هل وصلنا للحضيض؟ التقرير الخامس للخط الساخن للجنسانية
هذا المنشور هو الإصدار الخامس من تقرير الخط الساخن للجنسانية. يقدم تحليلا معمقا للبيانات التي أجريت على الخط الساخن للجنسانية في العام 2021. ويضع البيانات في سياق الأزمات المتداخلة التي استمرت في الظهور في لبنان في العام نفسه.
في السنوات السابقة، وجدنا من المفيد قراءة بيانات الخط الساخن للجنسانية من منظور إطار عمل أو موضوع محدد. لكن في الواقع، كل تقرير صدر عن الخط الساخن للجنسانية، بعد التقرير الأوّل، كان له طابع سياسيّ ظهر من خلال ما كنّا قد كشفنا عنه وتعلّمناه خلال ذلك العام. ركّز تقرير العام 2018 على الصحّة النفسية والعاطفيّة للمتصلات/ين وكيف تتأثر بالقيم الاقتصادية-الاجتماعيّة والمؤسساتيّة، وفي المقابل، كيف يؤثر ذلك على مطالبتنا (أو بالأحرى كيف نخشى المطالبة) بحقوقنا المتعلّقة بالصحة الجنسية والإنجابيّة. جاء ذلك بعد العام الذي عرّفنا فيه عن خلوة القراءة المتعلّقة بسياسات الصحّة النفسية، وذلك لتطوير نظرة معمّقة حول الصحة النفسية، واستعادتها من التوجّه الاختزال الذي يعمل على تشخيص الآخر. في السنة التالية، كان موضوع تقريرنا للخط الساخن للجنسانيّة للعام 2019 هو "ضد الطبيعي،" والذي استُلهم من سياساتنا حول خلوة القراءة عن الجنسانيّة، ومن الاتصالات العديدة على الخطّ الساخن مع متصلات ومتصلين كنّ/كانوا يتطلّعن/يتطلّعون إلى تفكيك الأسباب التي تضع الجنسانيّة اللامعياريّة، والتعبيرات والهويّات الجندريّة، بالإضافة إلى التفضيلات الجنسيّة والخيارات الإنجابيّة، في إطار التهديد المجتمعي والإرباك والأحكام، بل وحتى العنف. بعد ذلك، قمنا بتجربة خلوة القراءة الخاصة بالعدالة الإنجابيّة في العام 2020؛ العام المضطرب الذي جاء بالجائحة العالمية كوفيد-19 وما تبع ذلك من قيود وهلع وانهيار ماليّ لا يزال مستمرًّا حتى اليوم، وتفجير المرفأ الذي دمّر نصف العاصمة بيروت وسوّى آلاف البيوت والمنازل أرضًا، وشرّد ما يزيد عن 300,000 شخصًا. إنّ تحليل بيانات العام 2020 في إطار العدالة الإنجابيّة لم يسمح لنا بفهم الحواجز الممأسسة والمنظمة التي تشكل جنسانيتنا وعلاقاتنا، وتمنع وصولنا لخدمات الرعاية الصحيّة وتنكر حقّنا في العيش بأمان فحسب، بل سمح لنا أيضًا برؤية التشابك بين كلّ هذه الأمور وبين معركة الكفاح من أجل حقوقنا.
الجزء الأوّل هو ملاحظة للأحداث التي مرّ بها لبنان في العام 2021، وذلك في سياق متصاعد. يركّز بشكل موسّع على تأثير الأزمة الاقتصاديّة على توفّر الغذاء والأدوية والمحروقات. هذا الجزء يرسم صورة قاسية للسياق الذي كان يعيش فيه العديد من المتصلين والمتصلات، بالإضافة إلى المرشدين والمرشدات على الخط الساخن، في إطار سعيهمن للحصول على الدعم وتوفيره، في ما يخصّ الحقوق والصحة الجنسيّة والإنجابيّة.
أمّا الجزء الثاني فيركّز على عرض الخبرات الناتجة عن الأزمة من وجهة نظر المتصلات/ين. في هذا الجزء ستجدن/ون معلومات حول التركيبة السكانيّة ،كالعمر والجندر ومكان السكن وجنسية المتصلات/ين، بالإضافة إلى علاقتهن/م بالخطّ الساخن، وملاحظاتهن/م حول الأزمة، من خلال تحليل البيانات الكمّيّة والنوعيّة التي تمّ جمعها عبر اتصالات الخط الساخن للجنسانيّة. يعرض هذا الجزء أيضًا تفصيلًا لمواضيع مكالمات الخط الساخن، مع التركيز على المواضيع الأكثر شعبية التي نوقشت خلال هذا العام، والمواضيع الجديدة التي ظهرت استجابة لتدهور الظروف المعيشية في لبنان. تم تحليل المواضيع تبعًا لتقنيّة فهرسة تتضمّن عمليات ترميز منها الشاملة ومنها المتشعبة.
الجزء الأخير من التقرير يلقي الضوء على وجهة نظر مرشدات ومرشدي الخطّ الساخن عن تلك السنة. للمرة الأولى، حصلنا على رؤى مرشدات ومرشدي الخط الساخن انطلاقًا من انعكاساتهمن ما بعد المكالمات، وصولًا إلى مجموعة نقاش مركّزة، حيث رسمن/وا صورة موسّعة لما يجري وراء كواليس الخط الساخن.