعني التشخيصات الموجودة بدليل التسخصيات النفسية غير مبنية على العلم، يعني بتمشي تحت فكرة العلم بتتمرّق تحت فكرة بالعلم وبتاخد شرعيّتها من العلم بس فعلًّا نحنا ما عنّا هلقد أبحاث بتثبت كتير من الأمراض النفسية يلي بينحكى عنها بكتير طريقة علميّة، ما عنّا هلقد دليل يعني الأمور كتير عبثيّة إلى حدّ ما مع ذلك يُدافع عنها من منطلق العلم على هيدا الأساس ويتّم إسكاتنا على هيدا الأساس، وهيدا الشي بضوّي على المعالجة للأمراض النفسية اللي تؤخذ for granted وبعتقد أحد المقالات ضوّى على كيف أحد الافكار المتداولة دايمًا عن العلاج النفسي بالأدوية على سبيل المثال إذا ما زبط أوّل دوا أكيد بيزبط تاني دوا إذا مشض تاني دوا أكيد تالت دوا، منجرّب أكتر من مرّة. وبعرف كتير أشخاص بعدن بهيدي المرحلة لسنين أكتر من خمس سنين أكتر من عشر سنين، وعندن نوع من اليأس إنو إيه بعرف وحدة بنفس الحالة وإلها أبصر كم سنة آخر شي لقيت الدوا المناسب. هو هيدا الشي ليه ما منحكيه على الأمراض العضويّة والأمراض الجسديّة؟ ولا مرّة بفكّر إّنه إيه حدا عم ياخد 70 ألف دوا إلّا يمكن للسرطان يمكن منحكي هيك لأن مش ملاقيين شي وفي اعتراف مش ملاقيين الشي مناسب. بس على الصحة النفسية مفي اعتراف إنه مش ملاقيين الشي المناسب لا بل في حكي بثقة كبيرة إنه أكيد رح تلاقي الدوا، فهو شي كتير غريب إذا هلقد في فشل مع كتير أدوية ومع أمراض معينّة من المرض النفسي، ليش معم ينحكى بالموضوع من منطلق تاني ليش مفي حكي بفعاليّة الادوية إنه إذا زبط لشخص من خمس أشخاص ليش مفي شكّ أكتر؟ هو مخيف أديش قليل الشك من هاي الناحية وكان في شي كمان ذكرناه هو الـ Drug based treatment أو متل مقاربة للمعالجة يعني عم تطرح لنقدر نفكّر بالدوا مش بالمرض للحل نفسه بس بالحّل للعوارض
-رولا: متل البنادول *ضحك* بيل الحرارة بس بضّل إنو منشوف يعني بشيل العوارض لفترة معينّة بس ما قول إنّه هو الحلّ *ضحك*
-شيرين: إيه فهيدا الشي كتير لفتني لأنه من خبرتي الشخصيّة بلاقي إنه مثلًا لمّا كنت عاني من عوارض صيحة للقلق أو الاكتئاب حسّيت إنه الدوا عم يعالج العوارض اللي بالمعدة إنّه حسّيت حالي بدر اطلع من دون ما حس إنّي بدّي استفرغ أو بدّي موت، يعي بكل هالإشيا حسّيت إنو أوكي مشينا بالعوارض الجسديّة بس بعد عندي نفس الأفكار والصراعات مع نفسي، فليش مفي حكي إنو بعض الأدوية عم تعالج العوارض وما بأثّر بس المهّم عترف بالموضوع إنه هول أدوية عم تعالج العوارض معم تعالج المرض النفسي مش رح نصّح ونحس حالنا أفضل بس لأن عم ناخد الأدوية يعني ما رح نتخلّص من الشي يلّي عم نتصارع معه بل منتخلّص من الإشيا الجسديّة أكتر من أي شي تاني.
-رولا: عم تخلّص عوارض وعم تزيد عوارض.
-شيرين: كمان.
-رولا: وهيدا لشي اللي بصير إنّو بدّك تعالجي العوارض اللي ناتجة عن العوارض تعولة الأدوية، بتصري بتفوتي بدوّامة يلي ما بتعرفي لوين واصلة، بس في كان في دراسة اللي قرأنا عنها بس معم اتذكر أي وحدة كانت. الدراسة يللّي انعملت عن الأشخاص اللي راحوا عند كذا طبيب معالج نفساني وكل شخص أخد تشخيص غير حسب العوارض نفسها وحسب القصّة نفسها يللّي طرحوها وهيدي كانت مدروسة لأديش في نسبة عالية... زينة تخبرينا أكتر شوي؟
-زينة: إيه بخبّر بس كمان بتجي شوي مع caution *ضحك* لأنه هيدي الـRosenhan experiment يللّي بعتقد انعملت بال72 بأميركا وصار في كتير انتقادات عليه وانتقادات بمحلّات حقوقية مبرّرة وبمحلها، ما ضروري نفوت بهيدي التجربة بالذات بس هو ي معروف إنّه نفس العوارض بيطلعلن كذا تشخيص مختلف من كذا طبيب نفسي وهيدا الشي يعني بيرجع لقلّة الاعتماديّة ويللّي بيرجع للنقطة اللي كنت عم قولها هو منّو شي علمي ومنّو شي مدروس، هي التشخيصات موصوفة بطريقة شوي عبثيّة متل ما قالت شيرين. وهيدا الشي بودّي لنفس الشي اللي قلتيه إنّه التشخيص لنفس المريض بيتغيّر من كذا طبيب لطبيب نفسي تاني وهيدا الشي مفروض بالمبدأ عم يقّل مع الوقت بس مش يعني انحلّت المشكلة الأساسيّة.
رولا: مممم
زينة: كنتِ عم تحاولي تقولي شي تاني؟
-رولا: لا، لا بس لأنّه اللي كانت عم تقوله شيرين بفتكّر يللّي هو إنّه علم أو منّو علم، واللي كنت عم فكّر فيه بالخلوة يللي هو الطبّ الفسي بستغربه شوي بالطبّ بشكل عام. وهيددا الشي كنّا كمان عم نحكي عنه يللي هو مفينا نحطه بالمجال يللي هي الإشيا كتير فرديّة، بيولوجيّة، عضويّة. ومش مؤسساتيّة أو عن أنظمة أو عن محّل وين واحد أو وحدة ساكنة أو بأي سياق، وإنّه مثلًا عن تاريخ شخصي يعني في كتير عوامل مش داخلة بالتشخيص أحيانًأ وهيدا بظّن بالسياق البيولوجّي الطبّي. وما بفهم صراحة كيف بكون في هلقد توجّه هلقد بيخدم هيدول القصص والقضايا. بتذكّر كان في مقال مرّة قرأته عن وحدة كانت تروح عند معالجة نفسيّة كانت عم تحكي عن تجربتها هي كامرأة سودا عايشة ببلد الأكتريّة بيض ونظام أبيض وإنّه تروح عند معالجة نفسيّة بيضا، وتقلّها إنّه في نوع من تهجّم عليي مبطّن معم اعرف حطّ اصبعي عليه وينه بس بعرف إنه في شي عدوانّي واعتدائي عم يصير بالأحاديث الصغيرة يللي عم تصير وهي تقلها لا paranoid *ضحك* وتقلها إنه انتِ عم تتخيلي هالإشيا. يعني معم يقدروا يبلشوا من نقطة أولًا: هي عم تكذّبها، وتانيًا: عم تاخد شي من يللي عم يصير معها وعم تزيد عليه تشخيص طبّي. عم تقلّها انتِ يمكن عم تشوفي شي، أو انتِ بحالة دفاعيّة أو انتِ متوقعة إنن يحكوكي هيك فكرمال هيك عم تجاوبي هيك. وهو هيدا الشي يلّي كتير بخوّف بالطبّ النفسي يللّي إنّه فيكي تبرمي كتير إشيا ضدّك. وهيدا الشي يللي كتير بخوفني بالطبّ النفسّي يللي هو إنه حكيك في ينعاز ضدّك وهيدا الشي يللي منشوفه كتير بقضايا النساء يللي إنّه حكياتك بينعازوا ضدّك ليهاجموكي، يعني بحّس هيدي المقاربة اللي موجودة دائمًأ بس كمان الأصعب إنّه كيف بقتدري تروحي عند حدا وتشتكي عن هيدول الإشيا وإنّن يصدقوكي مش بس هيك يعني إنت بدّك تحكي عن الإشيا يلي بتعاني منها وعن العنصريّة ممؤسسة بالبلد وحدا عم يقلّك إنه لا كلها إشيا براسك. وهي كمان بتحكي عن إنها رجعت راحت عند معالجة نفسيّة كانت سودا كمان وإنو ما شكذت بهيدا الشي صاروا عم يفكروا طيّب شو حاسّة يللي هو هيدا الشي بريّح.
-مايا: حاسة إن هي منشافة ومسموعة.
-رولا: ومش إنو انتِ تشخصتي برانويا إنو كيف هيك! وهيدي شخصنة القضايا بفرد مش طبيعيّة لأن نحنا مش عايشين كل فرد على كوكبه لحالو، لو كل فرد عنده كوكبه بقول إنو ممكن *ضحك* بتلعب بس إنه مش منطق إذا نحنا عايشين مع كل هيدول التواريخ وكل هيدول الأنظمة والعلاقات والسياسات وما بدنا نحنا نشوف لون أو عرق أو دين ولا نشوف نوع اجتماعي ولا نشوف جنسانيّة ولا طبقة...كيف يعني رح نضّل كل هيدول ما نشوفن ونفكّر بالشخص برّا كل هيدول الإشيا والعالم زابط بس إنتِ مش زابطة؟ مش زابطة الفكرة كلها سوا.
شيرين: وبالعودة لكل ي مكن تحكي للطبيب النفسي أو المعالج النفسي ممكن يُستخدم ضدّك أحد السمات يللي كانت موجودة بالخلوة هي الاستقلاليّة بالجسد والوكالة بالجسد وأدّيش نحنا فينا نحكي كل شي للأطبّاء بدون ما ياخدونا ويحبسونا بمصحّة نفسيّة، ما بعرف إذا فينا نضوّي على الموضوع أكتر والنقاشات يللي كانت يللي دارت؟
سارة: مش كل النقاشات بس في تجربة يعني هي أول جلسة مشورة نفسيّة كانت أول حاجة يللي هي إنه الشخص محتاج يقعد في المستشفى ! ليه؟ يعني احنا لسه قاعدين ساعة انتِ عرفتي تقرّري الزاي انه هنقعد في المستشفى، تاني حاجة هي رقم حدّ يكون قاعد معاكي وتاخدي دوا أعراضه مثلًا في نوم كتيرأو نوم اليوم كله. طب واضح هو في خيارين انتِ ليه ما قلتيش الاتنين غير لمّا حصل رفض لأنّه حاجة مش موقف خطر قوّي وخطر بين قوسين لأن معرفش منقيس الخطر إزاي (إيه معياره) بس خطر لحد إنه فيحصل تفاوض بششكل ما فإنه يطلع اختيار تاني. بس في النقاشات اللي درنا فيها الخلوة والأفلام اللي شفناها إنو مش دايمًأ بيبقى في اختيارات، ولمجرّد إنه حد قرّر يحط على الطرابيزة أحاسيسه وتجربته ووصفه لتجربته إزاي ده بينتسمع عشان في الآخر نديله وصفة طبيّة مش بينسمع عشان نتناوله زيّ ما انتِ قلتي إن المعالجة السودا لمّا هي راحت لها كان حصل نقاش وإزاي ده عمل Validation في الآخر في تجربة الستّ. فأنا من تجربتي ومن التجارب الأشخاص اللي حوليّ أنا ما بحسش إنه فعلًا في إنصات بالضرورة للتجربة، انتِ قاعدة هنا ساعة في حدّ جايي وراكي وكان في حدّ قبلك، والموضوع روتّيني بحت ومنتعامل معها بشكل ميكانّيكي جدًّا وأنا حاسّة إن هو حاجة حسّاسة جدًّا وحاجة إنسانيّة جدًا منتعامل معاها كأنّها ورقة طلبات لازم نمّر بيها كلّها. دي حاجة من الحاجات اللش شفتها بوضوح في القراءات وبالرجوع لفكرة احنا إزاي بنتعامل مع فكرة إزاي مع المرض النفسي أو التجارب النفسيّة بمعزل عن العنصريّة، بمعزل عن رهاب المثليّة وبمعزل عن الطبقة الاجتماعيّة والخلفيّة التعليميّة. كان في وحدة من القراءات مش فاكر أي وحدة بس بتتكلّم عن الناس اللي تشخّصت بالشيزوفرنيا كانوا من عرقي معينّ ومع الوقت فده كان تقريبًأ تزامنًا مع فترة تطوير علم النفس وده كان مسيّس لأنّه كان في محاولة لإثبات إن في عرق أحسن من تاني لأن احنا مش عايزين للسكّان السود اللي هم في أمريكا إنهم يتكاثروا عشان مش عايزين سمات بيولوجيّة معينّة إحنا نكرناها تزيد، فنحنا نشرناها إزاي مهم إن نحنا نرجع نزور التاريخ عشان نفهم الحاجات اللي احنا مناخدها، يعني أنا لو ما كنتش أعرف تاريخ الـ DSMكنت لسه حاتعامل معاه ب...
-رولا: باحترام ضحك*
-سارة: لأن ده انكتب وده حاجة كبيرة قوي يعني انتِ عارفة ممكن تكون حاجة خايبة
-رولا: بس كم صفحة؟
سارة: لا كبيرة ! كبيرة *ضحك* ممكن تبوصيلو هو بلغة عاملة إزاي ومعقدّة إزاي إنو حدّ ما هواش عنده أي خلفيّة علميّة حتّى يعرف يقراه.
-رولا: ¾ Non specific *ضحك*
-سارة: فمن غير الخلفيّة التاريخيّة لده سهل جدًا إنّه يتعاد إنتاج قاهرة بأشكال متنوّعة ومن ناس من جوا الحركة النسويّة زيّ ما احنا ما كنّا منقول مصدقين إنهم واقفين على الثقة صف بس فجأة تلاقي حاجة زيّ مارسي الاعتناء بالذات تاني! الاعتناء بالذات إزّاي مش الموضوع شوي هيكلّي، قهرّي، أبوّي ...إزاي ده يعني فردّي؟
مايا: هرّش فيه Bubble bath *ضحك*
-سارة: الأبويّة كلها معايا في الـBubble bath *ضحك*
مايا: فهي فكرة زيارة التاريخ واحنا كنّا يمكن فوتنا في إحنا فين من ده في المنطقة بتاعتنا وسياقاتنا عشان احنا شايفين ده كمشاكل ناس بيضا دي مشاكل ناس بيضا في الآخر يعني. فاحنا حنتكلّم في ده إزاي وهنعبّر عن ده إزاي ، هل احنا ممثلّين؟ تجاربنا متاخدة في الDSM ده؟ تجاربنا متاخدة في القراءات اللي احنا قرأناها او لا؟ في تشابهات كتير يعني أنا بحس إن في إحساس تاني مختلف برضه مش متشاف ومش مسموع يعني بس بزاوية تانية برّا العيادة على نطاق أوسع. مش فاكرة كنتِ عايزانا نروح فين *ضحك*
-سارة: هزوّد حاجة من الراءات دايمًا عندي ميل شخصّي أو يمكن لأن نظرتي ضيّقة جدًا في خصوص الصحة النفسيّة، إنّه الواحد بشوف الطبيب النفسي كمعالج فقط أو الطبيب الفسي أو المعالج النفسي هوكشخص مش مؤسسّة كبيرة تمتلك في إيدها مؤسسّات أنا مش هقول عليها مستشفيات خلاص حقيقي، أقرب لمؤسسات عقابيّة أنا بالنسبة لي أقرب من أن أنا أشبهها لسجن أكتر من إنّي أشبهها لمستشفى لمرضى السرطان، يعني لمّا أبصلهم في وحدة ممكن أدخلها أتعالج كده وبتاع بس كده هتخرّج (لمحة بصر) *ضحك* يعني في حدّ بقررلي أمتى هاخرج. يعني إنه هو هذا الشخص جوا داخل مؤسسة كبيرة ليه سلطة عليّ، بلحظة. وإن ده يخلّيني طول الوقت واعية وأنا بتكلّم مع المعالج هاكون صريح بس مش كفاية، في خط للارتياح يعني في اللحظة دي في ناس محظوظة بتروح لمعالجين لأسباب كتيرة حفاظًا على الوجاهة الاجتماعية وأنا بدفعلهم فلوس كتير لدرجة إنهم بيسألوك تحّب تدخل؟ بس مش ده الحالة واحنا عارفين ده. في قصص كتير رعب عن معالجين بيستخدوا سلطتهم، خصوصًا في حالات ستّات تحرّش وابتزاز لأن كميّة الأشياء اللي أنا بقولها ما حدّش عارفها غيرك وغيرك...
-شيرين: وهتستخدم ضدّك إزاي؟
-سارة: وهستخدم ضدّك إزاي في لحظات كتير، لكن الشخص ده بقرّر إنّك الخطر على نفسك وعلى الآخرين فيكون الحلّ الاجتماعي. وزيّ ما اتكلمنا إن الدوا بعالج الأعراض مش بعالج المرض، فكمان مخلّيني أطرح سؤال المستشفيات أو المصحّات أي كانت أساميهم هي مش الغرض منها معالجة صحّة الشخص العقليّة أوالجسديّة في الحالة دي،هي الغرض منها عزل مجتمعي عشان نبعد المشكلة من المجتمع اللي احنا منحاول نحافظ عليه حتّى تكون قادر تكون منتج وفعّال أو خضار Too medicated to be functional فعشان كد أنا قررّت إنك خطر على نفسك وعلى الآخرين.
كمان في دكاترة يعني في دكتور لو في لحظة أنا حسّيت إنه هو بيستخدم سلطته هروح اشتكي لنقابة الأطبّاء أو مش عارفة فين، بس في حالة الطبّ النفسي المكان اللي بحاسب مش واضح وهتفضل كلمتي مقابل كلمة اللي بحاسب اللي تشخيصه بايده في جرّة قلم.
-مايا: بس في هذا الشيء لو هو القانون مش شايف إن الناس اللي بتمّر في حالات نفسيّة معينّة أو مسمّيهم مرضى نفسيين وصاحب منهم المصداقيّة، انتِ خسرانة إنك تطلبي حقّك أو تحاسبي مؤسسة كاملة وانت فاقدة للمصداقيّة فانتِ خسرانة خسرانة يعني، بيتهيألي لو هم قرروا يحطو عملية محاسبة أو مساءلة هي حتبقى خرافيّة يعني هي حاجة مش حقيقيّة احنا هنبني حاجة صورويّة جدًا ومجرّد هي تبقى شبه قوانين تانية أو هي تبقى مؤشّر تقدّم الدولة إن هي الزاي بتضمن حقوق ناس يعني ما علينا بس اقصد هي فكرة إن انتِ تطلبي مساعدة أومشورة في حاجة تخصّك، فدي تستخدم ضدّك بإن تنسحب منّك الأهليّة والمصداقيّة دي حاجة تعجيزيّة جدًا، دي حاجة بتبقى مستوى تاني من العجز المجتمعي اللي بخليكي شخص مش عارف... بسكتّك أكتر.
الحاجة اللي حسّيت بها واحنا بنتناقش لأننا احنا غصب عنّنا جايبين أفكار ومعتقدات ومفاهيم وحاجات يمكن تكون احنا منحاول نحاربها بس هي بقت مزروعة جوانا بشكل احنا مش واعيين ليها. الربط ما بين المرض النفسي والعنف، ده كان في الكثير من النقاشات اللي تكلمنا فيها وفي اللحظة اللي حد بكون فيها موصوم أو متشخّص على حسب احنا منشوف إزاي، لأان التشخيص أنا بالنسبة لي زي أنه وصم أنا تشخيصي كده يعني ...وخصوصًا لو كان دخل جوّا مصحّات وطلع، عادة في السجون الناس بتتعامل لو كان مسجون إن انت دلوقتي سددت عليك الديون اللي انت عملتها للمجتمع فانت طالع ومندّيك المنفعة دي هنحاول ندخلّك تاني جوّا المجتمع وهتبقى مواطن فعّال ، لكن خروجك من مستشفى في حاجة كده تردّد صداها كذا مرّة ماذا لو لجأ هذا الشخص للعنف تاني؟ ماذا لو شخصناه كده في وقت غلظ؟ الربط المرعب ما بين فكرة العنف يعني أنا في لحظة حسّيت هو لومنربط العنف ليه فإذًا مفيش مستشفيات للرجالة ممكن نلمّهم كلهم نحطّهم فيها *ضحك*
-رولا: ونرمي المفتاح *ضحك*
-سارة: عزيزي المستمع جا الوقت اللي لازم تقفل فيه
-سارة: بس حابّة إن نحنا نناقش في ده لأان دي حاجة خلتني يعني نظريًا أنا جدًا هقول بس هل ده يعني أنا ما عنديش أو ما حسيّت بلحظة بالذعر غير مبرّر وأنا ما عنديش أي تجربة عنف، وده كل تجارب العنف اللي حصلت في حياتي حصلت يعني لناس مؤهلين عقليًأ وما ينفعش أقول أصل هو يمكن عمل كده علشان هو احتمال هومريض فمخدش بالو، اصلو ده برجّع لفكرة المسؤوليّة والمصداقيّة والأهليّة وغير كده... بس البعد الغير مبرّر بيجي من حتّة تانية من حتّة اتزرعت فينا مش عارفين من إيه كمان أو عارفين بس احنا نرجع لوراها مكنش سهل، أعتقد يعني انتِ من الأول بتقولي احنا منقول حاجات عارفينها. احنا منقول واحد، اتنين، تلاتة، اربعة بعدين رجعنا... طب احنا لو لغينا المصحّة الناس حتكون حولينا؟
-مايا: بنعيد تجربة القهر تاني
-سارة: تمامًأ، يعني احنا تشبعنا بيه لدرجة يعني احنا مش عارفين نفكّر ببدايل والبدايل ديه هي لسه تعجيزيّة وإقصائيّة ، مايا ينفع تشرحي البدايل؟
-مايا: آه البدايل يعني بدل مستشفى يكون في واحة بس برضه مش متوقعة إنه المكان ما يكنش مصوّر في جنينة وكده بس هو كده مكان معزول، صح خليته أخضر وأحسن وسائل الرعاية أو مستشفيات زيّ اللي احنا منشوفها في منطقتنا بالذات حاجات بشعة أو جزيرة معزولة بس برضه فيها فكرة إن ده ما يكونش في وسط الناس. يعني ده الحاجة اللي دايمًا بتتقال على فكرة العلاقات الجسديّة، إنّه نبطّل نطالب الشخص ذوي الاحتياجات الخاصّة إنه هو يحتوي المجتمع بالعكس هو اللي حيتاج ينظّم نفسه حوليه ونتكلّم إنه ما بيشتغلش وفي الأرصفة العالية ونتكلّم في حاجة القبول في الوظايف وحاجات زيّ كده، بس لما نجّي نتكلّم عن مريض نفسي مش قادرين نتخيّل سيناريو غير .
-شيرين: فينا نفكّر هلأ أكتر بس نتخايل التنظيم حول الصحّة النفسيّة أو ليش منعتقد التنظيم حول الصحة النفسيّة مهم؟ كيف منتخيلو بدوائرنا ومين منتخايل عم يشيل التنظيم حول هيدا الموضوع؟
-رولا: بفتكر الشي كان رايح على التنظيم لأن نحنا دايمًا مننجبرنطلّع حلول ومتل ما قالت مايا شو الحلّ؟ شومنعمل؟ بس هو الجمال كل ما يجي نقد على شي فيه بالأخص منظومة قمعيّة هائلة يللي هي فيها الي العالم أكان عندن أمراض نفسيّة أو لا، بس العالم اللي بتنسحب من المجتمع متل النساء اللي بكون ممكن ياخدوا إرث كبير في نسوان بتنحط بمصحّات عشان ما تاخد أرض أو أموال أكان في مرض نفسي أو لا في هيدول الأماكن يللي فيكي تسحبي حدا عليهن وكأنوا حبسن هو شوي حبس يعني بس بهالحال نحنا المفروض دايمًا نفكّر بحل. وبعتقد نفس الشي بس حدا يقولوا أوكي يا نساء ويا أشخاص وعاملي/ات الجنس طب شو بدنا نعمل؟ منلغي الجنس عن إنو بتعرفي بالأحوال الشخصيّة شو بصير بالأوراق والعمليّات، ما هي كل الدولة قايمة على هيدول المعلومات وهيك بتتنظّم العيلة كيف بدكن تلغوا العيلة؟ كيف يعني ما انتِ وين نازلة؟ مش نازلة تحت خانة بيّك؟ منلغي كل الخانات؟ كيف بدكن تصوتوا؟ ماهو التصويت كمان جايي بإنو ما هيدي العيلة بأي منطقة وشو رقم السجل، فكيف بدكن تغيروا كل شي؟ خييّ معم قلكن عندي الحلّ ما عندي كلها إنها محسومة وجايي مع إنه عم اعمل الطرح بفتكر إنه هيدي الخطوات اللي بدنا نوصلها يعني ما بدنا نحنا بس نقولها بالهوا بس عم نقول إنو في مشكلة. منها زابطة هيك فينا نلاقي شي مؤقّت فينا ناخد خطوات كرمال نحنا نغيّر إشيا بس أولًا لحتّى نحنا ننسمع ونتصدّق إنه نحنا هون خاصّة للمجموعات يللي حكيها منّو كافي وأفعالها كتير مدروسة وكتير تحت الرقابة يعني إنو اطلّعوا كيف زاحت بإيدها أو كيفف طلع صوتها أو في تهجّم، يعني العالم يللي عنجد بتنعمل عدائيّة أو بينخاف منها. يعني هون عنجد بالصحّة النفسيّة ومش بس هيك قصدي يعني بالشغل السنوي يللي منعمله. فأولًا في هيدي شو منّا نعمل بموضوع التنظيم وهيك؟ بدنا نحكي بالإشيا يلي نحنا عارفينها ومعارضينها ككيف عم يتقارب موضوع الصحّة النفسيّة ما ضروري نبلّ بالحلّ الكامل بس لازم يكون في 1،2،3... وندفش من هون
-زينة: إيه أنا بوافق مع رولا إنونحنا منّا مضطرين بإنّو نطلع بكلّ الحلول بس بنفس الوقت بعتقد في متل خريطة طريق منقدر نرسمها أول ي متل ما قلتي فينا نبدأ بالإشيا يلي منعارضها ويلي ما بدنا نشوفها، بس كمان بعتقد الطريقة الأنسب للوصول إلى حلّ هو إعادة تعري المشكلة الأساسية ونعترف إنو هلأ تعريف المرض النفسي بس عم يكون محصور بالطبّ النفسي وبالباحثين والمعالجين وهنّي يلي عم يقرروا شو اللي يعتبر مرضي ومش مرضي ووين المرض موجود، وأغلب الأحيان عم يكون إنو المرض موجود بالجسد مع بعض الاعتبارات يلي بيعترفوا إنو في لظروف السياسية والاجتماعية يللي بأثروا على هيدا الشي. هلأ بعتقد الخطاب الطاغي إنو المرض النفسي موجود بالجسد وإنه يعالج بأدوية غير قصص يعني. أنا بعتقد إذا مناخد ومنستعيد السلطة لتعريف المشكلة من هول الأشخاص ومنعيدها للناس يللي هين عم يمرّوا بمعاناة معينّة ويلي هنّي قادرين يعرفوا نوع المعاناة يلي عم يمرّوا فيها أحسن من غيرن وإذا منسمعلن فينا نشوف كيف العامل الجسدي البيولوجي هو أغلب الأحيان شي ثانوي منو الدافع الأساس لحدا يحس حالو عم يعاني من شي، في كتير أسباب للظروف من المعيشية للأشخاص إذا منستعيد هيدي سلطة التعريف ومنرجعها للناس فينا نوسّع مفهوم المرض النفسي وبتوسيع مفهوم المرض النفسي فينا نوسّع مفهوم العلاج وطريقة التطرّق لهيدي الأمراض والمعاناة، أكيد في مشكلة بطريقة إعادة إنتاج اللغة المرضيّة بس لأن مش عم نعرف نعبّر عن هيدا الموضوع بغير طريقة، أنا الكلمة اللي بستعملها دايمًا هي المعاناة بس كمان يمكن هيدا الشي ما بضّم كل التجارب.
-رولا: على نطاق مجتمعي أصغر، في على النطاق الكبير في أحيانًا تنظيمات لمرضى أو زباين أو الأشخاص اللي بتستخدم هيدول الخدمات يلي بيجتمعوا وبيعملوا نوع متل نقابة، ليمثلوا عن حاجاتهم وبصيروا هني يعملوا متل أنظمة صحيّة كبيرة وبصيروا متل ما كانت عم تقول مايا إنو أنا كيف بدّي حمّل مسؤوليّة أو اعمل محاسبة ومتل ما كنتِ عم تقولي إنو كيف بدي أنا حاسب إذا حتّى مفي مصداقيّة أو أهليّة للكلام يلي أنا عم قوله، وتجرباتي معم يتاخدوا بجديّة لأنه بيعتبره إنو أنا عم بالغ أو هيدا جزء من مرضي لأنّه أنا عم اتخايل، ما بعرف أديش هالغشيا فيها تنعمل.
-زينة: هيدي إشيا بدنا نجرّب نفكّر فيها بس أنا يللي كنت عم جرّب أوصله هو ما لازم نخاف إنو نقول الحلول الجذريّة للمشكلة ما لازم نبعد عن فكرة إنو نحنا عايزين تغيير النظام الأساسي من أساسه، تغيير النظم الاقتصادي من أساسه. أكيد يدا الشي الناس بحسوه شوي بشكّل عائق للناس لأن ما رح يعرفوا كيف يتعاملوا إنه ما رح نسقّط النظام بين هلأ وبن بكرا، شومنعمل لوقتها؟ بس بعتقد ما لازمنزيح عن هيدا الخطاب، نفس الوقت إيه الخطوات يللي قبل هيدا هي استعادة الخطاب وإعادة تعريف الأمراض النفسيّة وإعادة الاستقلاليّة والوكالة الذاتيّة للأشخاص يللي عم يعانوا من الأمراض النفسيّة واعتبارن إنه هنّي الأشخاص يلي قادرين يدافعوا عن قضيتن وحقوقن ويقولوا هني شو عايزين والاستماع لإلن هنّي بشكل أساسي كونه هنّي اللي عم يعانوا مش اللجوء للطبيب النفسي يلي المفروض يكونوا معه شهادة وبيعرف أكتر منا بالمشاكل يللي نحنا عم نمّر فيها. هيدول هنّي الخطوط العريضة بس بعتقد بغيروا كتير بطريقة مقاربة موضوع الصحّة النفسيّة.
-رولا: شو رأيكن بإنه من هلأ لوقتها مفينا نسقّط أنظمة كبيرة بس كمان هو الشغل بإنه كيف نقدر نحسّن حياتنا ونفسياتنا ووضعنا النفسي والعقلي، هو كمان جزء منه هو شغل على الإشيا يلي عم نشتغل عليها يلي هو مثلًا بالمواضيع الاجتماعيّة مفينا نشوفن يا عم نشتغل على الصحة النفسيّة لحالها ياه على قضايا اقتصادية أو نسوية بس هني مجتمعين بالأوضاع العيشية يللي بتصعّب أوضاع كتير أشخاص وهيدول أكيد بس كمان ما ننسى موضوع الصحة النفسية بقضايانا التانية لأنه هي من الإشيا السهلة يلل بتنسى بفتكر متل يعني كيف في مصّح نفسي بشيل اشخاص من الجتمع وأحيانًأ كمان بقضايانا النسويّة والاجتماعيّة يلي نحنا منضّل كرمالها وهيداكمان شي يللي برضه أهين إنه ينسحب من الموضايع وبرضه كمان ما نحكي عن اشخاص بنفس الوقت، بفكّر بالخطوات اللي فينا نلمسها أو نحنا نعملها.
- سارة: آه بفكّر بالتشبيكات اللي كنّا احنا منتكلّم عنها في العدالة الإنجابية عمومًأ فكرة السياق إنه نحنا لما نجي نتعامل مع تجربة جماعية باختلافاتنا جواتنا بس تجربة جماعية ناحية الصحّة النفسيّة وسياساتها هي يعني ممكن تقولي هي مش حاجة حتنحل لوحدها بس هي حاجة هتبقى أقوى لو بتتحل وهتبقى أقوى وبتتربّط بحاجات تانية. إحنا كنّا تكلمنا في الخلوة عن إزاي المؤسسات الخاصة بالسجون هي أكتر حركة ريبة في تفاصيلها للتنظيم حول الصحة النفسية وسياساتها، فحاسة مفي دروس طلعت من تنظيم حول مؤسسات السجون وسياسات العزل في السجون دي نقطة ممكن تكون بداية، وبداية تانية حاسة فيها اللي خلاني أعرف نتعمّق في شكل كبير في اليومين اللي فاتوا إنو في معرفة في حاجة احنا قرأناها كل واحد مع نفسه بعدن نناقشها في مجموعة بتستمّر في الخلوة في الفطار والعشا يعني هي بتاخد أشكال غير منظمة لأنه هي أصبحت...