سن الأمان
طلبنا من فيكتور شامي أن يرسم لنا مشاعرنا وأفكارنا حول سن الآمان (أو ما يسمى عادة بسن اليأس). سن الآمان هو الفترة التي تعيشها النساء (ذوات الأرحام) بعد أن يتوقفن عن الطمث، وتذهب قدرتهن على الإنجاب. عادةَ ما تبدأ بعد سن الـ 45، وإذا ابتدأت قبل ذلك، فتسمى بسن الآمان المبكر. تاريخياً وفي عدة ثقافات، ترتبط قيمة النساء بقدراتهن على الحمل والإنجاب، وبسبب ذلك، يتم النظر إلينا بشفقة لأننا خسرنا تلك القدرة. بعد سن الآمان، لا ينظر للنساء على أنه لهن رغبات ويتم الرغبة بهن، ويسحب حقهن بالشعور بالإغراء والجاذبية، والإشفاق عليهن لأن قدر النساء بطبيعة الحال هو الإنجاب. كل تلك الأمور موجودة مقابل ما نعرفه عن الرجال في ذلك السن. فهم لا يخسرون قدراتهم الإنجابية، وليس لهم سنّاً يعتبرون فيه غير قادرين على الزواج.
تلك الأسباب هي التي دفعتنا لطلب هذه الرسمات. لننظر إلى كل الجوانب التي تهملها الأبوية والنظرية الطبية للنساء. عكس ما يصور عن النساء ما بعد سن الآمان على أنهن حزينات وغير مستحقات للحب، مهم أن نذكر أن النساء يشعرن بالراحة لعدم حاجتهن للإعتماد على وسائل منع الحمل بعد سن معينة. كما يتم فصل اللذة عن الوظيفة الإنجابية وإعطائها قيمة مستقلة. لن تمرّي بالعادة الشهرية بعد؟ لا تقلقي، بعضنا يرتاح من مصاريف الفوط الصحية الباهضة حينها. لا يوجد سن نهاية لإيجاد الحب وبناء الصداقات. يأتي سن الأمان مع تجارب جديدة، بعضها ليس مريحاً كالجفاف المهبلي ونوبات العرق. لكن لهذا السن ميزاته أيضاً. والأهم من كل ذلك، أنّ تلك الفترة لا تحدد هويتنا، ولا تسحب منّا قيمتنا.