تعرّف-ي على العدالة الإنجابية [بودكاست]

نص البودكاست:

مرحبا جميعاً

معكن عايدة من بودكاست فاصلة لمشروع الألف

اليوم معي ريما، زينة، منى وليلى ورح نحكي عن العدالة الإنجابية

بعدنا راجعين من خلوة قراءة عن العدالة الإنجابية ولهيك الموضوع منعتقد انو حابين نحكي عنه كتير. بنفس الوقت منشوف انو بالمنطقة ما كتير بينحكى عن هالمفهوم. فلهيك حابين نبلّش بتعريف هالمفهوم.

فيكن تخبروني أكتر شو يعني العدالة الإنجابية؟ وكيف منفرّقها عن الحقوق الإنجابية؟

 

زينة: أنا آخدة فكرة انو سيستر سونغ (Sister Song) وفي حركة تانية اسمها فوروورد توغذر (Forward Together) خلقوا المفهوم. من بعدها صار المؤتمر العالمي للتنمية والسكان (ICPD) بالـ٩٤.

فمن بعد ما انخلق هيدا المفهوم راحوا على القاهرة وحكيوا فيه.

 

ليلى: اه لا أكيد ما حكيوا فيه بالقاهرة، ما وصلوا لهونيك.

بس الفكرة هي انو قبل حتى الـ ICPD، او المؤتمر العالمي للتنمية والسكان، كان في كتير نقاشات عم بتصير بأميركا عن الحق بالإجهاض. وأكترية المناصرة اللي كانت عم تصير عموضوع الإجهاض كان من نسويات او نساء بتشتغل عحقوق المرأة يللي كانوا هني بيض وعم يحكوا عن الحق بالإجهاض ليتغير القانون لانو كان في تجريم للإجهاض بوقتها كرمال يشرعوه.

بس بنفس الوقت كانوا النساء الملونات مش البيض بأميركا كانوا عم يقولوا "بس نحنا ما عنا مشكلة الحق بالإجهاض بالعكس نحنا بينفرض علينا الإجهاض وعلى مجتمعاتنا ومش بس هيك، كمان بينفرض التعقيم القسري كمان بيصير“. مثلاً وحدة تفوت تعمل عملية وطلعت في ربط أو قطع لانابيب فالوب.

فهني كانوا عم يقولوا ”الطريقة اللي انتو عم تحكوا فيها عن الاشيا اللي خصها بحقوق الانجابية نحنا بدنا الحق بالإجهاض بس كمان ما بدنا بس نركز عهاي النقطة، خاصة انو هني نفس الادوات اللي عم تطالبوا فيها هني الادوات اللي بيستخدموا ضدنا“.

هيدا النقاش كان عم يصير كتير قبل من وقت العبودية، فبوقتها كانت كل هالمواضيع عم تصير خاصّةً لانو كان في كتير نساء كان ينعمل عليهن تجارب علمية وطبية كرمال يصير في اكتشافات طبية خصها بكيف شق البطن بيصير وكيف عمليات تظبيط هبط الرحم او المهبل.

نحنا منعرف هلأ العمليات كيف بتصير لانو كان في حقل تجارب على النساء اللي هني كانوا بيشتغلوا للبيض. مش بيشتغلوا يعني كانوا هني عبدات - إماء.

فهني ما كانوا بالمؤتمر بس كان النقاش هونيك بمحل وهني كانوا بمحل تاني. وكان كتير في هيصة كبيرة: “اتطلعوا بالـICPD نحنا هلق فوتنا موضوع الإجهاض والحق بالإجهاض“. يللي هو مظبوط انو انطرحت، انسدّت بس انطرحت، وبالآخر اللي طلعوا فيه بالمؤتمر كان اللي اتفقوا عليه كلهن أكترية البلدان واكيد بمنطقتنا وبالمناطق اللي فيها الدين الكاثوليكي كمان كانوا كتير ضدّ الإجهاض.

بس اللي اتفقوا عليه هو انو بالبلاد اللي الإجهاض فيها مشرّع او غير مجرّم، لازم يكون آمن وكأنو عم يقولوا انو بالبلاد اللي الإجهاض فيها مجرّم او غير مشرّع، لازم يكون غير آمن أو معليه يكون غير آمن. يعني في نفي لوجود إجهاض بيصير بكلّ البلاد الباقية وين منو مشرّع.

سيستر سونغ هي مجموعة تجمّعوا بمؤتمر بشيكاغو وكان في حكي كلّه عن الحق بالإجهاض، والنساء الملونات بوقتها تجمعوا وعملوا جمعة بين بعض ليصدّوا الاشيا اللي عم تقترح بمؤتمر القاهرة يللي هي كلّياً بتنفي واقع النساء الملونات بأميركا.

ومن هيدا طلعوا بفكرة العدالة الانجابية. الحديث كان عم يصير عن الإجهاض بس فعلياً ما كان خصّه بالإجهاض بل كان انو "نحنا بمجتمعاتنا مثلاً في فقر أكتر ومنعيش بأماكن وين صحّتنا الانجابية بتتأثّر، عائلاتنا ما فيها تكبر او بيكون في عنف اكتر او جرائم اكتر وما في اي مساعدات وما في تأمين صحي ولا تأمين دراسي للاولاد، فهيدول الاشيا بتضعّف مجتمعاتنا، فإذاً نحنا بدنا نحكي بالعدالة الانجابية برّات بس موضوع الصحة الانجابية بل على موضوع عدالة اكبر من هيك وخصها بالطبقة والعرق والعلاقات الحميمية، أكانت كويرية او لأ ، وكمان بحق للعالم تنجب للناس اللي عندها مشاكل خصوبة“.

فوسّعوا هني التعريف وكرمال هيك ما كان موضوع حقوقي. وهني فعلياً سيستر سونغ كانوا يشتغلوا كتير قبل الثمانينات لصاروا رسميين. وفي فوروورد توغذر يللي كان في أكتر اشخاص من آسيا الشرقية وعرب ولاتينيين.

 

عايدة: بس بعد ما كتير وضحلي. فهمت ليه عم نحكي عدالة بس شو الفرق بينها وبين الحقوق؟ ليش ما منحكي بخطاب حقوقي؟ ليش ما منحكي للمرأة حق الإجهاض وما تنجبر عإجهاض؟ كيف منفرّق العدالة من الحقوق؟

 

زينة: سهلة جداً تعترفي بحق، بس صعبة كتير انك تطبقي هيدا الحق

هيدا يمكن الفرق بين العدالة والحقوق

يعني مثلاً موقّع لبنان عليه كتير اتّفاقيات قايل فيها انو حيصون حقوق المواطنين

بس ما في شي مطبّق على الأرض

ما في بنى تحتية عاطية هيدي الحقوق الكاملة للمواطنين والمواطنات

 

منى: كمان لإبني على الشي اللي قالته زينة، اذا بدا نفكر بايمتى صار طرح حقوق الانسان، اذا بدنا يكون هيدا المنطلق تبعنا، فكرة انو الحقوق موجودة عند الكل وما فينا ننتزعها من الناس وانو الناس بتخلق فيها بس بذات الوقت نحنا عم نروح عند الحكومات وعند الدول وعم نقول لهن "اعطونا حقوقنا“.

الإطار تبع حقوق الإنسان بلّش من بعد المحرقة اللي استهدفت اليهود وفئات تانية متل المثليين والمثليات والأشخاص الكويريين، وكمان الأشخاص ذوي قابليات جسدية مختلفة وما كانت اجسادهن منتجة. وصار هالشي بأوروبا.

هيدا ما بيعني انو هيدي هي اللحظة التاريخية الوحيدة اللي بيصير هيدا النوع من العنف عالأشخاص وبتصير إبادات جماعية. الإبادات الجماعية صايرة تاريخياً على مدى قرون وآلاف السنين، بس كانت بتصير إجمالاً ببلدان الجنوب وعلى أشخاص من أعراق داكنة أكتر، وهيدا الشي ما أدّى إلى اجتماع السلطات الأكبر والدول الحاكمة بموازين القوى العالمية.

يعني الدول الأوروبية يللي كانت دول مستعمِرة -وبعض الاستعمار مستمرّ لليوم- ما اجتمعت لتقرّر انو في ما حدا بيحقّله ينتزع الحياة من أشخاص معيّنين أو ينتزع حقهن بالتنقّل أو يحبسهن أو يعمل أي ممارسات قسرية. بل صار هالشي بس صارت هيدي المأساة موجودة بأوروبا وبظروف سياسية مختلفة.

فالتأطير تبع حقوق الإنسان بيستمدّ الأحقّية تبعه من هيدي الفترة التاريخية، وكمان بيربطها كتير بشي تاني كان عم يصير بنفس المرحلة اللي هو صعود الدولة الأمّة، أو nation state.

من ورا هيك، متل ما عم تقول زينة، أغلبية التفكير فيه بيحدّه بالمواطنة. فلمّا نطالب بعدالة، ما عم نفكّر انو العدالة حكر ومحصورة بالأشخاص اللي عندهن الورقة اللي بتثبت انتماءهن لهيدي الدولة الأمّة . في كتير سياقات مختلفة وين ناس ما عندها هيدي الأوراق الثبوتية أصلاً وفي ناس عندها أوراق ثبوتية ما بتخوّلهن نفس الوصولية لهيدي الحقوق.

فلمّا نقول حقوق إنسان، فعلياً على أرض الواقع عم نحكي بس بحقوق المواطنين. وحتّى بين هالمواطنين، في مواطنين فئات تانية وتالتة حسب اشيا مختلفة وحسب القوانين الموضوعة بهيدا البلد.

اذا عم نحكي عن لبنان مثلاُ، ما فيان نفكّر انو النساء المواطنات بلبنان عندهن نفس حقوق الرجال المواطنين، هيدا وما عم نفتح حتّى سيرة الأشخاص غير النمطيين بتعبيراتهن وهوياتهن الجندرية. فمن هيدا المنطلق، وقت نفكّر بالعدالة، العدالة أكبر بكتير من مجرّد الحقوق.

وفي شي حدا قالته برّات الهوا، انو العدالة هي شي فينا ناخده بأثر رجعي. بما يعني إذا صارت مجزرة أو مأساة أو جريمة أو أي انتهاك لأشخاص ومجتمعات في الماضي. لما نقول عدالة يعني عم نفكر بهيدا الماضي وكيف فينا شوي نردّ الاعتبار للناس ونحكي عن الظلم اللي جابهوه.

بس لمّا نحكي عن الحقوق، منكون عم نحكي عن اللحظة الحالية مش عن الاشيا اللي عم نختبرها بسيروراتنا الحياتية وبذاكرتنا المجتمعية الأكبر يللي بتساع كلّ المجتمعات اللي جينا منها وبموازين القوى الأكبر.

تالت شغلة عن العدالة الانجابية كمان، لانو بلّش الحكي عنها بمجموعة سيستر سونغ ونحن عم ناخد هيدا المصطلح من اللغة الانكليزية بالأساس وباللغة الانكليزية بتجمع فكرة reproductive اللي بيتجمع إعادة الإنتاج بمفهوم الإنتاج وكمان إعادة الإنجاب بمفهوم الإنجاب. ومن هالمنطلق فينا نفكّر بالعدالة الإنجابية انو هي مش محصورة بفكرة الجنسانية وإعادة الإنتاج التناسلي بس كمان إعادة إنتاج القوى أو اليد العاملة، إعادة إنتاج الشعب، إعادة إنتاج المواطن الصالح. فبركي ضروري نرجع نشتغل عكلمة لتشمل كل هالمستويات المختلفة من تفكيرنا بالعدالة الإنجابية.

 

ليلى: لزيد عالشي اللي قالته منى، في كتير مؤتمرات أحياناً بيطلعوا اقتراحات، مثلاً: "هاي الحقوق الانجابية، هاي الحقوق الجنسية، في حقوق اللاجئين، حقوق البيئية“. تفصيلهن مخيف، في عالم مثلاً بتقول لأ حقوق الإنسان هيدا حقّي كمواطن\ة“ بس بنفس الوقت اذا بتقري حقوق اللاجئين\ات بتلاقي انهن مكتوبين، وأكيد في اشيا بالأخصّ لازم تتقدّم او تكون موجودة ومتوفرة ولازم يكون في نوع من حماية.

الفكرة انو لمّا ينقروا كحقوق مفصولين عن بعض، كتير هينة تنتسى اللايحة بكاملها كأنو ما ضروري تفكري فيها. فبتفكري مثلاً بالحقوق الإنجابية كتير بالهوا، كانو ما عندهن محلّ حقيقي وما بينحطّوا بواقع أو بينحطّوا بمكانة، بينحطّوا بتاريخ. وبفتكر هيدا الشي اللي كان زاعج النساء اللي كانت عم تشتغل عالحقوق الإنجابية بأميركا انو كيف فيكن تحكوا بالحقّ هيدا بالفضا، من الفراغ  فمش منطق لانو بتحكوا فيه كانو بيتمارس بنفس الطريقة هون وعهونيك مع الأشخاص.

فلمّا ينقروا وتنزل لايحة جديدة مثلاً عن حقوق مفروض يكون عنّا اياها. وبفتكر هيدا الشي المزعج كتير.

نحنا منقول انو منطالب بالحقوق بس لما يعلموكي عن الحقوق بيقولولك ما بتطالبي بحقّ، هيدا حقّك. فكيف بدّي ما طالب؟ ايمتى بيوصل لي؟ ما بطالب في بس هو شي عندي اياه ولا يتجزّأ. وكأنها خدعة أو حيلة، كأنو عم نلعب مع بعض بلغة حقوقية بس مش قانونية بس لغة الأمم المتّحدة "ما تفكروا انو ما عندكن هالحقّ، كلكن عندكن هالحقّ“. كأنو سانتا كلوز عم يوزّع علينا حقوق وكلنا عنّا اياهن بس ما عم لاقي الهدايا. هالشي كتير غريب.

ففكرة العدالة منطقية أكتر، والحقوق ما بقدر اتخيّلهن. وحتّى لمّا اتصوّرهن، صورتهن مش حلوة لانهن مجزّئين وما فيني اتخيّل مجموعة حقوق لحالها. فيني اتخيّلهن مع أشخاص على أجساد بمجتمعات بمحلّ هيدا الشي انا بحاجة الو، بس ما فيني اتخيّلهن لحالهن.

بس العدالة إلها قصّة كمان، فبفتكر هيدا الشي منطقي اكتر لإلي.

 

زينة: أنا لمّا فكّر بالعدالة الإنجابية، بتذكّر محاولة ١٧ تشرين. نحنا كنّا عم نغيّر نظام وعم نبني لشي. الناس اللي كانوا نازلين كانوا بدهن يغيروا بالنظام.

فالعدالة الإنجابية هي لمّا تفكري أعمق. أمّ الحقوق هي شي كتير فايش عالسطح. فيكي تبيعي الناس حقوق. فقصدي انو العدالة شي لتعمليه على مدى كتير طويل وعميق. أمّا الحقّ ففيني كلّ يوم قول الك انو عندك اياه وانتِ ما عندك اياه. أمّا العدالة هي لمّا ازرعلك شي كتير متجذّر بالأرض وحأعطيكي اياه وخلّيكي تشوفيه قدّام عيونك عم بيزهّر.

 

عايدة: ريما وليلى انتو اشتغلتوا عتقديم وإعداد وتحضير الخلوة القرائية للعدالة الإنجابية. فكان بدّي أعرف أكتر، كنموذج كان موجود بأميركا، ليش حسّيتوا فيكن تجيبوه وتستخدموه بلبنان؟ أو ليش حسّيتوا فيكن تحكوا بنموذج أجنبي؟

مع العلم انو متل ما ذكرت العدالة الإنجابية مش شي بينحكى فيه هون من قبل المجموعات والجمعيات النسوية أو جمعيات حقوق المرأة، لانو كلّ التركيز على الحقوق. فمن وين إجت هالجرأة؟

 

ريما: بالنسبة إلي، ولا مرّة كان مفهوم كتير بعيد عن واقعنا هون حتّى لو الحركات والتنظيمات بلّشت أو كتير أخدت شكلها بأميركا أو بالغرب. هول الحركات موجودة هلّأ بكلّ قارّات العالم وكتير لقيناها مناسبة لبناء حركة بتشمل ناس أكتر وقضايا مختلفة لانو عن جد بالفعل العدالة الإنجابية بتدخل بكلّ أجزاء حياتنا إن كنّا عم نفكّر بالتخطيط للأسر أو حقوق المرأة أو تربية الأولاد أو الوصول لخدمات الصحّة الجنسية والإنجابية والإجهاض، كيف بتربّي عايلتك، شو الخيارات المتاحة لإلِك بالتعليم بالعمل. يعني بتشمل كتير من القضايا اللي يمكن هلّأ منشوفها أكتر مجزّأة، فهي جامعة للكلّ.

فالطريقة اللي كنّا عم نتخيّل هالحركة والتنظيم الجديد حيكون بيشمل أشخاص أكتر وحيعطي شكل وخطاب مختلف لكيف مننظّم حوالى هالأمور بطريقة فعّالة أكتر وبطريقة ما بتجزّئ هالاشيا متل ما كانت عم تقول ليلى . نحن معوّدين نشوف هالقضايا مقسّمين وخارجين عن سياقهن ويمكن شوي منركب موجات معيّنة ومنفوت فيها. بس العدالة بتعطينا صورة أكبر لهالأمور والقضايا والسياق التاريخي حتّى عن جد بعدين المجتمع بالمستقبل اللي عم نحاول نخلقه والظروف اللي بدنا نعيش فيها وكيف حتّى إذا بدنا نفكر كيف بدنا نأسّس عايلة أو شو بيعنيلي هالشي إن كان ما بيناسب الصورة المتداولة عن شو معنى هالشي.

 

ليلى: بفتكر كمان انو لبنان كتير دمار على كذا صعيد، وكمان في كتير شغل جمعيات وكل جمعية كانو الها طابع أو موضوع أو قضية. مثلاً إذا بفكّر بشغلكن بمشروع الألف، بتشتغلوا عالصحّة الإنجابية والجنسية، العدالة الإنجابية والجندرية، عالصحّة كحقّ للكلّ. بس بيضلّ في كتير اشيا أكيد بتتطرّقولها الها علاقة بالوضع الاقتصادي والعنصرية والطبقية بلبنان.

بس في كتير اشيا شفناها بالخلوة، مثلاً كان في وحدة من الأشخاص حيت عن شغلها بالتنظيم المدني وعن كيف التنظيم المدني بيأثّر بموضوع السكن والبيئة والصحّة والحماية بكيف الشوارع مقسّمة والأضواء ونوع الأذى والنساء اللي عندهن تصرّفات أنثوية أكتر بيخافوا مثلاً بالعتمة. ففي شي بالتنظيم المدني كتير خصّه بالعدالة والحماية وتربية الاولاد بمحلّ صحّي. فشفنا كيف هالاشيا كلهن متعلقين ببعضهن.

فبفتكر بلبنان يمكن لانو في كتير شغل حقوقي وفي كتير جمعيات، وبنفس الوقت في كتير أحزاب مبينة عتاريخ بشع وطائفية وعنصرية. فوين الشغل اللي بدّه يصير اللي نحن منآمن في وبيجمع الاشيا اللي بتهمنا. مش بس عم يتطلّع بموضوع واحد ومش مختلط بتاريخ أذى.

فقصدي يمكن هيدا المفهوم مش محلّ تنظيمي قدّ ما هو مفهوم تنظيمي نحنا حابين نقدمه ويمكن كجمعية مش محلهاـ ما حننظّم نحنا كجمعية من هالناحية، بس نحن منطرح مفهوم وكأشخاص فاعلين سياسياً واجتماعياً فينا ناخد هالمفهوم ونوسعه بتنظيماتنا السياسية.

خاصّةً لانو لبنان موقعه الجغرافي السياسي، لبنان عنده من أكبر عدد سكّان اللاجئين والمهاجرين بالعالم فنسبياً بيكون من الأعلى فمنّو شي ما بينشاف ومش ملموس مش انو في مجموعات هون وهونيك ما حدا بيحكي فيهن. البلد كتير خابصها عموضوع الوطنية والمواطنة ومين بيحقّله شو وكيف.

نحنا منآمن انو ما بدنا حقوق وما بدنا العالم تموت عالحدود لانو ما بيحقّلها من هالمسافة لهالمسافة بسبب اوراقها. بفتكر هيدا الشي كتير منشوفه، والعدالة الإنجابية كمفهوم الها محلّ مهمّ بالصراع ضدّ الحدود؟

 

زينة: يمكن العدالة الاجتماعية مش مرتبطة بس بالجمعيات اللي بتشتغل عنظريات متعلقة بالنسوية وحقوق المرأة. العدالة الإنجابية هي أوسع من انو بس عرّف عن حالي كنسوية بدّي اعمل عدالة إنجابية فهي مش مرتبطة بس بالناس اللي محدّدين حالهن بهالجمعيات أو دوائر معيّنة. العدالة الإنجابية هي شي أبعد من الجمعيات وأبعد من التنظيمات.

مثلاً بالـ٢٠١٥ لمّا نزلوا عأزمة النفايات ما نزلوا كنسويات أو كجمعيات بتدافع عن حقوق الفئات المهمّشة، بل نزلوا كناس عم يعترضوا على الأزمة البيئية.

إذا بدك تقيسيها من منظار عدالة إنجابية، فهي كتير مرتبطة لانو البيئة هي شقّ أو قسم من الأقسام اللي بتنادي فيهن العدالة الإنجابية لانو هالشي بيردّ سلباً عالنساء بالدرجة الأولى وعمكوّنات الأسرة اللي عم تألّف هالمجتمع اللي نحن منعيش خلاله.

 

ليلى: بوحدة من القراءات كان حدا كاتب انو الأمّ هي أوّل بيئة الشخص بيختبرها. نحن منعرف انو ما ضروري بس تكون الأمّ، واضح انو في كتير أشخاص عابري الجنس كمان فيهن يكونوا اوّل بيئة. بس بأي حال، الرحم من هالناحية هو أوّل بيئة.

فالشي اللي أنا بتعرّضله وجسمي بيتعرّضله كمان بيأثّر على نموّ العايلة والاولاد وحالتهن الصحية، وصحتي كمان أكيد. فهالشي شفناه بالقراءات وكمان بالأزمة البيئية بالـ٢٠١٥ .

هيدا الشي يللي كتير كانوا عم يحكوا فيه سكّان الجيّة والناعمة، كتير أمراض سرطانية عم تطلع بهالمنطقة اللي هي مفقّرة. فبالأساس نحنا برّات المدينة وفي كتير نقل عالمدينة مثلاً كرمال الشغل وأكيد المعاشات ما حتكون مناسبة للغلا بالبلد

وبنفس الوقت بتنكبّ الزبالة عنّا والماي اللي منشربها مسمّمة والأكل اللي مناكله من هالأرض مسمّم، الاولاد بيلعبوا عأرض مسمّمة. ولمّا يصير مرض، النظام الصحّي منّو موجود بشكل يكون في صحّة للكلّ وكتير غالي ونخبوي وبنفس الوقت في كتير ناس بتموت لانو ما فيها تتحمّل التكاليف الصحية.

يعني كلهن هيدول قدّيه متعلقين ببعضهن ونفس الشخص اللي آذيني من هون بيرجع بيأذيني من محل تاني اللي بدّه تغيير ممنهج أكتر.

 

عايدة: حكيتوا عن مستوى الحدود والبيئة كمحلّين منشوف فيهن بوضوح غياب العدالة الإنجابية. فيكن تخبروني أكتر عن المستويات الأخرى اللي منشوف فيها هالغياب ومنحسّ لازم نشتغل عليها؟

 

منى: حعيد جزء من الاشيا اللي انقالت، حجرّب فكّر بالمستويات المختلفة وكمان حإرجع عنقطة الحقوق.

لغط تاني بفكرة الحقوق وكيف بتصير مجزّأة باللغة العربية هو لمّا نفكّر بالحقوق منكون عم نفكّر بالنظام القانوني. يعني لمّا نفكّر مثلاً بالكلمة الحقّ منفكّر بالحقيقة، منكون عم نفكّر بشي تماماً مختلف عن الحقوق كوصول لمنظمة قانونية معيّنة بتعطينا منالية اشيا مفروض تكون متوفرة عنّا.

فهيدا هو تأطير كيف منوصل للحقّ بالتنقّل، بالجنسية، أو أي حقّ بدنا اياه بيجعله مجزّأ. فالأنظمة بالمفهوم الهيكلي، مش بس مجرّد الدولة أو النظام الحاكم الموجود بالدولة بل الأنظمة الأكبر متل النظام الرأسمالي والنظام الأبوي كلهن بيشتركوا وقت بيشتغلوا سوا ليفرقولنا بين هالقضايا من خلال اشيا معينة بتأطّر تفكيرنا بكيف بده يكون الحلّ. يعني الحلّ بدّه يكون عن طريق مثلاً مسار قانوني معيّن بيعطين حقّ معيّن وهنّي لمّا يجزأوهن، ما بيجزأوهن اعتباطياً.

يعني نحنا كناس منتنظّم بمجالات مختلفة. يعني حدا فيها تكون ناشطة بمجال حقوق المرأة وحدا تانية بتكون ناشطة بمجال مناهضة العنصرية، حدا تالتة ناشطة بمناهضة الحدود أو حدا ناشطة بمجال مناهضة حكم الإعدام أو المنظومة السجنية. بعدهن بيكونوا مفرّقين رغم صحّة القضية وهنّي مفرّقين لسبب منّو اعتباطي.

متل طريقة تشكيل السياق اللي نحنا عايشين فيه  لانو هالأنظمة سواءً النظام عالمستوى الصغير متل النظام الحاكم أو الدولة، أو النظام عالمستوى الكبير متل النظام الرأسمالي والأبوي والنظام اللي بيميّز عأساس القابليات الجسدية المختلفة والنمطية بيفرّقهن بهالطريقة لانو الشغل بهالطريقة منّو حلّ. بكلّ بساطة ما بيغيّرلنا الوضع اللي منعيش فيه بطريقة جذرية وممنهجة متل ما كنّا عم نحكي؟

فنفس السبب اللي المرأة المواطنة بلبنان ما بتقدر تعطي الجنسية لابنها هو نفس السبب انو هي مش قادرة تحصل عالحضانة ونفس السبب مش قادرة تحصل عإجهاض قانوني، نفس السبب ليش الأشخاص العابرين والعابرات ما بيقدروا يكونوا عابرين وعابرات عأوراقهن الثبوتية وتكون الهوية الجندرية هي الهوية الصح كمان لنفس السبب. لانو هيدي السيطرة اللي بتصير عأجسادنا بطريقة إعادة الإنتاج سواءً التناسلية بالمفهوم الإنجابي أو إعادة إنتاج الدولة والأنظمة والعايلة والشعب، كلّه بيصير من خلال أجسادنا ومن خلال وظيفة كتير مهمّة هي الوظيفة التناسلية والإنجابية والأشخاص اللي عندهن أرحام بيتحمّلوا أكبر كلفة منها.

وكمان الأشخاص اللي ما بيفوتوا بالتنظيم النمطي للعلاقات يعني هيمنة الغيرية الجنسية والعلاقات النمطية مثلاً بين رجل ومرا وبيكونوا عايلة، كمان بيتحمّلوا كلفة هيدا الشي.

فكلّ الأسباب اللي بتمنع العدالة عن المرأة اللبنانية متل ما ذكرنا بالجنسية والحضانة والزواج المدني والإجهاض، هي نفس الأسباب اللي بتمنع اللاجئة من الشغل والوصول لرعاية معيّنة، ونفس الأسباب اللي بتمنع الطلاق وبتمنع تواجد اوراق ثبوتية بتسهّل الحياة للأشخاص غير النمطيين بتعبيراتهن الجندرية، ونفس الأسباب اللي بتمنع مثلاً امرأة فلسطينية بفلسطين المحتلّة تتزوّج مش لمجرّد انو منها قادرة تنقّي شريكها والتفكير بانو منها قادرة تنقّي شريكها هو تفكير على مستوى ثقافي ما بيخوّلها هيدي المنالية.

بينما بالواقع في إنتاج لدولة معينة بيمنع عنها هيدي الحقوق المرتبطة بالسيطرة على السكّان: على عددهن، شكلهن، لونهن، دينهن، ممارساتهن الجنسية.

لأعطي مثال تاني، لمّا نفكّر بحقّ "المرأة" (بمرفقين كأنو في مرأة واحدة) بانها تشتغل بمجال منو أنثوي مثلاً بالمنظومة السجنية، هيدا حقّ لإلها من منطلق الحقوق. بس اذا منفكّر بالعدالة الإنجابية، قدّيه المنظّمة السجنية والعقابية عم يسيطروا مش بس عأجساد الناس اللي فيهن وبل على عيلهن. حتّى بالنسبة للرجال اللي بينسجنوا، النسوان بعيلهن بيحملوا تكاليف السجن من ناحية الكدح والإنجاب ومن الكلّ النواحي المختلفة. فكلّه مرتبط بهالطريقة.

 

ليلى: كمان بالاشيا اللي قريناها بالخلوة بما انك حكيتي عن النساء الفلسطينيات، ما فيها تنقّي من مناطق مختلفة بسبب الحدود والاحتلال اللي ما بيسمح للناس يتنقّلوا من منطقة للتانية وحتّى يختاروا شريك من منطقة لمنطقة. حتّى بالقدس ما عم نحكي بالمناطق اللي بتقع تحت سيطرات سياسية مختلفة، كلّ فلسطين هي واقعة تحت الاستعمار الاستيطاني، بس حتّى بحدود القدس في ٣ مناطق مختلفة: .A, B, C

يعني نظرياً المرأة الفلسطينية من القدس فيها تنقّي شريكها لانو ما حدا ضربها عإيدها وقال لها تجوّزي حدا تاني. بس اذا نقّت شريكها وكان من المنطقة الغلط يعني الاستعمار الاستيطاني ما بيسمح فيها، اولادهن بيطلعوا بلا هوية.

فكمان من ورا هيك التفكير بالحقوق محدود لانو ما بيفرجينا السياق الأكبر متل ما كانت عم تقول ليلى. يعني نحن مش عم نعيش بفراغ فعيب نطالب باشيا معينة بتنسى تماماً وبتمحي وجود أشخاص تانيين عم بيعانوا أضعاف وأضعاف هيدي الملابسات الظالمة الموجودة بحيواتهن.

اذا بفكر مثلاً بالحقوق الجنسية اللي خصها بالجنسانية، دايماً بيقولوا انو الك الحق تنقي الشريك اللي بدك اياه  وهون اكترية الوقت بيكون في تفكير عن الأشخاص الكويريين والمثليين ما فيهن ينقوا الشخص اللي بدهن اياه لانو الجنس مش نفس الجنس المعرّف عند الولادة.

بس بهالمثل الأشخاص بيكونوا بعلاقة مغايرة الميول الجنسية بس بعدها مش ظابطة، يعني كانهن مكتوبين بشكل كتير ليبرالي وبيخليكي بس تفكري فيهن بشكل جنسي مش بشكل سياسي او اجتماعي مثلاً ما عم نحكي عن حقوق.

من قبل كنت فكر انو كمان بلبنان الناس لما بتنقي شركاءها من طايفة مختلفة هاي مشكلة كبيرة كانت وبعدها.

فكمان ما بينشاف من هيدي الطريقة وشو معناة انو يُعاد إنتاج أي قيم اجتماعية عنصرية أو طبقية او قديش هيدا الشي عم يرجع يثبت وجود احتلال. يعني اذا مش بس عم يرجع يثبت أنظمة قمعية من ناحية قيمها، كمان في أنظمة قمعية مش بس كقيم بل كوجود واحتلال كمان.

في كمان اشيا متعلقة بالحب والعدالة الانجابية

 

منى: بدي عقب على شغلة صغيرة سريعاً. إجمالاً أحياناً بحس في لغط لما نحكي عن العدالة الإنجابية الناس بتفكّر انو نحن عم نحكي بالإنجاب وقدرة المرأة عالإنجاب والأمومة اذا بدها تكون ام او لأ، بس هو أشمل بكتير.

بذات الوقت لما نحكي عن العدالة من منطلق كويري او العدالة متل ما بتتخيلها الحركات الكويرية، في لغط لما نفكر انو هالشي الو علاقة بس بالأشخاص اللي الجندر تبعهن مش نمطي وميولهن الجنسية مش نمطية.

وبحسّ بيكوّن كمان فكرة تنظيمية هي فكرة التحالفات انو نحنا منوقف مع بعض ومنساند ومنتضامن مع بعض. كأنو أنا شخص بساند رفيقي وقضيته ما بتعنيني وما بتصبّ بتحليلي الشخصي، والعكس صحيح.

بينما فكرة العدالة الإنجابية ومتل ما اكتشفتها كمان من مشروع الألف كتير ساعدتني افهم كتير قصص عمستوى شخصي ومستوى تنظيمي: هل انا مهتمة بمناهضة العنصرية؟ بالهجرة؟ بالعمل بالنسوية وقضايا النساء؟

بس كل هول القضايا تأطيرهم من منطلق العدالة الإنجابية بيجمعهن مع بعض وبيتحدّى اللغط المكوّن عفكرة انو نحنا منشتغل بطريقة اختصاصية بمجال معيّن. وكمان بيرجع بيذكّرنا انو لمّا نشتغل عكل هيدول القضايا مش لانو عم نساند قضايا غيرنا. بالنهاية كلهن متشابكين وبيصبّوا بكدحنا ووظيفتنا لإعادة الإنتاج سواءً الإنجابي أو غير الإنجابي.

مثلاً، وقت نشتغل عقضية عاملات المنازل المهاجرات بلبنان تحت نظام الكفالة ونحنا مش عاملات منزليات تحت نظام الكفالة هون بلبنان، هيدا مش لانو نحنا منساندهن بقضية مختلفة تماماً بل لانو في عنا وعي معين عن كيف تنظيم الدولة والاقتصاد وغيره مبني على أساس هيدا الكدح المنزلي اللي بيعنينا كلنا. ما بيعني انو منسرق منهن الجزء المعيشي اللي هني عم يختبروه ونحنا ما عندنا اياه، بس يعني لما نكون موجودات بهيدي القضايا، منكون موجودات بطريقة فعّالة وجدّية أكتر.

 

زينة: انا بوافقك . من بعد خلوة القراءة مع مشروع الألف، نمط تفكيري بموضوع الحقوق وكيف منقاربها تغيّر. فعلاً أنا شخصياً كنت شوف الحقوق كتخصّصات.

مثلاً اذا عم ناهض زواج القاصرات وعم ناصر ليصير قانون بيحدّد سنّ الزواج، بس بعدين لما تفكري بموضوع العدالة الإنجابية، كيف بتشتغلي عتغيير سياسات بطريقة عميقة، بيتغيّر الوضع. فمتل ما كانت عم تقول منى هو مش موضوع تخصصات بحقوق بل تغيير سياسات ومقاربات لكيفية تناول هالموضوع.

وفي شي كمان قريناه عن الرأسمالية، بحسها اكتر شي مأثرة بهالموضوعاللي هي فارضة عدم وجود عدالة إنجابية حول العالم

لانها كتير شرسة كنظام وسياسة، ما بيهمها غير الربح ما بيهمها الانسانية او النساء او الأطفال.

 

ليلى: بيهمها انو فيها تشغلهن.

 

زينة: فالرأسمالية عندها انفصام. متل بموضوع الحمل البديل. الرأسمالية ببعض الأماكن بترفض هالشي، أما بأماكن أخرى بتأيده لانو بيدّر أرباح . يمكن بتعمل تجارب بتأدي لانتاج اكتر ببعض الأسواق.

فلما كون عم بشتغل عالعدالة الإنجابية، بكون بنفس الوقت عم بشتغل عدحض النظام الرأسمالي  اللي بيقمع الشعوب وبيشوفهن كمعدّات إنتاج.

 

ريما: بدّي زيد عاللي قالته زينة عقصة الأنظمة الكبيرة اللي بتحدد حرياتنا او العرقية اللي بتحط العرقية بيوج اشخاص معينين وخياراتهن.

عسيرة النظام الرأسمالي، كتير مهم نفكر بإعادة الإنتاج، متل ما كانت عم تقول منى، هو مش بس كانتاج تناسلي بل كمان انتاج لهيدي العملية أو المكنة الكبيرة لدرّ الأرباح. كتير مهم نضل عم ننتج أشخاص من فئات معينة مجبورين يتوظفوا ليلاقوا لقمة عيشهن، فهني مجبورين يشاركوا بهيدا النظام لحتى يعيشوا.

يعني كل شي محطوط ليتم اعادة انتاج هيدا النوع والشكل من العيلة تكون مؤلفة من شخصين مغايري الميول الجنسية بيجيبوا اولاد، وبدهن يجيبوا اولاد صحتهن منيحة لانو مش كي الأشخاص بيساهموا بهالعملية الانتاجية الرأسمالية لانو في أشخاص معينين بصحة منيحة هني قادرين على إعادة الانتاج بكل مفاهيمها. وبهيدا النظام هني بينشافوا كمصدر كشي فنا نستغلّه وننتج منه.

وفي أشخاص تانيين بينشافوا كعبء متل الأشخاص ذوي احتياجات مختلفة أو إعاقات ما بينشافوا بنفس الطريقة، وما هالقد منشدّ على حقهن بتكوين أسرة وبالحصول على أفضل أنواع الرعاية الصحية والتعليم لحتى يكون عندهن القدرة متلهن متل غيرهن على تكوين هيدي العايلة اللي نحن عم نشدّ فيها وبتهمنا كتير عالصعيد الديني والسياسي والاقتصادي.

وكمان اذا عم نحكي عن أشخاص عندهن أمراض مزمنة معينة، بيكون مثلاً في طابع وصمة عليهن، متل مرض نقص المناعة البشري وتاريخ الأشخاص اللي بيتم تعقيمهن او اعطاءهن وسائل منع حمل ضد ارادتهن. فكتير واضح بهالدولة الأمة اللي عم تحكي عنها منى مين مرغوب فيه ومين بدنا يضل عم يعيد انتاجه لانو بيصب بسياسات الدولة ان كان الديمغرافة او عن الاحتلال بفلسطين،  ومين هني الأشخاص اللي بدنا نأكد انو حتى لو عم نحكي عن حقوق ونقول الكل عنده هالحقوق وممنوع ينتقص منها وانتو خلقتوا فيها.

بس بالفعل سياساتنا والعراقيل اللي بتنحط بوجههن بتأكد انو ما يضل عندهن ذات القدرة، وحتى اذا عم نفكر باهمية البيئة وشو بتلعب دور غير الأمراض اللي بتسببها، بتعمل مشاكل بالخصوبة. فإذا بدنا نفكر بأي قيم وأي مجتمعات بدنا تكون عم تزدهر.

مثلاً اذا منفكر بأميركا والسكّان الأصليين كيف عطول بيستهدفوا بسياسات تعقيم قسري او عن طريق تلويث مناطقهن او سلخ الاولاد عن عائلاتهن لحتى يربوهن بقيم ولغة جديدة ليكونوا فايتين بهيدا النظام اللي بدهن اياه. فكلهن هول بيدخلوا تحت العدالة الانجابية.

 

ليلى: لزيد على اللي قالته ريما، ولمّا كانت عم تقول زينة انو النظام الرأسمالي عنده انفصام بموضوع الرحم البديل. هو بالعكس: وين في ربح، ماشي الحال بالنظام الرأسمالي. بس بمحلات مش قاعد لحاله النظام الرأسمالي، ما عم يشتغل لحاله. في كمان القيم الديمغرافية اللي الدولة بدها اياها ففي اولاد منهن مرغوبين كمان.

كتير من الأمثال اللي قريناها عن الرحم البديل، في مثلاً مشكلة أشخاص بيخلقوا بلا اوراق بسبب قوانين البلد اللي بده يرجع يتبناهن.

أكترية الوقت في ناس من بلاد العالم الشمالي بيروحوا عبلاد العالم الجنوبي لانو عمل الانجاب هونيك ارخص. فمثلاً إذا بدي اطلب من حدا تحبل عني بأميركا بدي ادفعلها يمكن ٤٥-٧٠ الف دولار بس إذا بدي روح عالهند فيني ادفع ٢٠٠٠-٣٠٠٠.

وفي كتير مشاكل بتطلع مثلاً اذا طلعوا توأم وواحد خلق منيح وواحد مع تشوهات أو إعاقة جسدية، بيتركوا التاني وبياخدوا المنيح، وهون انتركت وحدة مع ولد ابيض غالأغلب ومنه ولدها يعني هي اشتغلت دفعولها وولّدت بس ما في شي بيحميها هي انو تتركه مثلاً أو تجبرهن انو ياخدوه معهن. وكان في أمثال تانية عن تعقيدات أكتر مثل لما يخلق اولاد ويكونوا اهله اللي طلبوا منها تحبل عنهن انفصلوا وولا حدا بدّه الولد .

فلازم يكون في سياسات بتحمي النساء اللي بتشتغل بهيدا المجال، متل ما منفكر مثلاً بالعمل الجنسي، منعرف انو في كتير أنواع من الأذى اللي بيصير بهيدا العمل. .فنحن لازم نكون واعيين لهالشي قبل بوقت لنشوف تعقيداتهن من مختلف النواحي كرمال نسبق هالاشيا.

بس أكترية الوقت المشكلة مش انو النظام الرأسمالي مش حابب الحمل البديل بل بيعقدّ أي اولاد حيكونوا هون ”وشو عم يصير مع موضوع النساء وهل نحن هيك بدنا نساءنا تحبل عن حدا تاني لأ بدنا نساء تخلّف اولاد وطن“.

وكمان موضوع معنى المرأة كمواطنة بترجع تعمل إعادة إنتاج للوطن وهياها عم تنجب لحدا غيرنا أوّلاً أو عم تشوفه كشغل وهو مش شغل بل شي طبيعي مقدّس ما لازم تقبض حقه لانو لازم تعمل هالشي ببلاش مع كذا شغلة تانية.

فهالمفهوم بالنظام الأبوي هو كمان مفهوم كبير بالنظام الرأسمالي فهي منها خسارة عالنظام الرأسمالي انو يعطيه اياها للنظام الأبوي. بالعكس نحنا عم نربح عنها بمحل تاني.

فهي منها عموضوع الحمل البديل بحد ذاته لانو هالموضوع منو بفراغ بل في اجساد نساء عم تولّد. نحن عم نفكر فيها كناس مهتمين بشو عم يصير مع هالنساء: هل الأشخاص اللي ما بيقدروا يخلفوا عم يقدروا يستخدموا التطوّرات الطبية؟ أو الأشخاص الكويريين اللي ما فيهن يجيبوا اولاد يقدروا مثلاً يقدروا يوظفوا حدا ليعمل هالشغل عنهن ويدفعولهن بشكل منصف وكامل؟ وإذا صار اي تداعيات صحية من الولادة يضلوا يكملوا العلاجات ما بعد الولادة؟ لانو كمان الولادة بتاخد كتير من جسم الشخص.

فكل هيدول الاشيا لازم نفكر فيهن، ونحن عم نفكر بكل الطرق اللي فينا نستفيد من التطورات الطبية خاصّةً بموضوع الجنس والجنسانية والإنجاب لانو هيدول الاشيا نحنا بدنا اياها بس هيدا منظورنا ومنظورنا مش منظور الدولة فهي ما بتشوف انو احياناً هيدا الشي محبّذ أحياناً لأ.

 

زينة: كيف برأيكن حيصير في عدالة إنجابية؟ فكرت بالموضوع بعد ما قريت وبعد ما صرت واعية عالموضوع. كيف اليوم بقدر ابني حركة بتسعى للعدالة الإنجابية؟

طلع معي انو العدالة هي كتير شي نسبي ما بين بلد وبلد. مثلاً بلبنان، اذا بدي ابني عدالة بدي انطر أجيال لحتّى يمكن لاقي العدالة. يمكن اليوم ازرع بذرة بس ما بضمن قدّيه ممكن تاخد وقت.

 

ليلى: كيف قصدك انو بتختلف من بلد لبلد؟

 

زينة: مثلاً اليوم باميركا محل ما طلعت الفكرة، بعتقد بوصل للعدالة الإنجابية بوقت أسرع ممّا بوصل الها بلبنان. بلبنان ما في بنى تحتية ولا شي، نحن معدم الحقوق. وموضوع العدالة الإنجابية نوعاً ما صار نخبوي، يعني الناس اللي بيهمها قضايا حقوق الإنسان والنظريات النسوية هي يللي بدها هالشي. بينما الناس اللي يمكن عايشين بالقرى أو بأماكن بعيدة عن المدينة وعن الخدمات، هيدا الشي غير موجود أصلاً بتفكيرهن.

 

ليلى: ما بعرف.

 

زينة: يعني كحدا عايش بلبنان مش مأمن الي الأساسيات لأوصل لعدالة إنجابية.

 

ليلى: فهمت عليكِ بس ما بفتكر انو الفكرة عميقة أو معقدة هالقد. بالعكس، أنا بحس المفهوم أو المفاهيم الحقوقية أصعب فهمها. يعني إذا بحكي مع أشخاص منهن ناشطين سياسياً أو اجتماعياً، موضوع الحقوق بفتكر العالم ما بتجاوب معها وما بتفهمها، متل ما نحنا ما نفهمها.

وأنا يمكن ما ربيت وخلقت بقرية، بس يا بستوعب الشغلة يا بعرف حدا عم بيفنّص عليّ. مثلاً الموضوع الحقوقي بشوفه تفنيص، وصح عم نقول عدالة إنجابية بس نحن منحكي عن مختلف العدالات بس عم نعلّقهن ببعضهن اكتر.

وبالعكس متل ما انتِ قلتي العالم اللي نزلت بالـ٢٠١٥ هيدا مطلب عدالة إنجابية لحاله بدون ما يسمّوه هيك وهو ما بعمره بيتسمّى هيك. نحن ما بتفرق معنا التسمية. بالعكس حلو نشوف الأشخاص اللي بيشتغلوا بمجالات مختلفة أو يمكن عم يفكروا بهالمفهوم لانهن واعيين الو يمكن لانهن عم يقروا عنّه.

في شغل ما بفتكر انو نخبوي لانو الأشخاص اللي طلعوا فيها منهن أكاديميين أو جايين من مصاري، بل ناس جايين من أحياء كتير فقيرة ومن تواريخ صعبة من وقت أجدادهن. وإذا بتسأليهن، هني ما حاسين بيقدروا يحقّقوا العدالة اليوم أو بكرا. بالعكس هني زرعوها من شي ٥٠، ٦٠، ٧٠ سنة وبعدهن ما شافوها. فموضوع البنى التحتية للعدالة الإنجابية هذا كلّه متعلّق ببعضه بس ما معناته انو نحنا ما فينا يكون بدنا كل شي سوا.

فما حنقول ”لأ تجي الكهربا ٢٤\٢٤ بعدين منرجع منحكي إذا صح أو غلط يكون في تعقيم قسري على هالنساء." ما بقدر قول انو الكهربا أهمّ من انو النساء تصير بحياتها ما تخلّف أو ينسحب منهن حق جسدي أو ما يكون في قوانين عن جد بتحمي وتعاقب الاغتصاب. ما بقدر قول لأ الكهربا أهم من هول. شايفة الكهربا مهمّة كتير بس ما شايفة وحدة أهمّ من العناية، وشايفته معلّقين ببعضهن كمان.

فلانو هو جاي من محل كتير حقيقي نحن ما عم نطالب بشي صعب بل شي منطقي بس بدنا اياهن كلهن سوا، فتقيلة منها خفيفة.

 

منى: كنت حقول تقريباً نفس الشي متل ليلى انو بدا كل شي بنفس الوقت. بحس انو هي عالقليلة طريقة تنظيمية لنقدر نشتغل.

تذكرت امّي دايماً بتقول لي انها حدا مش مسيّس وما بتحب السياسة ودايماً بخانقها هالموضوع لانو بالنسبة الها السياسة هي شي بشع وخصّه بالسيطرة والسلطة بس ما خصّه بالاشياء اللي نحن عم نعيشها. فحاسّة حالها عايشة بكوكب تاني لمّا احكيها عن الحقوق.

بس بحسّ انو فكرة العدالة عندها إمكانيات حشد مش موجود بالفكرة المفروضة علينا، فكرة نخبوية الحقوق وفكرة انو تشتغلي عالحقوق لازم يكون عندك اختصاص معيّن أو انو أصلاً فكرة الحقوق اختصاصية وموجودة بالمجتمع المدني أو منظّماته.

فكرة العدالة بتقدر تحشد اكتر من هيك وما بتتكلّف هالواجهة يللي بتبعّدنا عنها وبتتطلّب معرفة مسبقة لنقدر نفوت عليها. فمتل ما قالت ليلى منوصل للعدالة الإنجابية بالمطالبة بكلّ شي بذات الوقت وما نعمل تنازلات أو مساومات ما الهن عازة بطريقة تنظيم الأولويات.

بكل حراك نحن فيه لازم يكونوا كل هالمطالب موجودة، وما نقول شي متل ”انتِ شو خصِّك ارجعي عبلدك لو مش عاجبك" لمّا نكون عم نشتغل عأي شي مثلاً حق المرأة اللبنانية تعطي الجنسية لاولادها واللاجئات يشتغلوا عليه كمان. وحتّى إذا الرابط مش كتير واضح بذهننا ونحنا ما فهمانين شو عم نعمل هون، منعرف انو وجودنا كتير أساسي بكلّ سياق منقدر نشتغل فيه وعالقليلة إذا مش وجودنا الجسدي والفعلي والمادّي، تكون مطالبنا كلها موجودة لما نسبّق شي عن غيره.

تاريخياً مثلاً النساء السحاقيات أو المثليات ساهموا بالحراك المُطالب بالإجهاض رغم انو هالشي ما كان حينعكس عوصولية أكبر الهن لانو أغلبهن ما كانوا حيحبلوا من علاقاتهن. وهني ساهموا بهالحراك لانهن شافوه متّصل بتحرّرهن. فنحن وصلنا لمرحلة تاريخية قلنالهن يعطيكن العافية مع السلامة بمناطق مختلفة وصار هيدا الحق هو الحق التاني.

فلمّا نبطّل نفكّر انو هيدا حق للمجتمع الكويري أو للّاجئين أو لمجموعة كذا. صحيح في خصوصية بس لازم نكون كلنا محشودات ومحشودين بقلب هيدي القضية ونعترف بأحقيتها وشرعيتها ووجودها ويكون صوتها ممثّل عالطاولة بكلّ حراك منعمله وكلّ تنظيم وما نستحي بهالشي لانو كيف الإحباط بيصيبنا؟ بيقولولنا "انتوعم تطالبوا بكتير". وهيدا مش حديث هامشي أو هيك استطراد أنا تذكّرت انو في لاجئة مدري وين. منو استطراد ومنو على الهامش وما نعتذر عن هيدا الشي لانو هالشي بيخوّف.

 

عايدة: شكراً كتير على الحديث اللطيف كتير وغني. دايماً منتعلّم من بعض ببودكاست فاصلة.

هالبودكاست كان برعاية أصوات الرعد لانو كانت عم تشتّي.

كان معي ريما، زينة، منى، وليلى.

شكراً على استماعكن للبودكاست.