تأملات بالعنف من الأهل: هل في تصالح أو عدالة؟ [بودكاست]

بالجزء الثاني من حديثنا عن العنف من الأهل، غصنا أكتر بالتفكير بموضوعية الأمهات في دائرة العنف وإذا في مجال للتصالح معهن أو التفهم. كمان اتطرقنا لمعنى العدالة في سياق العائلة وكيف بكون شكله.
استماع ممتع، وشاركونا أفكاركن.

نص البودكاست:

* موسيقى *

عايدة: أهلا وسهلا فيكن بالجزء التاني من حلقة النمو بالعائلة المعنِّفة من بودكاست فاصلة من مشروع الألف. عم نكمّل حديث بلّشناه بالجزء الأول عن علاقتنا مع عائلاتنا والعنف يلّي كبرنا معه. معكن عايدة كالعادة واليوم معي: مريم، أماني، أمل، ميساء. بالجزء الأول كنّا عم نحكي أكتر عن تعريف العنف وعلاقتنا مع المعنِّفين بحياتنا، كيف منشوفهن وكيف منتصالح مع فكرة الحب والعنف لما يكونوا عم يجوا من الأهل يلّي هني يُنظَر لإلهن على إنه مصادر الأمان لإلنا. حبّيت اليوم كمّل الحديث لنفكّر أكتر بشي تطرقناله عالسريع، اللي هو كيف منفكّر بالأمهات كضحايا للعنف وبنفس الوقت عم يمارسوا العنف، عندهن مساحة من القدرة على اتخاذ قرارات بـ (التأديب) للأطفال، وكمان لنفكّر شوي بكيف منرسم هالعلاقات وكيف منفكّر بالعدالة لمّا نفكّر بالعائلة النواة والعنف يلّي تمارس من خلالها.

أماني: بهي النقطة، في فترة أنا كنت قرّرت أعزل حالي معنويًّا عن أمي، وإنه خلص ما حفكّر فيها ولا إتعاطف معها، بس بعدين، بعتقد حكينا شوي فيها بالبودكاست الحلقة اللي قبلها، كنّا عم نحكي عن الوعي النسوي كيف بِخلّينا نرجع نفكّر بالأمور من أوّل وجديد ومتل إنه رجعت حطّيت ملح على الجرح لإنه بذات الوقت بدي إفهم إنه أمي بعده عم يتمارس عليها العنف وقطعت بطفولة وبزواج وبمجتمع كتير بشع، وأنا يمكن الحدا اللي هو مفروض تكون عم تساعدها، أنا اللي بشبهها، أنا الفريق تبعها، وبالتالي لازم كون معها كل الوقت ولازم كون بشبهها حتى، إتوافق معها باللبس بالأفكار، بالخطوات. إذا بدي إضهر، بدي إضهر معها. هي تجربتي الشخصية كانت، إنه أمي معتبرتني أنا وياها فريق عم نواجه الـabuse، بس بهيدا الفريق عم يضل في هي الـ abuse لتجبرني ضلّ إلى جانبها، فهيدا يعني عم إرجع عيد النظر بكلشي.

مريم: يعني بدل ما تحاول تتهرّب من الذكورية هي صارت جزء من الذكورية، هي صارت إنه عندها صفات المعنِّف الذكوري.

أماني: صح.

مريم: يعني أكتر مرة أنا أمي قالتلي إنه أنا قدّ مية رجال. هيدي طريقة ما إنه أنا عندي السلطة لهيدا البيت. متل كأنه بيي هو اللي عنده السلطة بس هي عندها السلطة.

عايدة:  بالجزء الأول، أمل كانت عم تحكي شوي عن كيف الأمهات بالعائلة النواة بالنظام الأبوي عندهن دور ليعيدوا إنتاج أخلاقيات معيّنة ليلعبوا دور معيّن بكيف بِربّوا الأطفال. فهيدا شي كتير بِفوت بهيدي العلاقة الغريبة يلي منحسّ فيها إنه لازم نتفهّم الأهل أو لازم نتفهّم الأم بالأخصّ لإنها ضحية وبنفس الوقت عندها سلطة معينة عالأطفال. فكيف فينا نفكّر بهيدا الشي أو هل من لاقي علاقة مثلًا بين الأمهات والعنف يلّي بيقدروا يمارسوه علينا من خلال إنه يمارسوا سلطات أو يفرضوا أمور علينا هني المفروض تعرضولها خاصّة في ما يتعلق بأمور عنف ذكوري، أمور عنف، يعني ممارسات بتضبط تصرفات كويرية أو غير نمطية إلخ. بفكّر هون مثلًا بالأشخاص يلي كتبوا عن كيف بِحّسوا حيال تشويه الأعضاء التناسلية يلي أمك مثلًا بتاخدك عند حدا يقصّلك قطعة من البظر تبعك وبتكون عم تعمل هيدا الشي لإنه هيدا الشي منيح لإلك وهيّ بتحبّك وهيك مع إنها هي تعرّضت لهيدا الشي هي وزغيرة. فكيف منفكّر، أو هل منلاقي، أو كيف منفكّر بهو العلاقات يلّي عم يمارسوا علينا الأمهات شي تمارس عليهن، وهل فينا نتصالح مع هيدا الشي؟
أماني: في مقال حلو نزل بالـ blog "جرح الأم" منسميه --
عايدة: كان بدك تحكي عنه؟ * ضحك *
أماني: لأ، حابة إذكره بس * ضحك *
عايدة: أماني بتقترح مقال جرح الأم.
أمل: advertisement

مريم: بعتقد أنا فيّ إحكي عن تجربة هي إنه أمي كانت مش سامحتلي إنه شيل شعرات إيديي أو شعرات إجريي. هي لإنه كانت مفروض عليها إنه هي تشيل، ففكرت إنه حق لإلي إنه ما شيل كليًّا. كان لازم الخيار الأنسب إنه تعطيني الخيار، بس ما... جَرَّبِت. 
أماني: أو مثلاً هيدا السعي عطول إنه بدي ياكي مثالية قدام العالم، ما تغلطي أبدا، ما حدا يحكي عنك شي. أمرار كمان بسأل هل هي خوفًا عحالي ولا إنه صورتها هي مربوطة بصورتي؟ هل هيدا الشي نرجسي ولا عنجد حب وعطف؟ 
أمل: أنا بالنسبة لإلي كانت الأنوثة الزايدة. هي كل حياتها انجبرت إنه تكون دايمًا حاطة lenses وحاطة مايكآب مزبطة شعرها. فكل الوقت وأنا كنت بالبيت كان عطول عندي هوس بإنه أضعف وكون حاطة مايكآب كل الوقت، لون عيوني ما لازم يكون بني، شعراتي لازم عطول يكونوا مالسين، متلها إلها. وبس لما نقلت من البيت ورحت لعيش بالشمال بلّشت إكتشف أكتر عن حالي وقصيت شعري ووقت بعدت عن أمي قدرت شوي إفهم أنا كيف بدي يكون شكلي وإفهم أكتر عن هويتي الجندرية وهيدا الشي ما كان واضح بالنسبة لإلي أبدا وقت كنت عايشة مع أمي.
ميساء: هلق أنا بحالتي أمي ما كانت شخص بعتبره معنِّف، بس بدي إحكي عقصة الوعي النسوي والوعي السياسي اللي ساعدني كتير إفهم العنف اللي كان عم بِصير بالبيت وإفهم الصورة اللي انحطّت لأمي بعد ما طلّقوا. هو كان قانونيًّا أمي فيها تفوت عالحبس بعد الطلاق وكان اللي عم ينقال بالبيت إنه لأنه بييّ ما بده بنته تطلع، يقوله هيدي البنت أمها خرّيجة حبوسة فبيّي المنيح. فكان كل عيلة بتذكرني بهيدا الشي، إنه ليكي بيّك شو منيح لو هو --

أماني: حبس أمك؟

*ضحك *
ميساء: تما تطلع، تما يقولوا عنّها للبنت، عنّي، إنه أمها خريجة حبوسة. بعدين بتصيري تفهمي إنه قانون العقوبات بلبنان أصلًا هو قانون ذكوري وإنه أنا ربيت مع فكرة إنه كان في brainwashing إنه أمي هي الشخص العاطل مع إنه ما كان عندي ذكريات عاطلة معها ولا شي بس ربيت على فكرة إنه أمي هي الشخص العاطل وبيّي هو همه أنا وبيهتمّ فيني، لبعدين صرت إقدر إفهم إنه أنا أصلًا لما طلّقوا المحكمة ما بتعطيني لأمي لإنه أنا انقرّر عنّي أصلًا قبل الـ 18 إنه أنا حعيش مع بيّي بعدين صرت إفهم إنه القانون كله والنظام كلّه والـ system الكلشي عايشين فيه هو ضد الأم بكل طريقة possible لإنه حتّى في أشخاص بيستعملوا القانون حجّة إنه نحنا مناح ليكي شو عملنالك، بس ما هو القانون عم بِفيد بيّي ما عم بِفيد أمي. فبعتقد إنه يكون هيدا الوعي السياسي وعي إنه نحنا فهمانين القانون والنظام اللي عايشين تحته ميلة مين بياخد وميلة مين عم بِفيد لإنه كتير هيّنة يشوّهوا صورة أم، أكيد يعني بخبرتي.
عايدة: خبرة كتير معمّمة لإنه هون بفكّر بهيفا وهبة اللي بحبّها كتير، وشي من فترة درج دايمًا عالأخبار بتذكّر لما كنت عم بكبر إنه هيفا وبنتها مخانقين ومدري شو - ما كتير بعرف عن حياة هيفا بس هول دايمًا بِحبّوا يحطّوا الـ juicy stuff اللي هي تركت بنتها هي وزغيرة ومدري شو وهلق مؤخّرًا رجعوا تصالحوا وهيك. وهيّ القصة إنه هيفا كحدا مثلًا بمثّل صورة المرأة الفلتانة اللي عندها جنسانية ما بتستحي بالايحاءات الجنسية، ما بتستحي بالحكي عن حالها، بتلبس يلي بدها ياه وعندها نوع من استقلالية طلّقت من جوزها، طبعًا محكمة جعفرية ما خلوا البنت تشوف أمها وكيف البيّ كمان بِنمّي أفكار بتشيطن الأمهات بهيك حالات وبيعتمد كمان على الأمور الموجودة الذكورية بالمجتمع يلي بتشوف وحدة متل هيفا - وهون عم بعطي مثل هيفا بس بتمثّل كتير نساء منهن حتى متل ما هيفا عندها حرية. إنه الكل بِساهم بشيطنة الأم، وبتصيري بتفكّري بعلاقة عنف من الأم هيّ فعليًّا منها موجودة هيّ شي مُمأسس على الأم.
أماني: عندي تساؤل، هل هيدا بحد نفسه ممارسة عنف؟ إنه نخلّي، أو البيّ يخلّينا نكره أمنا. يقلّنا إنه تركتنا لإنه ما بتحبّنا، بحس إنه هيدا كمان نوع من العنف.

ميساء: أكيد، بعتقد إنه دايمًا في هيدي السلطة اللي دايمًا بده يكون عندهن control على الحديث وكيف عم ينحكى وصورتهن بالدقّ.

أماني: صحّ.
ميساء: أنا بالنسبة إلي هيدا كتير عنف، إنه ما حدا يقرّب على بيّي وما حدا يقرّب على صورته اللي بتصير العيلة شايفة في عنف وشايفين إنه أمي آكلة خبيط أو مورّمة بس مثلًا - حتى بتذكّر عمّتي عم بتربّحني جميلة إنه أنتِ وصغيرة كنت حطلها لأمك مايكآب عوجهها لما يقولوا الناس شي. عم بتربّحني جميلة إلي أنا، إنه أنا شو خصّني أوّل شي. تاني شي ما فهمت ليه عم تربّحيني جميلة إنه أنتِ كنتِ منيحة؟ دايمًا بيتطبطب للرجال وبتجي العيلة معه، ودايمًا هيدا جوزك لازم تكرميه ودايمًا كلشي في شغل بينكبّ عالمرأة، واوعى صرمايتهن للرجال. Definitely هيدا شي كتير بحسّ معمّم إنه العيلة كيف بتدافع عن الرجّال وهنّي قادرين يشوفوا عنف، عنف جسدي يعني في دليل مش إنه. في دليل بس هنّي بِغضّوا النظر عنه بكتير سهولة وهيّ بتصير الشخص العاطل، إنه لو ما هيّ ما زعجته أو triggered him هو ما بيعمل هيك أصلًا يعني، هو ما بيعمل هيك. دايمًا منألِّه الرجال وحرام الرجال نسوانهن عم بِعذّبوهن. وحتّى بالعيلة الخطاب اللي بيحكوه عن العنف وإذا انفتح حديث إنه ناس مجوّزين إنه جوزها عم بِعنّفها الكلّ الكلّ دغري بِقول إنه مرته عملت شي.
أماني: حتى بفترة من الفترات متل إنه العالم قدرت تقنعني إنه بيّك معه حق يعصّب إذا رجع ما لقى أكل بالبيت. أنا كنت صير إنه "ماما ليش ما بتعمليله أكل؟" هلّق صرت إفهم إنه منها مضطرة عنجد.
عايدة: بلّشنا هالحديث بشي عم نشوفه أكتر هلق بالأمثلة، اللي هو كيف هيدا العنف هو جزء من الدور المتوقّع من الأهل ليأدّبونا لنكون على الصراط المستقيم أو نوع معيّن من التصرّف والتمظهر والتعبير إلخ. فهيدا الشي منشوفه بالأمثلة يلي ذُكِرت ومنشوفه بإيميتن بينزل علينا هيدا العنف. يعني منرجع منربطه بإنه في شي كتير ذكوري بهيدا العنف ما فينا نفصله عنه اللي هو إنه نحنا متوقّه منّا نكون بشكل معيّن وحتّى الأهل متوقَّع منهن أدوار معيّنة إذا ما عم يقدروا يلحّقوا بأدوارهن بِحطّوا العنف علينا. إذا نحنا ما عم نلتزم بأدوارنا بِحطّوا العنف علينا. دايمًا الحلقة الأضعف هي يلّي بتاكل هيدا العنف وهيدي الدينامية الأبوية اللي هيّ دايمًا سلطة القوي على الضعاف إن كانوا هني نساء أو كانوا هنّي الأطفال. إذا بدنا نفكّر اليوم بكيف مناخد أو كيف منكسب نوع من العدالة بمجتمع دايمًا بِفكّر بالسجن كالخيار الأنسب وما بعرف إذا بتعرفوا هيدا الشي، إذا كنتوا تسمعوا هيدا الشي تبع إنه إيه إذا كنّا بأوروبا الولاد فيهن يتشكّوا على أهلهن ويحبسوا أهلهن ومدري شو إنه هيدا نوع من الفلتان.
أماني: كنت هدّد أهلي فيها هي.

* ضحك*
عايدة: أنا كنت فكّر أوف يا ريت.
أماني: إذا بتمدّ إيدك بعد بدّي فسّد.
ميساء: كانوا الأهل يقولوا إنه وَلَو الولاد بيتشكّوا عأهلهن. ما شايفين شو هيدول؟

مريم: لهون وصل الفلتان.
ميساء: أنا لو بأوروبا كنت هلق تشكّيت عليك بس أوك.

أمل: أنا لأ وقت درجت الـ social media I would be like بابا إذا بعد عملت هيك حصوّرك وحإنشر عرضك.

*ضحك*
عايدة: إيه مثلًا بتذكّر نحنا وبالمدرسة كنّا ناكل خبيط ليوم الخبيط. أنا كتير آكلة ضرب بالمدرسة لإني ببتسم. إنه هيك أسباب سخيفة إنه أنا كتير ببتسم بالصف باكل قتلة، فهيدا الشي كان كتير مقبول.
ميساء: بالمدرسة كانوا يضربوكي؟

عايدة: بالمدرسة إيه. وإذا جبت ماما كانوا يحكوها كم كلمة إنه بنتك عم تعمل هيك تقلّهن أوك. كمان الأهل بِصيروا بينذلّوا إلى حد ما لإنه شي متقبَّل كتير العنف على الأطفال بغض النظر بالبيت بالمدرسة. آخر كم سنة يهدّدوا أكتر لإنه صار يطلع تصوير إنه هيدي المعلمة ضربت هيدا التلميذ، درجت كتير من شي خمس سنين إنه يطلعوا هالقصص وصرنا نشوف عنف أقلّ بالمدارس أو أساتذة يخافوا إنه يكون في تصوير إلخ. فكيف منلاقي بالسياق يلي عايشين فيه، مش لإنه السياق يلي عايشين فيه في ثقافة معيّتة لازم نحترمها بس لما نفكّر بالعدالة بهالحالات هل عنّا أفكار معيّنة؟ كيف منحاسب على العنف، كيف منعمل محاسبة على العنف؟ كيف منحمي بطريقة كمان ما نكون عم نساهم بالتفكير بالسجن كالملجأ الوحيد والأخير لأي جريمة أو عقوبة.
مريم: بعتقد فينا نعمل حماية ما قبل العنف، إنه نجبر الأهل اللي بدهن يجيبوا ولاد ياخدوا --
عايدة: كورسات؟
مريم:  كورسات كيف يربّوا ولاد. مش يربّوا ولاد، كيف يحترموا الولاد. يعني يشوفوهن ناس مش يشوفوهن ملكيّة لإلهن أو سلطة هنّي فيهن يعملوا عليهن السلطة اللي بدهن ياها.
أمل: ما بعتقد هيدا الشي حيكون مأمّن لكل العالم، لإنه بدك تحسبي إنه هيدا الشي ممكن يعطوه للعالم يلّي معها مصاري أكتر وقادرة تاخد هيدي الكورسات.
مريم: صح.
أمل: فإذا عالم ما معهن مصاري ياخدوا هالكورسات أو عايشين بمحلات بعاد عن المدينة بمحلّات، ما حيجوا ياخدوا إنه خدوا كورسات لكيف تحترموا ولادكن. كتير ذكّرتني بوقت يقولوا "مش عارفين تربّوا ولاد ما تجيبوا ولاد"، منها هلقد سهلة مش فكرة ما تجيبوا ولاد. نحنا، ما المرأة عايشة كل حياتها وهني عم بِقولولها إنه إنتِ أهم دور بتعمليه هو إنه تجيبي ولاد، وكمان فوق ما إنه تجيب ولاد يقولولها إنه هيّ منّها منيحة يعني هي فشلت بدورها الأول. فأنا ما بعرف، هيدي الكورسات تبع الاحترام ما بعتقد بتزبط.

أماني: حتى مش عارفة إذا المشكل هو بالمعلومات. هو ممكن حدا بيعرف إنه أنا غلط أضرب إبني مع هيك بيعمل هالشي.

مريم: مزبوط.

أمل: إيه، مش مشكلة توعية مثلًا.
ميساء: بعتقد إنه في كتير إشيا بتفوت بهيدي الفكرة إنه كيف منحصل ععدالة. إذا بدّي إحكي متل ما قلتي قبل إنه يكون في courses ياخدوها الأهل، بعتقد إنه لازم أول شي يكون في فكرة إنه كل حدا يروح عند معالج نفسي هيدي فكرة عادي. بدنا نبلّش من هون. بعتقد بدنا إعادة تأهيل للنظام كلّه لنقدر نفكّر بهيدا الشي. بس تَزيد على شو عايدة كانت عم تسأل إنه كيف نحنا فينا نحصل ععدالة بنظام منفكّر إنه منحصل ععدالة بطريقة عقاب. أنا شخصيًّا صراحة بعد خبرات بإعادة إنتاج هيدا العنف على أشخاص تانيين وكان في مساحة نسويّة اللي إنه في أشخاص حكيوني عن هيدا الموضوع وحكينا كيف فينا نحكي عن العنف تحت نظام مش عقوبي ومش سجن تحت نظام منّي أكيدة شو الكلمة بالعربي بس إنه عن عدالة إصلاحيّة أو عدالة transformative.
عايدة: بِقولوا تحويليّة بس ما بحسّها زابطة.
ميساء: تحويليّة transformative justice وكيف إنه من شوف العنف الشخص اللي عم بِعنّفنا بس تحت نظام كبير كتير لإنه هو تعرّض لكتير إشيا وتعرّض لعنف هو عاد إنتاجهن بس العنف ما بلّش عنده، العنف كتير أكبر من هيك.
عايدة: مُمَأسس.
ميساء: مأسسه. هي الفكرة إنه تحت هيدا النظام الإصلاحي التحويلي، عم نتحوّل لأشخاص تانيين *ضحك*. New abuse new me *ضحك* إنه كيف منحكي هيدول الأشخاص وكيف هيدول الأشخاص إذا هني مستعدين عنجد إنه يشتغلوا عحالهن تما يعيدوا إنتاج هيدا العنف مع أشخاص تانيين. يكون في كمان community أو مجتمع صغير بيقدروا يحكوله وما يكون عم ينشاف العنف كإنتَ شخص معنِّف ما منحكي معك ويضهر هيدا الشخص من المجموعة. يمكن يضهر لفترة معيّنة تما يكون في حزازيات مع الشخص اللي تعنَّف بس يكون في إصلاح. بس كمان بدّك الشخص يكون بده يعمل هيدا الشغل عحاله، كتير صعب عليّ إقدر إتخيّل بيّ مثلًا "بعتذر منّك عكلّ سنين العنف". ما بدي شي منَّك ولا بدّي إشتغل ولا invest energy إنه تعطيني عدالة بدي عنجد ما بقا تعنّفني وما بقا يكون في مساحة بيني وبينك وإنتَ تفهم إنه أنا إنسان عنده حياته وأنا بقرِّر شو بدّي أعمل بحياتي وما خصّك. بعتقد هيك بكون مرتاحة. إذا هيدي بدنا نسمّيها عدالة، ما بعتقد هي عم تعطيني عدالة عسنين العنف اللي قطعت فيهن بس بحسّ يمكن مع الأهل كتير معقّدة الخبريّة. بالآخر بس بدنا نرتاح عنجد، بس بدنا راحتنا ما بدنا عدالة. بدنا إنه ما بقاش تدّخلوا بحياتنا.

عايدة: هي العدالة كمان بتعتمد عالوقت اللي إنتِ عم تحكي عنّه. كان ممكن تكون مختلفة إذا إنتِ بعدك أصغر من اليوم كيف بتفكّري عالعدالة. ممكن تكون عدالة لإلك مش لحدا تاني بس بتضلّ نوع من الراحة أو الشي يلّي بتحتاجيه حاليًّا. واللي كنتِ عم تذكريه كمان عن نوع من عدالة تصالحيّة أو إصلاحيّة إلخ كمان كتير بالنسبة لإلي بفكّر فيه إنه هو مش شي فينا نعمله overnight بين ليلة وضحاها. هو شي بلاقيه جزء من تغيير المنظومة بشكل كامل رح ياخد شوية وقت لنرسّخ ثقافة ووعي معيّن في ما يتعلّق بكيف منتعامل مع الأشخاص التانيين وإنه نبطّل نفكّر بالعائلة النواة كإلها حرمة منزل متل ما ذكرتي أمل إنه ما مندقّ على بابها، البيّ والأمّ بيعرفوا الشي الأنسب لولادهن. أكيد في كتير عالم بيعرفوا الشي الأنسب لولادهن بس هيدا ما بيعني إنه ما عندهن مسؤولية تجاه المجتمع وتجاه الأولاد بالأمور يلّي بتتعلّق بعنف وبحرمان وإهمال وإلخ. فمتل ما في كتير مجموعات نسويّة عملت مجموعات مختلفة بالأحياء بتعمل دور معيّن لحماية النساء من العنف أو للتدخّل بالمشاكل اللي بتصير بين الشركاء إلى آخره بطريقة بتحمي النساء وبتأمنلهن أمان إلخ، كمان هيدا الشي في يكون على الدرجة تبعيت الأطفال، إنه مش بس عم نحكي عن نساء معنَّفات عم نحكي كمان عن أطفال وهنّي كمان الحلقة الاضعف إذا بدنا نفكّر من ناحية إنه المجتمع ما بِفكّر إلهن صوت ما بيعطيهن صوت ما بيعطيهن حقوق. بيعطيهن حقوق بس ما بيشتغل على إنه تكون مطبّقة أو ما بيحسب آمالهن وتطلّعاتهن ومواجعهن بعين الاعتبار فهيك مجموعات تكون عم تشتغل على درجة الأطفال بإنه يكونوا مسموعين وإنه ينحموا مش بالطريقة التقليدية اللي مثلًا بس فكّر بالـ social worker أو عاملة اجتماعيّة مع إنه هيدي الـ background تبعي بس إنه بفكّر فيهن بالطريقة اللي كيف بيتمثّلوا بالأفلام الأميركيّة إنه هيّ الحدا اللئيم اللي بتجي من الدولة بتاخد الولاد من أمهن بس تكون أمهن بتتعاطى أو بيّهن بيضربهن أو مدري شو بتحرمهن وبتفوّتهن بالـ foster system أو مؤسسة رعاية الأيتام أو رعاية الأطفال يلّي مش عايشين مع أهلهن وبِفوتوا بحلقة عنف وإهمال منّها أفضل كتير من الحالة بالبيت. فبدنا نفكّر بشي ما بيخلص بس حدا يجي ياخد ولادك منّك لإنه مش هيدا الحل الأنسب إلا إذا في نوع معيّن من عنف، هيدا ما بِحلّ شي، ما بيعطي عدالة. هيدا بس عم يفرّق المعنِّف أو المعنِّفة عنِّك وما بيهتمّ بشو بِصير فيكي بعدين، ما بيهتمّ بإنه يدفع حياتك كيف ممكن تكون أفضل. كإنه بس مرة تانية عم نعمل عقاب على الأهل وما عم نفكّر بالضحايا فبدّه يكون شي بياخد الضحايا وتطلّعاتهن بعين الاعتبار.
أماني: جزء من تحقيق العدالة بنظري كمان يمكن ننشر فكرة إنه الأمومة هي خيار، إنه إنتِ مش مضطرة تكوني أم إذا منّك مرتاحة لحتّى ما يترتّب عليها هيدول الإهمال أو العنف وبذات الوقت كمان الخطاب اللي ما بِشيطن النساء اللي بيتركوا المعنِّف من البيت وغصبًا عنهن أو بخيارهن أو ما بعرف شو هيّ الظروف حتّى بيضطرّوا يبقوا الولاد مع المعنِّف، إنه هي فيها عدالة أكتر من إنه تبقى الأم والولاد مع المعنِّف لإنه على المدى البعيد ممكن تخلق عدالة معيّنة.
ميساء: بس كمان فكرة إنه ما نشيطن النساء اللي بيتركوا المعنِّف أو أزواجهن وبِفلّوا بس كمان ما نجمّل أو نتعاطف - مش - ما نجمّل فكرة النساء اللي بِضلّوا بالبيوت. يعني هنّي بينعطوا إنه "يي ليك هيدي تركت جوزها وليك هي شو منيحة بعدها قاعدة مع جوزها وعم تتحمّل كرمال الولاد". ما كتير نجمّل هيدي الفكرة لإنه عنف هيدا بعده عنف ومش كل الأشخاص يمكن عندهن خيارات أو قادرين هني هلق نفسيًّا يقوموا يفلّوا ويتركوا غراضهن.
عايدة: لهيك ما نجمّل بس فينا نتعاطف.
ميساء: أنا قلت ما فينا نتعاطف؟
عايدة: إيه.
ميساء: لأ نجمّل، أكيد نتعاطف. بليز تعاطفوا مع كلّ النساء.

*ضحك*
ميساء: بس إيه ما نـ romanticize هيدي الفكرة.
مريم: إنه هيّ الأم الـ perfect الواو اللي بقيت.
ميساء: اللي بتضحّي. 
مريم: إيه اللي بتضحّي.

ميساء: اللي بتضحّي لأولادها.
أماني: أنا أمرار بقول لماما بليز يا ريتك ما ضحّيتي وما عملتي اللي عم تعمليه فيّ هلّق.
ميساء: لكلّ الأشخاص اللي بِفكّروا بالطلاق بس بقرّروا ما يطلّقوا كرمال الولاد، فكّروا ارجعوا بالقرار.

*ضحك*

عايدة: هي المشكلة إنه مش بس-
ميساء: هي أكبر من هيك. في مشكلة طبقيّة مشكلة إنه شو الموارد المتوفّرة للأشخاص تيعملوا هيدا الشي.
عايدة: المحاكم الشرعيّة دمّروها. خلّصونا منها.
ميساء: الأبونا والشيخ الكيوتيز.
أمل: والمحتمع كيف بينظر للمرأة المطلّقة.
أماني: خلّصونا من المجتمع.

*ضحك*
ميساء: ومؤسسات الزواج، ومؤسسة العيلة.

عايدة: كلشي كلشي.
أمل: الزواج كلّه.
عايدة: الزواج كلّه.
أماني: في سؤال بيخطر ببالي إنه هل ممارسة العنف هلقد مربوطة بديناميكيات القوّة؟ هل فينا نعتبر حدا ضعيف عم بمارس عنف على حدا أقوى؟ هل هو ممارسة عنف؟ عم نحكي ضمن العيلة مثلًا.
ميساء: فيكي تعطي مثل على حدا ضعيف عم بِمارس عنف عحدا قوي؟
أماني: ما قصدي نحنا when we fight back لما نردّ الهجمة. عم بحكي عن مثلًا إذا الزوج والزوجة، الزوجة هي اللي تكون عنيفة مع الزوج مع إنه بتاريخهن هني الشخصي في ياما ضرب وياما قصص قصريّة بس إنه هلق بالوضع الحالي عم بِكون في كتير عنف من الزوجة اللي هي بعدها أضعف. هل هيدا عنف؟ هل هيّ معنِّفة؟
أمل: ما بحسّ العنف والمعنّف إله جندر معيّن يعني. إنه أي حدا في يكون معنِّف متل ما قلنا قبل شوي. وكمان المرأة بس تصير هيّ عم تعنِّف زوجها متل أنا من ناحيتي أمي كانت عم تعنّف الكلّ يمين شمال لإنه هيّ كانت بنظرها إنه هيّ عم تتخلّص من العنف اللي كانت عم بتعيشه فهيّ أصبحت العنف.
أماني:  بس هيك معناتها إنه نحنا لمّا نردّ عليهن كمان عم نمارس عنف.
أمل: لأ نحنا عم ندافع عن حالنا. أنا بحسّ نحنا عم ندافع عن حالنا. هيّ ما عم بتدافع عن حدا، ما حدا قرّب صوبها.
ميساء: بعتقد إنه عم ندافع عن حالنا بس كمان في يكون في عنف مع أهلنا. بس ما بعرف إذا هيدا العنف بيُعتبَر إنه أقلّ من العنف تبعولهن. منرجع لفكرة التراتبيّة إنه أيّ عنف أقوى من أيّ عنف؟ بس كمان على قصّة الجندر، إنه إيه المرأة عايشة بنظام عم بِعنّفها وهيّ يمكن تجرّب تتخلّص من هيدا العنف بإعادة إنتاجه بس كمان الفكرة اللي ما كتير بحبّها وما منحبّها وهيك بس إنه الرجّال - ما عم دافع عن الرجال وما حدافع عن الرجال.
عايدة: ليه عم تطّلعي فيّ؟ *ضحك*
ميساء: الرجال كمان عايشين بنظام اللي إنتَ ما مفروض يكون عندك مشاعر، إنتَ مفروض تكون قوي، إنتَ مفروض تكون بس بتجيب مصاري عالبيت وما يهمّك أكتر من هيك. كمان هو عم بِجرّب يعيش بالدور المنحططله بالمجتمع وكمان المرأة عم بتجرّب تعيش بالدور اللي انحطّلها بالمجتمع. بصير فكّر إيام إنه العنف الحق عمين؟

عايدة: بس إنه إذا بدنا نقول ما ندافع عن الرجال بالنهاية كفكر نسوي عم نطّلع بالرجال إنه هنّي --
ميساء: تحت نظام ذكوري أكيد 
عايدة: إيه، إنه هني عم يلعبوا دور متوقَّع منهن، بس بس يكونوا عم يعنّفوا إنه ايري فيهن، بس فيهن يكونوا بموقع ضعف لإنه بالنهاية الرجال اللي بيطلعوا عن هالدور المتوقَّع منهن كمان بيتعرضوا لعنف ولو بأشكال مختلفة. بس لما نفكّر بديناميّات القوّة أو موازين القوى بين أشخاص الجندر هو مجرّد عامل واحد، منّه العامل الوحيد. في العمر في الطبقة في العرق في --
أماني: التعليم يمكن كمان.
عايدة: العائلة، الوصول، التعليم إلخ. كلّها بتفوت بـ --
أماني: حتّى الصحة النفسيّة.
عايدة: الصحّة النفسيّة كمان. كلها بتفوت بموازين القوى يلي بين شخصين وبعتقد في فرق بين إنه نكون بعدنا عايشين تحت نوع من القمع أو العنف وعم نمارس نوع من المقاومة، وبين إنه إذا أنا بنت أهلي وبطّلت تحت سلطتهن وعم مارس عنف تجاههن. هيدا شي مختلف بعتقد، ما إله، يعني إذا حدا تركني وكان عنيف وبطّل في هيدا النوع من تحكّمهن وتسلّطهن فيّ وما عم يصير في شي بهالحالة ما بعتقد من العدالة إنه نكون عم نمارس عنف تجاههن. فينا نقطع علاقتنا فيهن، فينا نعمل اللي بدنا ياه فهيدا فرق كتير مهمّ إذا أنا بمحلّ لازم قاوم ولو على شكل عنفي أنا مع المقاومة العنفيّة بأيّ سياق، أو إذا أنا بمحل بس عم ردّ أمور معيّنة مع إنه صرت بمحلّ.

أماني: إنتقم؟
عايدة: إيه بمحلّ مختلف. ففي فرق بين الاثنين وبلاقي إنه في أمور معيّنة بتتراكم بتصقل شخصيّتنا وبتغيّر الموازين المعيّنة بينّا وبين شركائنا وحسب قديش هيدا الشي عم يأثّر عالعلاقة، عم يأثر على جو العيلة. يعني في أشخاص عنجد ما عندهن خيار إذا مجبورين بعلاقة معيّنة وتعرّضوا لعنف لفترة طويلة يمكن هيدي الطريقة الوحيدة اللي بيقدروا يفشّوا خلقهن فيها بس أكيد من الأفضل إنه يكونوا عم يدوّروا عطرق يمكن صحيّة أكتر لإنه بالنهاية العنف ضد الشركاء كمان عم يأثّر على الأطفال يلّي هنّي علقانين بهيدي العائلة.

أماني: صح كان بدي قولها إنه مراقبة العنف بالبيت هو نوع من العنف الممارس علينا.
ميساء: عندي متل براسي بس مش عن العنف والحلقة الضعيفة والقوية بعيلة، بس كمان كيف بِتمّ إعادة إنتاجه برات العيلة. اللي هو عنف جايي من العيلة بس منحمله معنا يمكن عالمدرسة عرفقاتنا. هلق في مسلسل إسمه الروابي school for girls ما بعرف إذا حدا حضره.
أماني: حضرت أول حلقة ما قدرت كفيه.
ميساء: بليز احضروه، كتير حلو. كتير تقيل هو.
أماني: كتير بِوجّع.
ميساء: اللي هو حدا كان في bullying عم بِصير عليها وكانت هي تعتبر معنَّفة، بعدين تتقاوم هيدا الشي مارست عنف. صاروا حلقتين شخصين في حدا ضعيف وحدا قوي بس اثنيناتهن عم بِمارسوا عنف على بعض. كيف هيدا العنف، هل يُعتبر عنف أو مقاومة؟
عايدة: العنف الثوري.

*ضحك*
ميساء: العنف الثوري، التغيير، طائر الفينيق.
عايدة: إيه ما بلاقي كلمة عنف بحد ذاتها فينا نزتها هيك بِدون سياق لإنه في العنف اللي عم يتمارس لنوع من القمع، في العنف يلي عم تمارسيه كنوع من المقاومة. وبحبّ فرّق بيناتهن لإنه بشوفها بكتير سياقات إن كان سياق احتلال، سياق معارضة، سياق علاقة معيّنة بدّك تحطّي حدود لإلها. في أنواع من العنف ضرورية بعتقد لتنهي حالة معيّنة.
ميساء: العنف عالاحتلال حلال.
أماني: عسيرة كمان المقاومة لإنه أمرار أنا كنت بس إنضرب، أنا ردّ الضربة أو مش ردّها، هدّي إيد يا أمي يا بيّي أو البقدر عليه يعني. فهي القصص بعدها أمي بتذكرني فيها إنه إنتِ مرة عملتي هيك فيّ وإيدي عملتيلي فيها هيك.
ميساء: بتذكّريها بكتير إشيا بس كمان.
أماني: بس إنه sorry عنجد كنت عم دافع عن حالي، عم خلّيها ما تضربني. فهل أنا عملت عنف؟
ميساء: بحبّ إنه بيجوا عليكي بعنف بس إنه كيف بتجاوبي وكيف ردّة فعلك "بلا أخلاق، بلا ترباية".
أماني: إيه مزبوط.
ميساء: بصير إنه إيه إنتوا ربيتوني.
*ضحك*
أماني: أنا كنت قولها. كتير بقولها.
ميساء: هيدا الطلع منكن يعني.
مريم: متل هيدي تبع الكلام بيرجع لصاحبه.
عايدة: ماما أنا هيدي كتير بتصير بيناتنا بس نكون عم نحكي عادي وتبلّش تعلّي صوتها وتعيّط عليّ، فأنا بعلّي صوتي كمان مع إنه أنا بحياتي العادية ما إلي جلادة علّي صوتي عحدا، فينا نحكي عادي. بس إنه إنتِ عم تعلّي صوتِك وأنا عم علّي صوتي، وبتصير "كيف بتعلّي صوتك عليّي ما أنا أمك؟" أو "كيف بتسبّي؟" وهي كل الوقت نازلة سبسبة. شو هالـ pattern الغريب؟ 
أمل: hypocrites.
عايدة: مثلًا آخر مرة كانت عندي وقاعدين أنا وشريكي وهي وخيّي وعم نتناقش وهي احتدّت وقالتلي "كلي خرا". أنا قلتلها خلص ما رح نحكي، ما رح ناقش ما رح كمّل هيدا الحديث. إنه أنا قاعدة ببيتي، فيني قلّك إنه ما رح نحكي بالموضوع. ما رح إسمع هيدا الحكي اللي بتحكيني ياه، اللي هو إنه بقبله بالمزح بس ما بدي يكون في نقاش وأنا حاسة حالي adult وإنتِ adult وخلص تخطّينا هول الديناميات الخرا. فبتستغرب كيف هالشي عادي يكون الحدا عم يعيّط عليكي وعم يستقوي ويبهدلك ويهينك.

أماني: صح، "ما أنا أمك".

أمل: أنا ماما هون.

عايدة: الإهانة إنه كنت إنضرب قدام رفقاتي أو إتبهدل قدام رفقاتي وهيدا الشي كتير بِحزّ بكرامة الحدا ولو طفل ما بيتفكّر إنه الطفل بينجرح من هالقصص. فبس تحطّي حد لهالأمور إنتِ وكبيرة، هيدا عقوق الوالدين أو ما عم تكوني منيحة معهن، عم تعامليهن بطريقة كإنهن حيلا حدا. فإنه تصدّي ضربة بيتذكروها الأهل، بس العنف اللي دايمًا عم يتمارس هيدا بِضلّ عم يفكّروا فيه كحق إنه الشي الطبيعي. شي مش لطيف.
ميساء: أنا كتير بفكّر إذا هنّي بِفكّروا عنجد قديه أثّروا فينا بالعنف اللي مارسوه. بحسّ إيام إنه ما معهن خبر.
مريم: لأ ما معهن خبر.
ميساء: بحس إيام إنه عنجد ما معهن خبر. هيانا نحنا منروح سنين ثيرابي وعلاج نفسي وهني عنجد بغير دني كليًّا.
أماني: حتى بفترة وقت بلّش اللوكداون ورجعت على البيت، بعد فترة من الـ abuse والممنوع الروحات والمجوات اكتأبت، فتنا اكتئاب clinical فكتير استغربوا كيف مكتئبة وإنه مأمنلك كلشي.
ميساء: إيه بعتقد كمان إنه أصلًا اللوكداون كان صعب عكتير ناس عايشين مع أشخاص بِعنّفوهن وأهلهن، أنا مثلًا إنه عادةً بشتغل بضهر جامعة إنه بجرّب ما إجي عالبيت غير تَنام لإنه "نحنا فاتحينلك أوتيل" *ضحك* غير إنه تَما إتواجه معه لإنه ما إلي جلادة، وبفضّل إجي يكون بالليل ما حدا يتعاطى معي. بعدين قرطوكي 6 أشهر قعدة معهن * ضحك* ما فيكي تضهري من البيت.
عايدة: ليه كدا يا كورونا؟
ميساء: إنه ليش؟ قبّرنا بعض وفلّيت من البيت وصار عنف جسدي وقت لوكداون، وما كان في تروحي عند حدا وممنوع تمشي بالسيارة.
ميساء: الثيرابي بدك تعمليها من غرفة النوم.
*ضحك*
مريم: إيه
ميساء: وأنا عم بحكي وعم بوطّي صوتي إنه بيي جوا، بس sorry ما كتير فيني إحكي الزلمة العم بحكي عنه هلق بالأوضة حدي.
أماني: أنا "أماني تعي تغدّي"، أنا إنه أنا بالثيرابي شو بدي إعمل.
أمل: أنا وقت قصّيت شعري وعملت تاتوز وبيرسينغ، سألوا أهلي حالهن إذا تقاسوا عليّي أنا وزغيرة. صاروا "بركي زدناها عليها للبنت".
*ضحك* 
عايدة: هيدي ردة فعل.
أمل: ردة فعل.
ميساء: بس هني سألوها قدامك؟ إنه تيحسسوكي إنه نحنا نقصنا عليكي شي.
عايدة: ابتزاز.
أمل: إيه عطول هي الـ "نقّصنا عليكي شي" وإنتِ عندك كلشي، وحتى بالنسبة لإلهن الدعم الاقتصادي هو طريقة للابتزاز كمان. إذا أنا مثلًا عم بدرس شي طويل بده كتير وقت ومني قادرة اشتغل، المصاري بتصير طريقة للسيطرة عليّي لإنه ما بيقدروا يسيطروا عليّي جسديًّا أو ما بكون كتير بالبيت ليئذوني بالحكي، فبِجرّبوا دايمًا يذكّروني إنه هني عم يدفعوا عليّي وإنه أنا هيدا المصاري ما إلي حق أصرفه فهي كمان كيف بِسيطروا علينا.
أماني: كمان عهالسيرة في نوع بعد من العنف مش كتير حكينا عنه اللي هو تدمير الشخص، إنه إنتِ لولاي ولا شي وأنا اللي عملتك. أوك، you're supposed to pay for my education.
عايدة: هي الدولة المفروض بس للأسف هيك العيلة. هيدي تركيبة العيلة.
أماني: إيه، إيه.
ميساء: وفي تربيح جميلة يعني أنا بيي يمكن كلشي عمله منيح معي إنه والله حطّني بالمدرسة وأمّنلي بيت وهيك. بِربّحوكي جميلة بتصيري تحسّي إنه إيه حرام، والله هو كان منيح معي دفع. أنا إنه لشو خلّفتني؟ ما هي الخلفة استثمار اقتصادي أنا بالنسبة إلي. هي التربيح الجميلة اللي إنه - بعدين صرت إفهم إنه أنا اللي بشوفه منيح ببيي إنه حطني بالمدرسة.
عايدة: إيه ما هيدي الطريقة لما نحكي إنه العنف ممأسس، هو إنه فعليًّا كتير بيوصلّنا أسئلة كيف فيني استقلّ ماديًّا؟ أو هل إذا استقلّيت ماديًّا رح فيني اترك العيلة؟ هل في خيار تاني؟ لإنه فعليًّا لمّا تكوني عايشة بمجتمع الدولة ما عم تقدّملك تعليم، ما عم تقدّملك رعاية صحيّة، استشفاء، صحة نفسية إلخ، البيوت والأجارات بِكلّفوا كلوة، كلشي، ما عندك نظام مواصلات رخيص ومنيح ومتكافئ، رح تحسّي دايمًا إنك مديونة لهالعيلة النواة، اللي هي كل المسؤولية المادية والاقتصادية واقعة عليها. هني اللي بدهن يأمنوا كل هالأمور، وإذا حظِّك خرا وأهلك منهن مناح أو معنِّفين أو بيستخدموا المصاري للابتزاز المادي أو الابتزاز العاطفي، بالنهاية رح تعلقي ما عندك خيار تاني. فلما نكون عايشين بدولة ما عنّا أي نوع من الحماية أو الرعاية المأمنة من الحكومة رح نضلّ حاسّين حالنا علقانين. يعني كتير بشع بدنا نقول لوحدة بدها تهرب من العنف "يلا، بدك تنطري كم سنة لتقدري إذا اشتغلتي لقيتي شغل معاشك منيح لتقدري تسأجري شي برا وتأمني حالك أو تدوّري على منحة تطلعي لبرا تحاولي تأمني حالك. كل هالأمور كتير بشع إنه مضطر الواحد ينطر سنين من التعنيف والعذاب ليقدر يوصل لمحلّ يقدر يكون عم يستقلّ بحاله، إنه ليش عم نربط هيدا النوع من الحرية والنوع من الأمان بقدرة الأشخاص الاقتصادية اللي هي مش كل العالم قادرين يأمّنوها؟ ففعليًّا ما فينا نحكي عن العنف بِدون ما نحكي عن شي مؤسساتي الدولة ما عم تساعدنا فيه. يعني الكل واقف ضدّنا إلى حدِّ ما.
ميساء: بس هي حتى إذا بدنا نفكّر إنه العنف الاقتصادي اللي منتعرّضله من الأهل، عالميلة التانية في أشخاص العنف الاقتصادي اللي تعرضوله هو إنه أهلهن كانوا بس يعطوهن مصاري تما يتعاملوا معهن أصلًا من هني وزغار. عندهن هيدول الموارد بس في عنف اللي عم بِصير من ورا هو الموارد اللي يمكن غير أشخاص يمكن إذا بيحصلوا عليها منفكّر إنه ممكن يكونوا مستقلّين أكتر أو مرتاحين بس كمان ما خصّ، مش دايمًا --
عايدة: في إهمال--
ميساء: يمكن تزبط إيام، ما عم قول لأ. بس مش دايمًا هيدي هي الحالة اللي ممكن ضهّر حدا من عنف. في أشخاص يمكن نساء بعائلات مرتاحة اقتصاديًّا كتير بس في عنف، في كتير عنف. في أشخاص عندها الموارد، وعندها موارد كتير بس في عنف في عنف بعدها عم تتعرضله.
عايدة: بالنهاية بالمصاري فيكي تسكّتي، فيكي تسكّتي أي شي. ولهيك بحالات معيّنة ممكن يكون أصعب لإنه إذا عم نحكي عيلة ملكيّة royal family أو عالم كتير غنايا، نحنا منصير منفكّر إنه العنف بِصير بالعائلات الفقيرة أكتر بس لإنه هول العائلات يلي بتنفضح. هو العائلات يلي بتطلع قصصها، يلي أسهل كتير إنه نعرف شو عم بِصير ببيوتها لإنه العائلات الغنيّة بتقدر تشتري السكوت، بتقدر تشتري الحماية بتقدر تشتري ترهيب الأشخاص من إنه يحكوا عن أمور معيّنة. فالعنف أكيد مُمارَس بهيدي الحالات لإنه في عندهن مصاري، فيهن يقدّموا المصاري بدل ما يقدّموا اهتمام، بدل ما يقدّموا رعاية، بدل ما يقدّموا حبّ، وهيدا الشي بِكفّي لنسكّت أشخاص أو نضبضب على حالنا.
أماني: كمان ذكرت عايدة إنه كيف بس يكون عنا هالاستقلالية المادية ممكن هالشي يسهّل إنه نبعد عنهن بس هالشي مش عطول بيزبط. في كتير أشخاص بعرفهن بالرغم من استقلاليتهن المادية ما قدروا يتخلّصوا من هالسلطة تمامًا، فالموضوع بعد أصعب من هيك.
عايدة: صحيح لإنه كمان بالنهاية، مرّة تانية، هون السياق بالأخص وبسياقات أخرى حول العالم، إنك تستقلّي ماديًّا مش كافي إنه يحميكي من العيلة، لإنه العيلة كلهن عندهن صلاحيّة وشرعيّة بالمجتمع إن كان من خلال قانون الأحوال الشخصية يلي--
مريم: أو القتل.
عايدة: أو القتل، جرائم الشرف، يلي ما بتحاسب الأشخاص المعنِّفين. يعني فيكي تهربي قد ما فيكي بس طالما إنتِ تحت دولة معيّنة بتسامح الأشخاص المعنِّفين يمكن ما تنجي للأسف. 

حكينا كتير وطلعت أفكار كتير حلوة وكمان بتعمل triggers وبتذكّرنا بذكريات بشعة وبتطلّع مشاعر بشعة ومنتمنّى ما نكون ضايقناكن كتير. بتمنّى تكونوا استمتعتوا بالبودكاست. إذا بتحبّوا تشاركونا أفكاركن أو تجاربكن المجال مفتوح لإلكن. شكرًا كتير إنه شاركتوني اليوم أفكاركن يا ضيفات. كان معي اليوم مريم، أماني، أمل، ميساء وعايدة من بودكاست فاصلة لمشروع الألف، باي باي.
* موسيقى *