الحق في السلامة الجنسية والإنجابية والعاطفية: ثاني تقرير للخط الساخن للجنسانية
بينمــا تــم إصــدار أول تقريــر للخــط الســاخن للجنســانية في العــام الماضي، والــذي يغطــي أول 15 شهرًا مــن عمــل الخــط الســاخن، يغطــي هـذا الفـترة الممتدة مـن كانـون الثـاني حتـى كانـون الأول 2018. طــوال عــام 2018، تلقينــا 314 مكاملــة (ورســائل نصيــة/Whatsapp ورســائل بريـد إلكتروني)، ضعـف الاتصالات التـي تلقيناهـا العــام الماضي!
تشــارك المتصلون بالخــط الســاخن العناصــر العاطفيــة لما واجهــوه أثنــاء البحــث في صحتهــم وحقوقهــم الجنســية والإنجابيــة بغــض النظــر عــن موضوعــات الاتصالات والفئــات العمريــة والنــوع الاجتماعــي والجنســيات. بشــكل عــام، إن المشــاعر الكامنــة وراء القضايــا التــي نوقشــت عــى الخــط الســاخن ترتبــط إلى حــد كبــر بوكالـة المتصلين/ات وسـيطرتهم/ن عـلى أجسـادهم، والوصـول إلى الرعايـة الصحيـة والموارد، والدعـم مــن الأصدقــاء والعائـاـات والشــركاء.
أعــرب المتصلــون/ات عــن شــعورهم بالريبـة بســبب عــدم قدرتهــم على الوصــول للأدويــة أو أطبــاء لــن يحكمــوا عليهــم، وبالخـوف والقلـق عــلى صحتهــم/ن الجنســية والإنجابيــة. ومــع ذلــك، فقــد قامــوا بالتعبيـر عـن الشـعور بالارتيـاح عندمـا تـم ضمـان صحتهــم ورفاههــم، والراحـة عندمــا تــم تبديــد الخرافــات حــول الالتهابــات المنقولــة جنســيا والإجهــاض والاطمئنـان بعدمــا تمكنــوا مــن الوصـول إلى الموارد التـي يحتاجـون إليهـا. غالبا ما عبر المتصلون/ات الذين لديهم/ن رغبات أو يتخذون خيـارات تتعـارض مـع المعايـر الاجتماعيـة القائمـة عــى الجنــدر عــن شــعورهم بالخجـل والذنـب.
بالمقابـل، لوحظـت تعبـيرات عـن الفـرح والاكتفـاء بيـن عـدد أقـل مـن المتصلين الذيـن وصفـوا بأنهـم في علاقــات حميمــة ويشــعرون بالــرضى الجنــسي، وعبــر البعــض عــن الإثـارة في اكتشــاف أجســادهم وأجســاد الآخريــن. ذكــر البعــض الشــعور بالعزلـة بســبب محــو هوياتهــم/ن والتهميــش الناتــج عــن ّ عــدم تفهمهــم/ن، أو تهديدهــم بالعنــف دون أن يجــدوا مــكان ليلجــأوا إليــه. مــن ناحيــة أخــرى، شــعر المتصلــون بأنهــم/ن مقبوليـن عندمــا تــم ّ دعمهــم/ن في اختياراتهــم، وأحـرار عندمــا ّ تــم قبولهــم/ن بهوياتهــم/ن. مــن المهــم ذكــر أن الاتصــالات لــم تكــن إمــا "إيجابيــة" أو "ســلبية". فخــلال نفــس المكالمــة، ســيعرب الأشــخاص عــن القلـق بســبب عــدم التأكــد مــن كيفيــة إرضـاء أنفســهم/ن ّ أو شــركائهم/ن، والشــعور بالتوتـر حيـال حالـة جسـدية معينـة، ثـم الشـعور بالارتياح لســماع أنــه لا داعــي للقلــق، كمــا شــعر البعــض بالذنـب ألنهـم اسـتمتعوا للغايـة بظـروف معينـة.
للتخفيف بشكل ملموس وفعال لتلك الضغوظات العاطفيــة عــن النتصلــن/ات، نأخــذ وقتنــا عــى الخــط الســاخن بتفكيــك المفاهيــم الخاطئــة، وتبديــد الخرافــات، والتأكيــد علــى حقيقــة تلــك المصاعـب التـي ترتـب عليهـم/ن بسـبب النبـذ مـن قبـل الأسـرة والأصدقـاء، ومناقشـة أنـواع التمييـز والاســتغلال مــن قبــل مقدمــي الرعايــة الصحيــة، والتفكــر في الخيــارات البديلــة معــا. مــن الواضــح أن الوصـول إلى المعرفـة والدعـم والمـوارد، بالإضافـة إلى التحـرر مـن المعايـر والتوقعـات الجندريـة، هـو مفتــاح الشــعور بالراحــة فيمــا يخــص صحتنــا، علاقاتنــا، أجســادنا، هوياتنــا، وخياراتنــا. أعــرب معظــم المتصلــين، ســواء أثنــاء المكالمــة أو بعدهــا، عــبر إســتمارة تقييــم الخــط الســاخن المجهــول عـبـر الإنرتنــت (تــم إطالقــه في منتصــف 2018)، شـعورهم/ن بـأن التجربـة كانـت "جيـدة" أو "جيـدة ًجــدا" عــى الخــط الســاخن - لكننــا نعــرف أنّــه ّ يمكــن أن يكــون هنــاك تحيــزاً في تلــك النتائــج، إذ أن المرشــدات أقــل عرضــة لإرســال الاســتمارة لمتصلــن/ات بعــد تجربــة ســيئة.
ذكــرت مرشــدات الخــط الســاخن أنفســهن تجــارب إيجابيــة عــى ّ الخـط السـاخن، لكنهـن عبـرن أيضـا عـن ضيقهـن، إحباطهــن، غضبهــن، أو حزنهــن بعــد المكالمـات التــي يواجــه فيهــا المتصلــون حــالات مأســاوية مــع خيـارات محـدودة. نظـراً للصعوبـات العاطفيـة التي يتـم التعبـير عنهـا عبـر الخـط السـاخن للجنسـانية، مــن المهــم أن نضــع الســلامة النفســية والعاطفيــة إلى جانــب الجنــس والجنســانية والحميميــة والإنجـاب، ضمـن دينامكياتنـا وعلاقاتنـا الداخليـة والخارجيـة والمجتمعيـة، وفي مناصرتنـا وتنظيمنـا، كجــزء مــن جهودنــا المركــزة الحــق في تقريــر المصـيـر واللــذة والأمــان والعافيــة في حركاتنــا.
لقراءة التقرير هنا