cover

الإنجاب في العدالة الإنجابية [بودكاست]

 

 

 

عايدة: أهلا وسهلا فيكن ببودكاست فاصلة لمشروع الألف، معكن عايدة ومعي اليوم: نور، ليلى، ريما. وبعدنا طالعين طازة من خلوة قراءة عن العدالة الإنجابية. كتير عنا أفكار ومشاعر وحابّين نفكّر مع بعض ومعكن بلكي بليش أساسًا عم نفكّر بالعدالة الإنجابية كـ framework فينا نستخدمه لشغلنا وتنظيمنا بالمنطقة. عملنا بودكاست من قبل عن تعريف العدالة الإنجابية، فمنشجّعكن إنه تسمعوه، من سنة تقريبًا. اليوم حنكمّل الحديث. ما رح نكون عم نعرّف العدالة الإنجابية قد ما إنّه عم نفكّر كيف فينا نستخدمها وشو إلها عازة أساسًا، ليه فكرنا فيها كشي ممكن نطبّقه بالسياق تبعنا مع إنه طالعة من سياق مختلف إلى حدٍّ ما. فعبالي إتأمل معكن بناءً على الأحاديث يلّي عملناها بخلوة القراءة، وين بتلاقوا العدالة الإنجابية كإطار فينا نستخدمه أو نطبّقه بالسياق يلّي عايشين فيه؟
ليلى: أنا قبل ما نروح عالخلوة القرائية يلّي كنّا فيها، كنت كمان عم فكّر إنه صرت كتير عم شوف كلمة العدالة الإنجابية يلّي بالإنكليزي هي reproductive justice بتنعاز بكتير إشيا من منظّمات عالمية يلّي لا تبغى الربح ومموّلين. كتير عم يستخدموا هيدا الإطار، شوي عم بستغرب أنا وعم شوفه بهالمحل أحيانًا لإنه ما بِكون الشي، الدعوة عم بتطبّق الفكرة من ورا العدالة الإنجابية كإنه في إله استخدام مش سطحي بس كإنه غطا. sorry عايدة عم نطّ شوي لشي تاني بس بعدنا عم نفكفك فكرة العدالة الإنجابية من آخر مرة من البودكاست يلي كنتي عم تحكي عنه وإنه نعمل ندوات قرائية عن الموضوع بس مع هيدا وكله بعدني عم حس إنه نحنا عم نفهم شو معناتها لإنه كإطار هو كتير واسع. بعدين بلاقي إنه فجأةً بآخر سنتين عم تنكبّ هالكلمتين بكتير دعوات بالـ space النسوي أو يلّي بيشتغل على حقوق النساء يلّي هو أكتر international. ونحنا حكينا شوي بالعدالة الاجتماعية والفرق، في كتير عالم كانوا بالندوة كانوا عم يسألوا ليه عم نعوز كلمة عدالة انجابيّة مش عدالة اجتماعيّة. بس متل ما عم تقولي بشوف إنه العدالة الاجتماعيّة صرلها زمان تستخدم كإنه ببلاش استخدامها، كإنه رشة ملح على كلشي شويّة عدالة اجتماعيّة بس عم حس إنه بالصحة الإنجابية والصحة الجنسية هلق بالأخص عم بِصير في a move على العدالة الإنجابية متل قبل كان في حقوق النساء بعدين صار gender justice، إنه بدلنا women's rights بـ gender وfeminist وintersectional، بتصير هيك الكلمات. فافتعلت مشكل، ما حبيت.
نور: أنا لنفس الأسباب السؤال كان إن احنا ليه منستخدم العدالة الإنجابية. من مكان شغلي بلاقي في حاجات كتير ينفع أشتغل عليها أوسع لو هاشتغل من حاجة زي الإنجاب أو تنظيم الإنجاب في بلد زيّ مصر لإنه بيبقى في مساحة إنِّك تتكلمي عن الاقتصاد، تتكلمي على الوضع المعيشي، تتكلمي عن الطبقة، تتكلمي عن الدين. دي مش حاجة متوفّرة في أي مساحة تنظيمية نسوية تانية في مصر بالنسبالي ودا كان من الأساس السبب في إننا كنت متجهة للشغل على الصحة الإنجابية اللي من مكاني كنت شايفة إن هي حاجة تمامًا depoliticized ومنزوعة عنها سياسة تنظيمها على مستوى الدولة من خلال سياسات وقوانين أو خدمات صحية أو أيًّا كان. وكان دايمًا مبهر بالنسبالي إنه الزاي النسويات مش بيستخدموا دا- مش شايفين السياسة فيها وانشغالهم أكتر بِدور حوالين مواضيع زي الختان، التحرش أو العنف الجنسي فكان في محدوديّة جدًّا للأفق النسوي والسياسي من خلال مواضيع معيّنة. لكن فمصر بيبقى اسمه تنظيم أسرة أو خدمات الصحة الإنجابية، دي كنت شايفة أنه فيها مساحة أكتر للاشتباك سايسيًّا بس أنا كمان موافقة مع اللي ليلى بتقوله، ملاحظة نفس النقطة اللي هي أثارتها بتاعت إنه منظمات كبيرة بتستخدم مفردات ليها علاقة بالعدالة الإنجابية وهما مفيش أي حاجة تغيّرت في هياكلهم مثلًا أو نظم شغلهم أو بِموّلوا الزاي وبمِوّلوا مين فهي كإنك استبدلتي الصحة الإنجابية بعدها بشوي قلتي الحقوق الإنجابية بعدين لأ دي مش sexy كفاية فهنستخدم العدالة الإنجابية بس هو فحقيقة الأمر مفيش أي حاجة تغيّرت في الـ dynamics ما بين شمال وجنوب، نسويات أكبر نسويات أصغر، مؤسسة registered مؤسسة مش متسجلة. يعني هي لسه نفس الـ structures ونفس الـecosystem زي ما هو بس مفيش حاجة تغيّرت زي ما الـ gender based violence هي معناها العنف ضد النساء فحقيقي تطبقها بس هي دي الوقت علىشان gender you have a lot of donors في ممولين كتير أفراد بِعرّفوا نفسهم هما ميم-عين فحتبقى حلوة لو إنتِ كمنظمة إنك تقولي إن إنت تشتغلي عالـgender فدا بِوسّع أفق التمويل أكتر. هي كلّها حاجات ليها علاقة بإنه إيه اللي trendy دي الوقت ودا حيخدم الزاي الـpool بتاعنا فهنبتدي نغيّر اللغة بس مفيش حاجة تغيّرت في السياسة.

ريما: إيه، وأنا كمان بوافق الرأي بهيدا الشي. وأنا بالنسبة إلي إنه ليه العدالة الإنجابية كـ framework it works بحسّ إنه في مجال كتير نشتغل ضمنها وننظّم من خلالها لإنه متل ما عم تقول نور بتتقاطع مع كتير إشيا يعني ما في ولا قضيّة اجتماعيّة أو اقتصاديّة أو سياسيّة ما بشوف كيف بتأثّر على خياراتنا على الـ resources المتاحة لإلنا، على كيف مسمحلنا إنه نكون ونتصرّف وكيف لأ، وبعرف إنه ما رح يكون في a framework بتغطّي كلشي بس هي نقطة انطلاق كتير منيحة وبتشمل كتير أكتر من frameworks تانيين يمكن فينا نشتغل ضمنها. وكمان بحسّ لأن بحب التركيز على العدالة الإنجابية حتى ولو إذا عم نحكي gender based violence أو حقوق الأفراد أو حقوق الإنسان whatever إنه نركّز أو نعطي اهتمام لكيف كتير هيدا الدور إنه الإشيا البيولوجيّة بتفتح كتير مجال لتدخلات بتأثّر على أجسادنا، بتأثّر على شغلنا. بالنهاية إذا عم نفكّر بالإنجاب إن كان الإنجاب البيولوجي أو إعادة الإنتاج لـ systems أكبر متل الرأسمالية أو الأبوية أو غيرها. كتير بترتكز على السيطرة على الأمور الإنجابية وعلى الأجساد اللي فيها تنجب، وكيف بدنا ننجب وكيف بدنا نمارس الأمومة. كيف بدي أعمل تنظيم للأسرة إذا بدي آخد وسائل منع حمل أو ما بدي حتى، بس بمجرّد إنه ما منشوف حالنا بهيدا الشي أو هيدا الشي منه شاغل بالي حاليًّا الإنجاب وهيك، ما بيعني إنه السياسات الموجودة ما بتأثّر على كيف أنا بشوف حالي وبشوف غيري وبشوف الأجساد اللي حواليّ وكيف بدي مارس الخيارات تعولي يلي خصها بجسمي وهيك.
ليلى: بفتكر حلو إنه نرجع نحكي بموضوع الجسد عن الفرص المتاحة لإلنا إنه نحنا نقدر نبلّش أو نكوّن عيل بطرق يلي تعتبر نمطية أو غير نمطية وكيف هيدا الشي بِصبّ تحت العدالة الإنجابية بشكل أساسي بس كرمال ما نغيب عن الكلمات أو المفردات والطريقة يلي منحكي عن العدالة الإنجابية لإنه كنا عم نحكي عالنطاق الكبير كيف التمويل، تمويل المشاريع أو الجمعيات معقول يأثّر باللغة يلي نحنا بدنا نشوفها يلي هي بدنا ننظم حواليها يلي ما المفروض هيدا الشي يكون عم يتغيّر برّاني يعني هيدا الشي نحنا لازم نكون واعينله وحيتغيّر بنفس البلد ونفس المنطقة وبين جمعيات أكيد بس ما بِفيد أبدًا إنه نحنا يكون كمان في كتير تأثيرات برانية، منه يلي ما كتير خصه بالتمويل بس معلّق فيه هو الأماكن اللي هي دولية متل الـ UN واللغة يلي تُستخدم بهيدول الأماكن وكيف بحسّ إنه قد ما عم بِفكّروا باللغو وبالإشيا يلي بدهن يقطّعوها على الدول البلاد، يمكن ما عم بِشوفوا كيف كمان نفس الطرق والمناهج اللي هني بِطبّقوها على هيدول الـ states هني نفسهن هدول الـ governments بيرجعوا بِطبقوها علينا. متل مثلًا إنه نحنا ما نقول عنف ضد النساء نقول العنف القائم على النوع الاجتماعي ترجع تجي الدولة هون تقول نحنا ضد إنه يكون في قانون بيحمي النساء من العنف الأسري أو من العنف وصاروا النساء والأطفال من العنف الأسري يلي هو كرمال يشمل. نحنا بدنا نشمل فإذ بس بدنا نشمل كلشي بتغيب عنا كتير إشيا. بنفس الوقت في كتير إشيا يلي فيها تكون شاملة بس ما بتخبّي. بحسّ في هيدول التكتيكات اللغوية بتصير بتنلعب علينا ونفس الشي بفتكر تاريخيًّا بآخر شي 20 سنة تقريبًا من وقت الـ ICPD.
نور: المؤتمر الدولي للسكان والتنمية.

ليلى: صح. كان بالـ94، عندكن.
نور: بالقاهرة.

*ضحك*
ليلى: ما بتتبني الحدث. بس هو نفس الشي من وقت ما فتت على الحركة النسوية، بالأخص بالشغل على الصحة الإنجابية والصحة الجنسية والحقوق كان دايمًا في هالتركيز إنه لأ نحنا لازم نقول جنسي، إنه كلمة جنسي هو الشي الغائب. التركيز هيدا كمان صبّ كتير على الشغل الكويري، التنظيم الكويري بهيدول المساحات والنسوي الكويري كمان كان ما كتير، 90% overlap و10% ناطرينهن *ضحك* I'm joking. بس هي الفكرة إنه كان في كتير ضغط على إنه ما بدنا نقول إنجابي لإنه إنجابي عم بيلغي الفكرة وهيدا الشي كمان أنا درسته بس لدرست الصحة الإنجابية والصحة الجنسية. بكل الأماكن كان دايمًا في كإنه الإنجابي هو حلال والجنسي هو حرام، وهيدي التفرقة بينهن كتير أثّرت بالطريقة يلي منشتغل فيها يعني لإنه كان إنجاز كبير إنه تلاقي بمؤتمر دولي UN قالوا حقوق جنسية، وفهمانة أنا أكيد شو البعد التاريخي لإنه صح كان ينحطّ أكتر الموضوع بالإنجابي بس بحس بيعدنا كتير. صار إنه ما فينا نحكي بالإنجاب تقريبًا كموضوع سياسي. يعني كلشي اللي بينحكى بالموضوع الجنسي صار تلقائيًّا بينشاف كشي منه نمطي، يلي مش مزبوط. الجنسي فيه يكون كتير نمطي، يعني كيف صار إنجاب مثلًا. بس الفكرة هي إنه حسيت إنه بيعدنا بالأبحاث وبهيدول الأماكن وبالتنظيم عن موضوع الإنجاب لإنه كان فيه تخباية عالشي الجنسي، لإنه بيعتبر كان عيب وحرام إنه نحكي بهي الطريقة بس برضه في شي كتير سياسي بالإنجابي وهيدا الشي يلي شوي زعجني بالخلوة القرائية يلي عملناها إنه نوع من الحساسية على كلمة إنجابي. بفتكر هيدا اللي كنتي عم تحكي عنه ريما، إنه الكلمة، استخدامها في كتير إشيا متعلقة بموضوع الحقوق الإنجابية والعدالة الإنجابية يلي منها كخة.
عايدة: يمكن لإنه بس تُذكَر كلمة إنجابي بطريقة common sensical إنه هي بتعني الرغبة بالإنجاب أو الخيارات المتعلقة بالإنجاب، ما كتير واضح كيف كإطار شو الخيارات يلي بيشملها أو شو التعدد الموجود ضمن العدالة الإنجابية كإطار. ومتل ما كنتي عم تقولي ريما إنه في أمور مفروضة عأجسادنا بغض النظر عن إذا نحنا متقبلينها أو رافضينها، سياسات بتتحكم بكيف مناخد خياراتنا وتبعات هيدي الخيارات بغض النظر إذا نحنا منتبنى هالخيارات أو لأ. فيمكن هيدا الشي ما كتير واضح، إنه في هيدا الغضب شوي كنا عم نحكي عنه هيديك المرة، الغضب اللي مبرر إلى حدٍّ ما إنه الأشخاص يستبعدوا عن حالهن كل الأمور اللي متعلقة بالإنجاب لإنه فُرضت على أجسادهن وعلى خياراتهن إلى حدٍّ ما. فبينتهي الأمر يمكن عم نعمل alienation شوي أو عم نشيل حالنا من الهياكل والبنى القائمة بناءً على خيارات شخصية عم نعملها وبطّلنا نشوفها كجزء من شي أكبر إذا أنا عملت خيار فردي ما كتير عم يتغيّر الـ system  بحد ذاته. لوضّح أكتر لإنه كتير حكيت كلمات بس كنت عم خبّركن قبل عن تريند على تيكتوك--
ليلى:  ما هذا؟
عايدة: App للرقص، بلشت هيك *ضحك*. بس كانت التريند أكتر عن نساء اختاروا إنه ما يجيبوا، ما يخلفوا أو ما يكون عندهن ولاد وعم يصوروا حالهن إنه شوفوا كل هالقصص اللي بقدر إعملها لإنه قررت ما جيب ولاد، فبِصوّروا الروتين اليومي اللي هو كتير رواق، منفيق عراحتنا منشرب قهوة على رواق عالبرندا، مناكل بدون ما نفكّر بالطبخ meal كبيرة. كل هالحكي اللي هو شي لذيذ، أحلام رائعة ولذيذة بس حسيت بنوع من الاستفزاز كحدا ما عنده ولاد بس حسيت بنوع من الاستفزاز اللي هو ليش فجأة صرنا عم نفكّر بهيدا الخيار اللي هو فيه يكون خيار كتير شجاع بسياقات مختلفة لإنه فعليًّا الأمومة قصرية بس عم ننسى إنه عنجد الأمومة قصرية ومفروضة. عمين عم ننظّر بهول الفيديوهات أو مين عم نحاول نستفزّ؟ عم نستفزّ النظام يلي بيفرض الأمومة أو عم نستفزّ الأمهات يلي لقوا حالهن بخيارهن أو بغير خيارهن بمكان ما عندهن وقت لحالهن، ما عندهن أشكال مختلفة من الرفاهية البسيطة بإنه يشربوا قهوة على رواق بدون ما يفكّروا بالـ meal prepping على أسبوع؟
ريما: كتير بِذكّرني هيدا الشي بأول ما كنت عم بكتشف النسوية، شو نوع المرأة اللي أنا بدي كونها. فكتير كان متل ما عم تقولي عايدة رفض لكلشي يلي هو متوقع منّي أو كلشي يلي بيجي مع هيدا الدور مسقّط عليّ ومتوقع مني وخلص مفروض عليّ بكتير طرق مباشرة وغير مباشرة. كره كل الإشيا يلي بتذكرني بالأنوثة وشو لازم كون بغض النظر عن إذا أنا بحبّ هيدا الشي أو لأ. وكمان من بعدها إجت التفكير بـ queerness وشو بيعنيلي هيدا الشي، إنه البعد قد ما فيّ عن الصورة النمطية تبع العيلة النواتية المؤلفة من رجل ومرا وفي الولاد بس مش كتير ولاد، بس ولاد حيتعلموا ويطلعوا. وصورة معينة عن هيدا الشي وكمان معها بِكون فيه الجنس المتوقع إنه يصير، اللي هو الجنس اللي ليلى قالت حلال. بحس كمان إنه هيدا الشي بيلعب كتير دور عند كتير أشخاص كويريين هو إنه الـ sex for pleasure وعن المتعة الجنسية وعن التحرر من هيدا الشي. وبِصير الحديث كتير عن الالتهابات المنقولة جنسيًّا واللذة وهيك خبار وتعدد العلاقات. كله رواق، بس كمان ما بيترك مجال لحدا عنده اهتمام بتكوين أسرة حتى ولو ما كانت بالشكل النمطي أو إذا كانت متل ما عم تقولي كنتي. كإنه لتكوني proper أو بتنتمي للـ group في أشياء معينة مفروض تكوني بتآمني فيها أو بتطبقيها to be a good queer أو نسوية منيحة مقبولة وهيدا اللي أنا بيزعجني لإنه ما عندي مانع أبدًا مع كل الإشيا اللي ذكرتها بس كمان إنه يكون في مجال لحديث حوالين الإنجاب، تأسيس عيلة أو لأ أو نفكّر فيهن بطرق خارج العادةً منشوفه إذا عم نفكّر communal parenting وشو ممكن يكون بيشبه هيدا الشي أو شو بيعني. حتى بيولوجيًّا ما فينا نبعد كتير، أنا إذا في احتمال كون عم إحبل بصير بدي فكّر بإنه هل متاح إلي خدمات إجهاض آمن أو إقدر روح عند مقدمي رعاية صحية وما يزعجوني أو يدايقوني؟ هل فيّ إذا بدي خلّي الحمل أو ربيه لحالي، هل عندي فرصة إني كون عم سجّل الطفل أو إني كون ماديًّا متمكنة من إني إبعته على المدرسة وقدملهن الحياة متل ما أنا بدي ياها أو مارس أمومتي بالطريقة اللي بدي ياها؟ بحس أحيانًا  we think it's بعيد بس هو منه بعيد أبدًا.
نور: على النقطة دي أنا بحسّ لما إنتِ قلتي تعلّمتي النسوية الزاي وإيه نوع النسوية اللي إنتِ عايزة تبقي عليها، فكّرني شوي إنه الزاي بتبقى الـ statements أو نوع الاستخلاصات اللي الواحد بيعملها بالهوية الجديدة لما بِلاقي نفسه في السياسة النسوية. أنا في تجربتي كان طول الوقت مهتمة إننا أعرف الناس إننا مش كل الستات دي، مش أمي، مش... فكان bold statements طول الوقت ولما بجي بصّ عليها بأثر رجعي بحس إنه منطقي لإنه هي process هي مفيش حد هيعرف يبقى ثابت على موقف سياسي خصوصًا لو حاجة بيتعلمها وبِبطل يتعلمها وحاجات زي كده، بس كمان دا بِخليني أفكّر في إنه الزاي لما الواحد وضعه بيتغيّر، في احتمال مش قليّل إنه قراراته تتغير. فأنا لو كنت واخدة قرار من عشر سنين أنا مش عايزة أبقى عندي عيال، تمام. بس كمان عشر سنين وضعي المادي تغيّر، تفككت مثلًا كل القيود الأسريّة اللي كانت مخلايني عايزة طول الوقت إثبت إننا حاجة مختلفة عن دا، فخلص ممكن أكون عايزة فكّر في دا. أو إنه يحصل مثلًا زي حصل عندنا تغيير في إجراءات التبني في مصر فبقى دي الوقت بينفع إنه الست العازب المش متجوزة إن هي تتبنى وتبقى أم وتعرف تتحرك بالطفل دا زي ما هي عايزة. في تسهيلات كتير حكومية لدا كمان. دا تغيّر مكنش موجود من عشر سنين فممكن بشكل كبير يتغير أصلًا فكرتي عن إيه هي الأسرة. ما أنا دي الوقت مش محتاجة أتجوز ومش محتاجة أحمل لو أنا مش عايزة، لو هي دي كانت حاجة بحاول أثبت إن هي مش من ضمن اهتماماتي ودا تمام. دي الوقت دا بقا أوبشن وأوبشن سهل وفي تقبّل مجتمعي حواليه. يعني من عشر سنين لو كان في ست سينغل فجأة قررت إن هي يبقى عندها طفل، دا لأ الجيران هيقولوا إيه طب ليه ما تجيبيش - طبعًا في الاهتمام والولع الجيني - بإنه جيناتنا لازم تتنقل للناس اللي بعدينا. كنت دايمًا حاسة إنه يا ريت كان أبقى حاضرة مش زي نوع الـ process دا من التفكيك أو أبقى عارفاه ومبسوطة إننا مركزة معاه دي الوقت. آه الواحد ممكن هويته تتغيّر ممكن اختياراته تتغيّر لأنه المفروض هي عايمة، مفيش حاجة set and stone، ففكرتيني بدا.

عايدة: برجع لموضوع بذكّرنا بلما نحكي عن الـ heteronormativity أو المعيارية الغيرية، كيف منتعامل معها؟ منتعامل معها كخيارات فردية أو منتعامل معها كشي مُمَأسس عم ينفرض بأشكال مختلفة على الأشخاص؟ كنتي عم تحكي نور إنه كيف العالم بتتطلع عخيارات بعض، وفي هيدا الـ assumption إلى حد ما إنه كل الناس عندهن نفس المساحة من أخد القرارات ونفس الحرية ونفس شروط الحياة لإنه يكونوا قادرين ياخدوا قرارات معارضة للشي يلي انفرض عليهن كل الوقت. وبلاقي حالي كتير أوقات إنه أنا عم بوقع بهيدي الـ assumption، بس حدا يحبل بصير بحس إنه واو - هيك من دوائرنا- إنه nice زمان والله، زمان ما احتفلنا. *ضحك*. فإيه حلو نفكّر فيه، هيدا بِرجّعنا عحديث الأول كيف منبعّد حالنا عن فكرة الإنجاب لإنه كتير منربطها بخيارات معينة بدل ما نربطها بشي أكبر مننا.
ليلى: عنا تجارب مشابهة لحد ما، بس يلي شوي ما بِريّحني هو كيف الأشخاص بس بدها تقيس هيدا الإطار إذا بِساع خياراتهن، يلي شي كتير انفرادي فردي، شوي أناني يمكن. ما قصدي سبّ حدا. مع إنه كلشي يلي نحنا منحارب كرماله مش كلشي حيفيدني. بس لنحنا نساند النساء المهاجرات يلي بتشتغل بالعمل المنزلي أو منحكي عن العنصرية أو ندافع عن حقوق العابرين والعابرات، أكيد في شي يلي يمكن بالآخر معقول - بس ما ضروري أنا إستفيد من كلشي. حتى هيدا التفكير بحد ذاته بحسه كتير رأسمالي من ناحية القيم الرأسمالية يلي أنا كيف بستفيد من هالشي. وبِروح الحق من الموضوع وهيدا الشي اللي يمكن شوي بستغربه إنه إنجابي ما معناته رحم الشخص يللي ممتثلة جندريًّا عم بتولّد وعملت عيلة. الرحم مش بس للنساء والولادة مش بس للنساء والعيل مش بس للأشخاص المغايري الميول الجنسي. ما معقول إنه أنا بس فكّر بالأجساد والقضايا متل ما المجتمع بده، لإنه إذا أنا مشروعي هو فكفك هيدول الإشيا، كيف أنا برجع بطبّقها بالطريقة يلي بصارع فيها؟ هون حدا قال شي عن الـ tools والـ masters والـ house والـ tools of the master، معها حق. وين ما كانت معها حق. *ضحك*. بس ما فينا نستخدم نفس التعاريف. إذا أنا بدي إطلع من تصوير صورة المجتمع لجسمي وشو إمكانياته أكان بدي إشتغل بالعمل الجنسي، أكان بدي كون حامل أكان بدي سقّط، بدي أجهض، أكان بدي غيّر ملامح جسمي لأسباب مثلًا جمالية. غيّر إنه أنا حابة يكون صدري أكبر أو أزغر أو غيّره كرمال يكون في تأكيد على هويتي الجندرية. ما هيدول كلهن إمكانيات يلي نحنا بدنا ياها، فأنا بس قول العدالة الإنجابية كتير بتذكرني بالرحم ونحنا صرلنا زمان من بيعد إنه نحنا نعمل ربط بين النساء والولادة والعيلة. بس أنا كيف ما فيني شوف مثلًا العدالة الإنجابية كمعركة رئيسية لحقوق مثلًا الأشخاص العابري والعابرات للجنس، يلي هني مثلًا يُجبروا بلبنان على التعقيم كرمال يقدروا يغيروا هويتهن. أو حتى إذا ما حدا بده يغيّر وراق شي، بس كرمال الشكل يكون مطابق أكتر لفكرة الشخص عن كيف بدهن يظهروا أو يبينوا أكان مع ملامح أكتر فيها تأنيثية أو ذكورية أو ولا من هيدول الاثنين فإذ يمكن هني ياخدوا هورمونات وهيدا الشي حيغير بجسمهن، يلي حيشيل قدرة الإنجاب فنحنا عم نقول فعليًّا إنه لأ التكنولوجيا والتقدمات العلمية والطبية للإنجاب منها متوفرة لهيدول الأشخاص لإنه كتير غالية بشكل عام ولإنه كمان المفروض إنه هالأشخاص يضحوا بفكرة العيلة بالفكر النمطي، يلي نحنا فينا نجيب ولاد بشكل شراكة أو متل ما كانت عم تقول ريما communal. بس بهي الفكرة نحنا عم نمنع هيدا الشي. فأنا بعتبر إنه العدالة الإنجابية ما بعرف كيف بس منقيسها على حالنا ومتل ما كنتي عم تقولي نور، يمكن أنا غيّر رأيي ما نحنا كلشي fluid اسمالله. كلشي fluid إلا هيدا؟ مثلًا إذا وحدة حبلت كوير كانت تصوّروا تعمل وحبلت، وقررت تخلّي شو بِصير؟ بِصير إنه ممنوع يعني؟ 
عايدة: وكمان أنا بحسّ بالعكس إنه بس إحكي إنجابية، هيدي مخيّلتي بس بحسّ إنه عم طلّع الـ oppression من الـgender as a construct كشي مركّب وعم حطّه بالقدرات الإنجابية إلى حد ما اللي ممكن تكون محطوطة بأي gender وأي gender expression. فعم حدّد أكتر إنه شو القصص يلي عم يتم التحكم فيها خلال tools متل gender، من خلال أمور مركّبة مختلفة فبلاقيها بالعكس شمولية أكتر لما نركّز على أي أساسات تقسمنا، على أي أساسات عم ينحكى معنا بهالطريقة، على أي أساسات عم تنحط علينا هو الصفات، بدل ما يكون مركز أكتر بتصنيفات جديدة يمكن كويرية بس مرة تانية عم ترجع تعيد إنتاج صفات معينة وdestinies معينة نمطية بشكل جديد.
نور: أنا كمان بفكّر إنه تكتيكيًّا من الذكاء إن احنا نوسع الأرض الواقفين عليها، فلو مثلًا زي ما كنتي بتقولي يا ليلى، لو أنا مش هاستفاد بحاجة بشكل شخصي ودا برضه انطباعي عمومًا إنه الناس زي ما الشخصي - سياسي اتفهمت غلط مثلًا في مصر بحس إنه هو موضوع ما دام هو مش شخصي مش مأثر عليّ فهو يبقى مش مهم. مش إنه الزاي تجربتي الشخصية دي جزء من حاجة أوسع وأكبر وبتتقاطع مع نظم مختلفة يعني وتجارب ناس تانية. فأنا بحس إنه في كمان في المساحات النسوية في مصر فيه قصر نظر إنه الأفق ضيق جدًا عن إنه في كم حد ينفع يبقى عددنا لو احنا مثلًا خمسين وحدة dedicated تمامًا للحركة النسوية ولحقوقنا كلنا وكل الحاجات دي والسيادة الجسدية وكل الحاجات اللي كلنا عايزينها، إنه هو مهم إن احنا نكون مش خمسين، مهم إن احنا نكون مليون. فالمليون دا هيحصل لما نبتدي نتكلّم على هموم ناس تاينة مش بالضرورة بتشبهنا ومش بالضرورة أنا هاستفيد أي حاجة لما الوضع بتاعهم يتغيّر ويبقى أحسن بس هو الفكرة أعتقد من بنى الحركة النسوية ومن النسوية عمومًا في فهمي ليها إنه مش لازم يكون الشخص القدامي دا أنا بشبهله فأي حاجة، بس هو مهم إنه هو يكون وضعه أحسن زي ما أنا مهم يكون وضعي أحسن فأنا بحس إن هو كمان بنظرة يعني عملية مش لازم يكون الموضوع جايي عن اقتناع بالضرورة السياسي. إننا مثلًا بحاول أكون أي حاجة ما هي شبه الـ straight ولا الـ heteronormativity ولا أي كان، إنه لسه العالم شغال في اللحظة دي بالشكل دا ومش بقول خلينا نصلح من جوا خالص بس هو زي بالزبط ما إنه أنا ضد الرأسمالية، الرأسمالية مش هتختفي لو أنا بطلت أتكلم عنها أو إديتها ضهري. هي هتفضل لسه جزء من حياتي ومن شكل الواقع بتاعي. لو احنا كلنا أو أغلبنا جايين من محل إنه الأمومة قصرية أو نحنا بنُجبَر على تكوين أسر احنا مش عايزين نكون جزء منها، لمجرد أنا كفرد أنا اديت ضهري للمسار دا وعرفت لإني محظوظة أكون في محل تاني دا مش بِغيّر خالص إنه الواقع بتاعي لسه متشكّل من مكان الأمومة القصرية من مكان الأبوية من مكان الرأسمالية. كل الحاجات دي مش هتختفي لما أنا أديها ضهري فأنا بحس إنه كتير لما ببقى غضبانة شوي ناحية الزاي الأولويات بتترتب، إنه الناس دايمًا بتفكر إنه أنا وشلّتي هيبقى وضعنا أحسن لما إيه اللي يتغيّر بس مش بِروح. ودا بتكلّم عنه بتأمل الوضع في مصر، إنه لو هو الإجهاض مثلًا أهم حاجة دي الوقت وحاجة تريندي وحاجة أنا مثلًا بحتاجها في سياقي الإجتماعي ومش متاح فهيفضل شغلي الشاغل حوالين الإنجاب هو الإجهاض، بس مش هفكّر في أوسع من كده. طيب مانا ممكن أكون محتاجة الإجهاض وكمان شوية محتاجة الإنجاب عايزة خلّف، هنعمل ايه؟ ما لو مفيش رعاية قبل الولادة بعد الولادة مفيش تركيز على التغذية والحضانة عشان أعرف أشتغل أو ماشتغلش أو أي حاجة من دول. الحاجات دي كلها مش هينفع تيجي as an afterthought، هي محتاجة تحصل بتناغم مع نفس طلبي لإنه يكون الإجهاض متاح وآمن. فحاسة إنه الفردية مش بس حوالين الإنجاب، بشوفها في إنه الناس بتفسر التقاطعية الزاي، الناس بتفكر الشخصي سياسي الزاي. بحس دايمًا إن هي حاجة bubble، نحنا قاعدين في بلونة يعني.
عايدة: كتير تذكّرت الشعارات اللي كنا عم نطلعها بالمظاهرات إنه قضايانا متعددة، قضايانا مختلفة غضبنا واحد هيك شي، والتضامن هو الحل. It's a nice slogan حلوة يعني بس --
ليلى: بس نسيناها، فيمكن ما كانت هلقد حلوة *ضحك*.
عايدة: حلوة للصور يمكن بس كمان ما كان كتير مفهوم إنه شو عنجد بالنسبة لإلي العدالة الإنجابية كإطار منطقي أكتر من التفسير اللي كنا نعطيه للتقاطعية، اللي هي كلنا في إلنا مصلحة ببعض إلى حد ما. ما كتير مفهومة هيدي وين، ودايمًا بدي فسّر كيف مصلحة هيدي المجموعة من مصلحتي إلى حدٍّ ما ليصير الموضوع مبيّن منطقي ومترابط وإلي مصلحة بإنه كون عم ناضل لحقوق الآخرين.

ليلى: بس لزيد كمان على شغلة، بفتكر خاصةً إنه بلبنان علمًا قديش في أشخاص مقيمين بلبنان يلي مش لبنانيي وقديش نساء منهن هني أكتر شي عرضة لانتهاكات جسدية من الدولة، من الأمن العام، من مين بِضلّ، مين بِفلّ، مين بياخد جنسية، مين ما عليه إنه يكون عندهن ولاد، مين بينجبروا بمنع حمل أو بينجبروا بإجهاض أو بينجبروا بحمل أكتر، يولّدوا أكتر كرمال يكبّروا عيلة أو يثبّتوا. هالنساء بالأخص كتير بفكّر فيهن بس بفكّر بالعدالة الإنجابية لإنه العدالة الإنجابية كإطار سياسي كتير بيحكي بالمواطنة وبالحدود ومين مرغوب ومين مرفوض وأي ولاد مرغوبين وأي ولاد مرفوضين. وهني الولاد هني ولاد نساء من الأول للآخر. إنتِ بتجيبيهن فإذ هني لإلك وإنتِ بس لتبرمي ضهرك لإلهن فإنتِ فشلتي. ما في فكرة إنه فيه مجتمع أو community أو عيلة أو أهل. بس لإنتِ تقصّري بيجي حدا ليغطّي عن شغلك بس هي هيدي مسؤوليتك من أول ما حبلتي لتولّدي ليصيروا كبار. وهيدا الشي كتير مهم، لإنه هيدا النوع من العبء والشغل كمان شي ما بدنا إياه بالعدالة الإنجابية. ولنقدر نتخيّل نحنا شو معناة شخص تتقاصص على حمل من دولة أو تتقاصص على إنه تجرأت تولّد على أرض مش أرضها، كتير مهم. الإنجاب مش بس حدا حبل، هو إله معاني كتير وإشيا اللي منحكي فيها بكل رياحة بس لنحكي عن حقوق اللاجئين واللاجئات منحكي عن حقوق المهاجرين والمهاجرات عن حقوق المواطنين، مين بياخد حق مواطن. ما بستوعب مثلًا إذا منفكّر ببعد إنفجار المرفأ إنه أشخاص يلي مش لبنانية انرفضوا مساعدات. هلق بيجوا عالم بِقولولي أكيد لا كان في كتير عالم، أوكي بس منعرف كتير كتير يصير إنه الجيش يعطي لحدا وما يعطي للتاني أو يجوا العالم توزّع مساعدات ويقولوا لأ إنتو منكن لبنانية فما بيطلعلكن. طالما عايشين على نفس الأرض القذرة وعم تتفجروا متلكن متلنا، فإذ مش مفروض واحد يكون إله شوية حق يحكي بشو بِصير فيهن؟ بعده بِصير كتير أشخاص يلي بينعملّها ترحيل وبِخوفوهن بولادهن يعني هيدول وين؟ على مين هيدا العنف اللي منحكي فيه بشكل كتير واعي وكتير مرتاح وكتير بالعالي. في شي ناقص بالتحليل يلي هو كتير عالم مثلًا بيحكوا عن ظروف هالنساء هي وعم تولّد على نوع العنف يلي يُمارس عليها بالمستشفيات، الحكي يلي بتسمعه، النساء يلي بتفضّل تولّد ببيوتها أو مع أشخاص ما عندهن خبرة بس كرمال ما يسمعوا هالحكي أو كرمال ما يبرروا أو ما يعرفوا كيف بدهن يسجّلوا أو ما يتكلبجوا، يتوقّفوا بالمستشفيات هني وعم بِولّدوا يكونوا مربّطين لإنه هني كاسرين إقامة. هيدا النوع من العنف يلي يُمارَس عالنساء هو صلب موضوع العدالة الإنجابية، صلبه. فمنطق إنه نحنا نقول إنه الموضوع الإنجابي غير الإعادة الإنتاج  yes reproductive وwork is work ومنه منشاف وما عم نقبض حق ثمنه وعم نشتغل بس كمان بس لوحدة تنجب العمل المنزلي بِزيد ضرب مليونين متل ما التيكتوك فرجانا، التريند. ما فينا نحكي عن العمل المنزلي اللي أنا بعمله مقارنةً مثلًا بإمي، مستحيل. قبل ما يكون في عاملة أجنبية بالبيت كمان، فهي وصغيرة بس لكنا بعدنا خلقانينit's not fair.

نور: بفكّر يعني حاجة يمكن تتنقل للمناقشة هنا وللتأمل، هي كانت حاجة بدأت في خلوة القراية أنا كنت شايفة إن هي نقطة حساسة وذكية، إنه ليه عدالة إنجابية؟ ليه الإنجاب؟ لإنه بعد ما قرينا كذا نص كان واضح إن هي مش بس عن الخلفة ولا مش الخلفة، هي حاجة أوسع من دا شوي. إنه ليه اسمها عدالة إنجابية، يعني ليه مش- وكمان لإنه إنجابية بالعربي مش بتعكس بالضرورة reproductive، الزاي يعني الشق الإنتاجي والشق الإنجابي منها. شاركت ساعتها إنه كان فضمن مشروع بحثي كنا اشتغلنا عليه فمصر كان بِبصّ على المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وإنه دا المؤتمر اللي ظهر فيه لأول مرة مصطلح حقوق إنجابية فإنه جات منين الترجمة؟ كان إيه الـ process اللي ساعتها وصلوا فيها للتعبير دا؟ لإنه كان بالإنكليزي واضح إنه كان في ارتياح وفي أدبيات وفي نقاش داير بس كان في العربي لأ. كان ساعتها اللي تشارك إنه هما كانوا بِفكّروا بالأول في الحقوق التناسلية بعدين حسوا إنه تناسلية دي حاجة تشريحية جدا وحاجة فعلًا وظيفة بيولوجية، فهما في محاولتهم إن هما يعكسوا الملامح المختلفة للـ reproduction قالوا إن الإنجابي هيبقى ساعتها بيعكس دا. لما بجي بفكّر فيه، مش بفكّر فيه إنه خلاص هو دا كان واحد زي واحد بيساوي، هو دا الحصل فهو احنا نتعامل مع الإنجابي وخلاص. أعتقد إن هو كمان حاجة من الحاجات اللي ما اتنقلتلناش إحنا في اللحظة اللي احنا فيها. إنه احنا دايمًا بنحس كأن مكنش في مجهودات وتنظيم نسوي في المنطقة حوالين دا في فترات زمنية أبعد، وبِبان وكأن دي محاولات جديدة لإن احنا نلاقي لغة أو إطارعمل يعكس الواقع والتحديات اللي احنا بنقابلها وكل الخناقات اللي عايزين نتخانقها واللي تحشرنا فيها. فكمان في دا أعتقد فجوة معرفية للتاريخ اللي كان النسويات التانية عملوه ما اتنقلناش ودايمًا بيبقى في الإنطباع إنه وكأن احنا منترجم حاجات بتحصل في سياق تاني. يعني مثلًا أهو العدالة الإنجابية ظهرت في أمريكا في سياق خاص جدًّا وكل حاجة، بس أنا في كتير من المحادثات مع نسويات تانية من مناطق تانية كان باين إنه حوالين نفس المؤتمر، كان المناقشات إنه الحقوق الإنجابية دي مش بالضرورة بتعكس كل التحديات أو البيئة اللي بيتاخد فيها قرار الإنجاب أو عدمه وكان بتتحط تحت مسمى حاجة زي العدالة الإجتماعية. بس احنا لو جينا نتكلم عالعدالة الإجتماعية، أنا بحس إن هي طاغي عليها لغة حقوق إنسان، هي حاجة مايعة في النص. ولا هي بتعكس نظام يعني إطار عمل تقاطعي، ولا هي بتاخد في الحسبة السياقات المختلفة لتجاربنا وبتتعامل وكإن إنتِ ليكي الحق إنّك تخلفي ملكيش الحق إنك تخلّفي بس. أبيض وإسود كده شوي.

عايدة: تذكّرت هلق لما قلتي العدالة الإجتماعية إنه الكتائب حزب يميني فاشي بلبنان، هيديك المرة مارقة عالشارع وكان حاطط إنه من الـ principles تبعتنا هي عدم الفساد بلابلابلا والعدالة الإجتماعية. لهالدرجة صارت مفرّغة من معناها.
ليلى: بس هي إلها معنى للكتائب أكيد، هني بدهن عدالة إجتماعية بس شكلها شي لإلهن. فيها تتطبّق بكتير محلات في إلها محل يميني حلو كمان وفي يُستخدَم بمليونين طريقة.
نور: دا كان شعار الثورة فمصر، عيش حرية عدالة إجتماعية. بس أول ما جات اللحظة بتاعت إن احنا منقطّع التورتة، العدالة الإجتماعية بتاعت الإسلاميين والإخوان هي حاجة مختلفة عن كل ألوان اليسار مثلًا أو أصلًا أي حاجة تانية ولا يمين ولا يسار. أعتقد إن جزء من تفكيك مصطلح زي العدالة الإنجابية، نحنا نفهم تاريخه كان إيه فمنطقتنا وكان إيه نوع الخناقات والنجاحات والإنتصارات النسوية والإخفاقات في اللحظة الزمنية دي عشان نبطّل نحسّ كإن نحنا منخلق العجلة كل مرة لإنه لأ في إرث لدا أعتقد.
ليلى: هيك هيك عم نحكي عن اللغة، بفتكر آخر مرة كنتي عم تقولي شي حلو بكيف اللغة عن العدالة أو الحقوق تُستخدَم بطرق تانية، من عالم يلي عندهن سياسات شوي محافظة. بس هيك عم ذكّرك إنه قلتي شي حلو، فيكي تعيديه؟
نور: أنا لاحظت برضه تاني من مكاني فمصر شوية إنه الزاي سهل جدًّا إنه الأغلبية تبقى معاكي على نفس الصف لو إنتِ بتقولي الأسرة، لو بتقولي الأطفال، لو بتقولي المرأة. ودايمًا الخطاب متّسق جدًّا مع المفردات السهلة، ودا يمكن لما بجي أقوله بِحطّنا فنقطة إنه مش عايزين نموّع الخطاب بتاعنا، إحنا مش منساوم عاللغة مش هنبسّط اللغة لإن دا في كل بقا السفسطة اليسارية بتاعت إنه دا معناه إن احنا بنتعامل بفوقيّة مع الناس كلها ونحنا فاهمين أكتر منهم. بس في الحقيقة في حاجة في الحملات والـ campaigning ليها علاقة بإن قد إيه الرسالة سهلة، قد إيه الرسالة كل الناس هتعرف تلاقي نفسها فيها باختلاف تجاربها وباختلاف خلفياتها. فأنا مش شايفة إن في أي حاجة عيب إنه نحنا نبقى حذقين شوي وبنتعامل بنفس الـ approach الداهية بتاع اليمين إنه في اتساق، اللغة سهلة لإن إنتِ من شوية كنتي بتسألي هو الـ heteronormativity إيه أصلًا، مفيش أي شك إن إنتِ عارفة إيه الـ heteronormativity بس إنتِ حتى ما هياش حاجة عفوية إنه نلاقيها بالعربي. فأنا لو عايزة أتكلم مع أمي على دا هلاقيها فين؟ ما هي إما أفضل هتبقى إن هي محتاجة تفهم الحاجات دي بالإنكليزي يا إما هتبقى محتاجة تفهم إننا بقول إنه عكس كل الحاجات السهلة الحواليكي فكل حتة. عكس الأسرة، ما إيه الواقع اللي بخلقهولها؟

ليلى: متل ما عايدة كانت عم تقول إنه كيف بتقولي  hétéronormeقلتلها مش الـ gay، يلي الكل لازم يطبقه. الطبيعي اللي بده ياه المجتمع. بتنفهم هيك أكتر من إنه المعياري النمطي.
نور: الـ heteropatriarchy كان المرة اللي فاتت اللي كنا، اللي فتحت النقاش دا--
ليلى: قولي cis hetero patriarchy. علّي السقف. *ضحك*
نور: إنه الزاي الحاجات دي لما بيحصل حواليها حركة ترجمة أنا بشوفها مثيرة للاهتمام وغنية جدًّا. لما بتبقي مثلًا في أي غروب وتلاقي حد بيسأل عن ترجمة المصطلح دا إيه للعربي، ويحصل مناقشة حواليه تبقى حاجة بالنسبالي هي amusing هي حاجة مسلية إننا أتابعها وأشارك فيها بس ما بيحصلش تشييع - اسمها إيه الكلمة - تشييع للبعد ما منوصل ومنتفق على مصطلح بالعربي. أنا ما بحسش إنه بيحصل socialization لدا كفاية. بيبقا قبل ما، أول ما تعرفي ترجمة المصطلح تاني يوم تلاقي حاجة جديدة طلعت، وما بيحصلش برضه زي مشاركة أو إعلان عن احنا ليه، مثلًا المرة الفاتت كنا منتكلم عن عابرين ومتحولين. إنه إيه الـ process اللي حصلت خلت إنه متحولين مش حاجة مقبولة وعابرين حاجة بتعكس التجربة؟ أعتقد إن دي نوع مناقشة هيبقى حلو إن احنا يبقى عندنا، لإنه كمان لما تتخلق المناقشات حوالين دا بالعربي عكس ما إن هي تكون منزّلة كترجمة أو خرجت من أوضة مغلقة للعالم من غير ما نفهم إيه الـ process بتاعتها وإيه التفكيك اللي حصل، نحنا منخسر كتير لإنه هي بتبان وكإن اللغة بتتحرك أسرع من الأرض وكإن دا مش بيعكس بالضرورة تنظيم الترانس حوالين دا. مش بتعكس بالضرورة تنظيم النسويات والكوير حوالين دا. فأنا بقلق شوية إنه الخطاب يكون طول الوقت on point أو المفردات بلاش خطاب. إنه المفردات واللغة تكون طول الوقت on point وpolitically correct والصوابية السياسية مزبوطة بس احنا مش عارفين، مش بالضرورة بتعكس الواقع. ممكن تكون بتعكس خناقة فحتة تانية زي الضماير والنهايات اللي هي ظهرت. وأنا معاكي متفقة عادي إنه لما بتيجي تقريها بعد فترة خلص عينك بتتعود عليها وit feels like دا العربي. بس أنا حاسة إني هي حاجة شبه كل التغيير النهايات الحصل في الأسباني وفي الإنكليزي بس أنا مش عارفة إيه الـ process بتاعته في العربي. فجأة بقا في "كمنّ" بس أنا مش عارفة أستخدمها الزاي.
عايدة: بوافق مع النقطة لإنه بالنسبة لإلي دايمًا بيطلع بوجهي هول الـ events اللي بِكونوا مجموعات مختلفة عم تترجم شي معيّن أو عم تحكي عن الترجمات النسوية والكويرية إلخ.
ليلى: كلمة جديدة party. *ضحك* كلمة جديدة نزلت. يلي اخترعوا مثليين ومثلييات بليز احكوني بس بدي افهم شو كنتوا عم تفكّروا.
عايدة: ليلى عندها مشكلة مع الكلمة.
ليلى: بعدني ما فهمتها.
عايدة: إيه عنجد حلو تكوني بالـ event بس قديش بِكون في أشخاص؟ 40، 50 شخص وتاني نهار خلص عم نستخدم الكلمة؟
ليلى: ما انعزمنا، كان بكير.
عايدة: إيه أنا مابعرف، ما عندي الجواب لكيف بِصير تشييع هول الكلمات. مابعرف كيف فينا نعملهن. بس بعتقد فكرة إنه بلشوا من محل ترجمة بدل ما يبلشوا من محل أكتر توصيف حصرنا إنتاج هالكلمات بمكان معيّن اللي هو مكان عالم حابة تفكّر وتترجم. وهو شي أنا كتير بحبّه شخصيًّا، بس بنفس الوقت ما بلاقيه إنه بالنهاية شو ما ترجمنا شوي عم ننقل توصيف معيّن. ما بعرف إذا هالشي دقيق بس عم بتطلّع بالتقرير القادم اللي رح يطلع قريبًا للـ 2019 الخط الساخن للجنسانية. عم نحكي عن الـ heteronormativity والـ normality وعم ترجمهن، عم شوف الترجمة اللي موجودة بالعربي فكمان بلاقي حالي عم بوقع بمحل أوقات اللي هو إنه بدي إرجع كل شوي فسّر، حط footnote إنه بهيدي الكلمة منعني هيدا الشي لإنه بعد ما وصلنا لمحل هيدي الكلمات مشاعة. وتقريبًا كل حدا صار عم يترجم heteronormativity غير بهيدي المرحلة، فالواحد بده يصير يقعد يفكّر أياه أزبط شي أياه سلسة أكتر على اللغة المحكية إلخ. فإيه يمكن يوم لازم نقعد نفكّر كيف منحكي عن هيدا الموضوع عادةً. اللي هو كنتي عم تقولي عكس gay عكس مدري شو. شو الشي اللي بشكل شوي organic بيخطرلنا لما نفكّر بهالأمور. لإنه حتى إذا فهمنا الـ process اللي وصلنالها ما بيعني إنه شيّعنا الموضوع بشكل كافي.

ليلى: بفتكر إنه الحساسية على- خلينا يمكن إنه الإطار أو الإطار السياسي للعدالة الإنجابية حلو، بس خلّينا نرجع نفكّر بترجمته يمكن بيزعجني من هالناحية. الشي الغلط إنه ليه بدنا نصعبها ولا نعملها أقل لإنه حدا يسمعها وما يعرف عن شو عم نحكي؟ يمكن فعليًّا لازم بدال ما نغيّر الترجمة لازم نوسّع تعريفنا لإنجابي من إنه نحنا نحجّم إنجابي لوين كان. أنا مش مضطرة غيّر الكلمة كرمال تصير يا أصعب يا مفهومة بطريقة مختلفة، ما هاي هي. وهون اللي بلاقي أكتر شي شوي فوقي، مش العكس إنه كلمة صعبة خلينا نسهلها، لأ كلمة هينة خلينا نغيرها. يه، ليه؟ ما هي هيك. ما نحنا عم نحكي عن الإنجاب كمان.

نور: وإنه الزاي فيه تجارب مختلفة فمناطق كتير عن الزاي الكلمة معناها بيتبدل ودلالاتها بتتبدل. كوير نفسها كمصطلح كان إيه تاريخها عامل الزاي وبقى دي الوقت بتستخدم إن هي حاجة تانية ودلالاتها إجابية عكس قبل. فبحس إنه أنا برضه بستمتع بالـ process بتاعت الترجمة ونحنا دا معناه إيه عندنا أو نقوله الزاي، بس أنا نفسي مش بلاحق أبقى عارفة كل الحاجات اللي بتحصل. فبحس إننا أصلًا نفسي رغم إنه مفروض إننا so in في المساحة بس أنا بحس إننا مغتربة عنها لإن أنا مش عارفة أتكلم اللغة دي لإن أنا مش دي اللغة اللي هتكلم بيها مع كل العالم حتبقى حاجة exclusive تمامًا فهي إيه الفكرة؟ معرفش. بحس إنه هي حاجة محتاجة نتعامل معاها بصياعة أكتر من كده وكإني بكتسب ملامح جديدة لهويتي قد ما إن هويتي بتنفع لكل الحاجات دي.

عايدة: والله هالحلقة من البودكاست تأمّلنا فيها كتير، جاوبنا عشوية أمور بس سألنا.

*ضحك*

ليلى: وحنضلنا نسأل أسئلة يا عايدة، وما حناخد أجوبة.

عايدة: إيه. هي process. هيدي الـ process اللي بدنا ياها.

ليلى: it is actually the end؟ عم نعمل هيك؟ 

عايدة: إيه، إذا حدا عباله يزيد شي، *ضحك* يزيد أسئلة على الموضوع.

ليلى: بعتولنا أسئلتكن.

عايدة: انبسطنا فيكي نور، إنه نور ما بيطلعلنا نقعد معها ونتحدث كتير.

ليلى: عنجد ليه ما بتجي؟

عايدة: ومنحب إنه نضلّنا عم نفكّر بالعدالة الإجتماعية بما إنه هلق مهروقين فيها بالمنطقة. فحلو نضلّ عم نفكّر فيها طالما عم نستخدمها وعم نتحدى أنفسنا على ليش عم نفكّر فيها كإطار وكيف فعليًّا فينا نستخدمها بشكل عملي. شكرًا لاستماعكن للبودكاست. كان معكن عايدة، نور، ليلى وريما. من بودكاست فاصلة لمشروع الألف. نهار أو ليلة سعيدة، باي باي. *ضحك*.