نعود لمنصات التواصل
نعود إلى منصات التواصل، بعد انقطاع، ونصب أعيننا على وحش جرائم الاحتلال الإسرائيلي الغاصب في غزة، وفي سائر المناطق الفلسطينية واللبنانية. في الشهر التاسع من تواطؤ الحكومات والمؤسسات الدولية، مع قوات الاحتلال، على حصار شعب غزة وتمييع حقيقة سفك الدماء، والتعذيب والتجويع والتنكيل بأجساد الشهداء والشهيدات وصحة المصابين والمصابات، يزال شعب غزة يواجه أبشع آلة إبادة مدعومة من قبل أنظمة الإمبريالية العالمية والتطبيع في المنطقة. إن قصور وتخاذل مؤسسات العمل الإنساني الدولية، في داخل أرض غزة وخارجها، عن تأدية دورها في توفير المأكل والحماية والخدمات الطبية، وعلى إيقاف الوحش الإسرائيلي المسعور، يؤكد ما عرفناه دائمًا: أنهم جبناء ومنافقون غير قادرين على وقف الإبادات الجماعية الاستيطانية القائمة على الفوقية العرقية، بينما يتعرض الشجعان منهمن للقتل والتشهير وقطع التمويل، وأن القانون الدولي وحقوق الإنسان مفاهيم مبنية إما لاحتوائنا أو لتجريدنا مما نستحقه، وأن اهتمام ودعم مؤسسات التمويل والتنمية في الشمال مشروط بالالتزام بمعايير "تحضر" تتجاهل، بل وتنكر، فظاعة عنف الاحتلال العسكري الذي لم يتوقف يوما واحدا عن قتل الشعب الفلسطيني وبتر سبل حياته. هو اهتمام يبغى تجريدنا من سبل المقاومة والتصدي لأدوات الاحتلال والقيم التي يلاعبها لتشريع جرائمه، وإضعاف تعلقنا بصورة التحرير كمشروع سياسي وحتمية نسعى لها.
وبينما يتعرض جنوب لبنان للقصف الإسرائيلي الذي يستهدف قتل مقومات العيش، يترك أهالي الجنوب للنجاة بأنفسهمن مع غياب خطط الإخلاء وبناها التحتية. عشرات الآلاف نزحوا من قراهمن وبيوتهمن وحرموا من موسم زراعتهمن، كما ارتفع عدد الشهداء إلى ٤٦٦ شهيدا وشهيدة، والمصابين/ات إلى ما يقارب ال ١٤٣٨ شخصا (وزارة الصحة العامة، ٩ تموز ٢٠٢٤)، إلا أن الدولة اللبنانية تحول انتباهها عن الهجوم على شعبها واحتياجاته واستقلال أرضنا، وتشن حرباً ضد شعب آخر مخذول وتقوم بترحيل مئات اللاجئين/ات السوريين/ات وتثير التحريض الفاشي على العنف، وتطبع مع طردهمن واختطافهمن وتعذيبهمن، ومما مهد الطريق لقتل امرأة عابرة سورية في مايو من هذا العام - جريمة أخرى تمر بلا حساب.
التأكيد المتكرر على عدم استعداد الحكومات والمؤسسات لزعزعة علاقتها مع الاحتلال والأنظمة الموالية له، وكل محاولات البرامج الحقوقية والإنسانية لتطبيع الاحتلال، وشيطنة نضالات الشعب الفلسطيني ومقاومته بكل ما لديه من سبل، لن تدفعنا لقبول ثقافة الفردانية والنجاة الفردية كأقصى طموحاتنا السياسية. لن يغسل العالم دوره في إبادة الشعب الفلسطيني باسم الدفاع عن مثاليات حقوقية لا تشمل صحة وسلامة وحماية الفلسطينيين والفلسطينيات، والقائمة على أمان منازلهمن وأراضيهمن وحرياتهمن أولا.
كمؤسسات ومجموعات تعمل وتعنى بالتنظيم، لا مجال للتخاذل والتقاعس في مقاومة محاولات السطو على جهودنا التنظيمية المتوارثة في محاربة العنف الأبوي الذي نعيش تحته في مجتمعاتنا، أو استخدام تحركاتنا ضدنا، كمبرر للغزو والاحتلال. إعادة تقييم مواقعنا ومواقفنا كأفراد ومؤسسات تعتمد على، أو تستفيد من، منح تملي علينا أطر تضامننا العابر للحدود، وتدفعنا لتفريغ تحركاتنا من مضمونها، ضرورة، وهو أقل واجب. لا يمكننا أن نقبل بالعمل ضمن حدود تأديبية تساوم على أجساد الفلسطينيين والفلسطينيات وتتجنب تسمية قاتلهمن. ولهذا نخطط في مشروع الألف لتركيز جهودنا في الأشهر والسنوات القادمة على تعزيز سبل التشبيك في المنطقة بين المؤسسات التي تشارك هذه المبادئ، وتسعى لتكثيف قدرتها على فرضها وعدم تمييعها. نطمح لجعل مشاركة الخبرات والدعم بين مجموعاتنا، المتواجدة في مختلف البقاع، أولوية من أولويات عملنا.
موارد ومصادر:
استمروا بمتابعة سبل الدعم المتداولة، إن كانت بالتبرع أو بتنسيق تجميع وتوزيع المساعدات، وبالضغط على حكوماتكمن ومؤسساتكمن والانخراط في المجموعات المحلية المدافعة والمتصدية للخطابات الصهيوينة.
لقراءة المزيد، الرجاء مراجعة المصادر أدناه.
-
كما ورد في بيان كويرز في فلسطين:"تماشيًا مع استغلال إسرائيل المستمر لسياسات الهوية الليبرالية، تستخدم إسرائيل أجساد الكويرز سلاحًا لمواجهة أيّ دعم لفلسطين وأي نقد لمشروعها الاستيطاني الاستعماري. فقد قام الإسرائيليون (السياسيون والمنظمات والمدنيون) بتفعيل الثنائيات الاستعمارية مثل “المتحضر” و “البربري”، و”الإنسان” و”الحيوان” وغيرها من التقابلات التي تعمل على نزع الإنسانية وتجريدها كخطاب يبرر الهجمات على الفلسطينيين. ضمن خطاب الاستيطان الاستعماري، تسعى إسرائيل إلى حشد دعم حكومات الغرب والمجتمعات الليبرالية عبر تصوير نفسها كأمة تحترم الحريّات والتعدّديّة وحقوق الإنسان وأنها تقاتل مجتمعًا “وحشيًا” وقمعيًا، وهو ما أوضحه رئيس وزراء إسرائيل في إعلانه عن “الصراع بين أبناء النور وأبناء الظلام، وبين الإنسانية وشريعة الغاب."
-
ندعوكمن للرجوع إلى موقع مؤسسة الدراسات الفلسطينية حيث تجد(و)ن تقارير تصف حالة القطاع الصحي، وبالأخص الصحة الإنجابية، بعد أشهر من الإبادة:
"تتحمل النساء الحوامل والأطفال وحديثي الولادة والرضع خلال الحرب في غزة عبئا مركبا مؤلما لا يمكن تصوره، ليس فقط كضحايا جراء القصف والقتل والتدمير، أو بسبب النزوح والحرمان من الغذاء والدواء وانهيار إمدادات المياه والكهرباء، بل أيضا لتحمل النسوة العبء المضاعف جراء الحمل والوالدة […] لقد فقدت عشرات النساء أجنتهن، وتزايدت نسبة الإجهاض بينهن، وارتفعت وتيرة الوالدة المبكرة بثلاثة إلى أربعة أضعاف، و أسجل العديد من حالات انفصال المشيمة المبكر، والتي بدون تدخلات طبية طارئة قد تقود إلى الوفاة، ونتيجة عدم توفر الدم ومكوناته اضطر الأطباء إلى استئصال الأرحام كوسيلة علاجية. كما أن النساء يخاطرن بحياتهن من أجل الوالدة، ويخضعن لعمليات قيصرية وعمليات طارئة من دون تعقيم أو تخدير أو مسكنات، ما يزيد في فرص الأمراض والوفيات بين الأمهات […] كما تضطر الطواقم الطبية إلى إخراج الأمهات من المستشفى في غضون ثلاث ساعات بعد الولادة القيصرية، ما يدفع بقية النساء إلى الوالدة في مناطق اللجوء، وفي أماكن غير آمنة أو صحية، وهذا يزيد المخاطر على صحتهن وصحة أطفالهن. وتنعكس هذه الصورة القاتمة على المواليد الجدد، وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، فإن نحو 20 ألف طفل أولدوا منذ اندلاع الحرب حتى وقت كتابة هذا التقرير، بينهم عشرات الأطفال المبتسرين، وهم الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم، أو فيما يعرف بالولادة المبكرة التي تحدث قبل ثالثة أسابيع من تاريخ الولادة المتوقع، بأوزان وأحجام أقل من الوزن الطبيعي، إذ تجعل هذه الوالدة المبكرة الطفل في كثير من الأحيان عرضة لمشكلات طبية تحتاج إلى رعاية خاصة."
-
نشارك مجموعة النسوية الفلسطينية توصيفهمن الإبادة الإنجابية أدناه:
"اعتبار معدلات الخصوبة والإنجاب الفلسطينية على أنها تهديد أمني وديموغرافي لا يليه سياسات تحديد سكاني وحسب، بل عمليات إبادة إنجابية تشمل "السجن الجماعي؛ الحرب النفسية؛ العقاب الجماعي؛ التطهير العرقي؛ العنف الجندري والجنسي ضد النساء والفتيات؛ العنف الجندري والجنسي ضد الرجال والفتيان؛ والظروف القسرية لعدم القدرة على العيش. وتشمل أيضًا السجن وتنكيل الجسد (للأحياء والأموات). وفي سياق غزة، تشمل الإبادة الإنجابية السيطرة على المصادر الحيوية التي توفر الحياة مثل الماء والوقود والكهرباء والغذاء وقطعها؛ والحرمان من الموارد الطبية الواهبة للحياة والمنقذة للحياة؛ المجاعة الجماعية؛ وقتل كبار السن من الرجال والنساء المسنات؛ القضاء على الأنساب بأكملها؛ القتل الجماعي للنساء، والقتل الجماعي للأطفال؛ القتل الجماعي للرضع؛ قتل النساء الحوامل؛ محو المؤسسات الطبية؛ والإعدام الجماعي للمدنيين الضعفاء، مثل أولئك الذين يبحثون عن مأوى؛ والاعتداء على الكرامة والحياة؛ فصل العائلات؛ الاعتقال الجماعي والسجن والتعذيب للرجال والنساء والأطفال؛ والتدمير الشامل للمدارس، والتدمير الشامل لدور العبادة؛ التدمير الشامل للمنازل والمساحات السكنية (أو قتل المنازل)؛ والتدمير الشامل لملاجئ المجتمعات الضعيفة؛ والتدمير الشامل للمقابر، وإبادة البيئات والزراعة التي تحافظ على الحياة، بما في ذلك المحاصيل؛ وتدمير البنى التحتية الغذائية الحيوية؛ التعريض الجماعي للنفايات السامة التي تهدد الحياة، والظروف غير الصحية، و/أو البيئات الخطرة؛ والاستخدام غير القانوني للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وخاصة الموجودين في الأسر، مما يؤثر على صحة الأجيال القادمة؛ التدهور البيئي الذي يؤدي إلى العقم؛ وظروف الأسر الجماعي المطولة، بما في ذلك الحصار؛ المجاعة الجماعية، وتعريض النساء والأطفال والرضع للخطر لفترات طويلة؛ والتقليل من قيمة الحياة من خلال التجريد العلني من الإنسانية والدعوات إلى الإبادة الجماعية."
ترجمة عن:Palestinian Feminist Collective
4. تابعوا كتابات نور على موقع X
"كيف قُتلنا؟
قصفًا قتلنا، أشلاءً قُتلنا، بترًا قُتلنا، حصارًا قُتلنا، قنصًا قُتلنا، إعدامًا قُتلنا، جوعًا قُتلنا، عطشًا قُتلنا، تعذيبًا قُتلنا، بردًا قُتلنا، قهرًا قُتلنا، خوفًا قُتلنا، نزوحًا قُتلنا، بقاءً قُتلنا، هجرةً قُتلنا، شوقًا قُتلنا، فقدًا قُتلنا، يُتمًا قُتلنا،.." @NourGaza
5. يمكنكمن العودة لخرائط ورصد استوديو أشغال عامة والتي توثق الاعتداءات على جنوب لبنان.
6. سجل يومي بالجرائم الإسرائيلية على الجدول الزمني لمعهد فلسطين.