لقد تأخّرنا بالكتابة في مدوّنتنا عن حفل الإطلاق!

ثمانية أشهرٍ مرت على حفل الاطلاق الرسمي لمشروع الألف في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2014 في وليمة وردة. فعمّا كان الحفل وما الذي حدث منذ الإطلاق؟

أمّا حفل الإطلاق فقد كان فرصة ممتعة للتواصل مع أقراننا من مجالات الجنسانيّة والجندر والعدالة الإجتماعيّة والفنون. فقد التقينا بمقدّمي الرعاية الصّحيّة والمحامين والأكاديميّين والفنّانين ومنظمّي الحركات الشّعبية والناشطين والمسؤولين الحكوميّين (الذين حضر اثنين منهم :) ) والأصدقاء والأسرة لمناقشة مشروع الألف.

وبعد ساعةٍ من التّعارف والمحادثات مع ضيوفنا، رحّبنا رسمياً بالجميع، وشاركنا معهم موقعنا الجديد وعرضنا عليهم صفحاته، ووظائفه والمعلومات المتوفرة عليه. ثم تحدثت لمى (نائب مدير مشروع الألف) عن الجنسانيّة وطرق اختبار الإيجابية الجنسيّة في إطارنا اللّبناني والعربي. وأشارت لمى إلى أنّه وبالرّغم من أنّ المصطلح  قد يكون جديداً لنا، ليس بالضّرورة أن يكون مفهوم الإيجابية الجنسيّة غريباً أو غربياً; فالإيجابية الجنسية موجودة في مجتمعنا وفي تاريخنا وحضارتنا.  

 وبعد كلمتها القصيرة والمنمّقة، قمنا بعرض فيديو خاص بنا وكذلك فيديو خاص بــ"مرسى". وتحدثت بعد ذلك ديانا، مسؤولة من جمعيّة مرسى للصحّة الجنسية ، عن الفيديو الذي تمّ إطلاقه في يوم المرأة العالمي للعام 2014 ضمن حملةٍ لتشجيع النّساء على الاهتمام بأجسادهنّ وبصحّتهن الجنسيّة والإنجابيّة من خلال رسالة تطلب من النّساء أن يحملن مرآتهنّ وأن ينظرن إلى فروجهنّ(أي أعضاء المرأة التناسليّة في اللغّة العلميّة) . كما تابعت ديانا وناقشت الخدمات المتوفّرة في المركز، فإنّ مركز "مرسى" هو أحد المراكز المرجعيّة لمشروع االألف.

بعد ذلك، قامت رولا، مٌؤسّسة ومديرة مشروع الألف، بالتّعريف عن هذه المبادرة الجديدة وتحدّثت عن أهميّة خوض هذه المغامرة والعمل بشكلٍ مباشر مع مجموعاتٍ أخرى في لبنان. فقامت رولا بمناقشة كيف أنّ نظرتنا إلى الحقوق الجنسيّة والإنجابيّة هي بنفسها طريقةٍ للاحتفال بالجنس وجزءٍ من صراعٍ أكبر ضدّ القمع الممنهج كالعنصريّة، الطّبقيّة، التّمييز بين الجنسين، الطائفيّة، التّمييز ضد كبار السن، التّمييز بين الأفراد بناءً على القدرة الجنسيّة، الرّأسمالية، الحرب، العنف، الاستعمار والاحتلال.

وخلال الأشهر الأخيرة الماضية ومنذ إطلاقه، قام مشروع الألف بتنظيم العديد من ورشات العمل والدّورات التدريبيّة بالإضافة إلى خلوةٍ للقراءة:

لقد أقيمت خلوة "الجنس والمجتمع" للقراءة في كفرذبيان، وكانت أولى ورشات العمل العديدة المخطّط لها. وقد كنّا محظوظاتٍ بحضور عددٍ من الناشطات والناشطين والباحثات والباحثين والكاتبات والكتاب لمدّة يومين من أجل مناقشة قراءات (أدب قصصي، نظريّة، مقالات علميّة أو أكاديميّة، تغطية إخبارية، كتابات شخصيّة..) وأفلام حول الجنسانيّة والجندر أو تلك التي تستفيد من هذه المجالات لأهداف وأجندات شخصيّة. لقد كانت بعض القراءات طويلة وصعبة، ولكنّها زوّدتنا بإطارٍ نظريٍّ مهمّ من أجل العمل والتّفكير بالجنسانيّة في السياق المحلّي والإقليمي. كما نأمل أن تكون ورشات العمل القادمة ناجحة ومحفّزة كهذه الورشة. لمعرفة المزيد عن هذه الخلوة اقرأ هذا المقال  المميّز والممتع الذي كتبه الضّيف المدوّن Unrealisdick. (ندعوكم لقراءة كتاباته، فهذا الصبيّ يكتب ما يستحقّ القراءة).

إننّا على مقربةٍ من انتهاء دورتنا التدريبيّة لأوّل دفعة متطوّعات على الخطّ السّاخن، اللّواتي سيقمن قريباً بالإجابة على اتّصالاتكنّ، والاتّصالات الممازحة وحتّى الاتّصالات الفائتة (ولكنّهنّ في الواقع سيجبن على أسئلتكنّ وتزمّركنّ)! وعلى مدى عدّة لقاءات أسبوعيّة، ركّزت دوراتنا التّدريبيّة بشكل أساسي على أسس الصّحّة الجنسيّة والإنجابيّة، المتعة، العنف، التّنوّع الجنسي والجندر، وقمنا بتحدّي أنفسنا للتّفكير بكيفيّة التّجاوب مع المتّصلات بنا بكلّ فعّاليّة وصدق وتأنّي ومن دون إطلاق أي أحكام.

 بالإضافة إلى ذلك، بدأنا سلسلة من ورشات العمل مع النساء المهاجرات واللاجئات في لبنان. فقد أقيمت خمس ورشات عمل ومناقشات حول الصّحّة الجنسيّة والإنجابيّة في مركز الأجانب المجتمعي، كما نخطّط لمواصلة هذه الجلسات حول مواضيع ذات أهمّية لمختلف المجموعات المهاجرة، وكذلك التّوسّع لاحقاً بالتّوجّه إلى مناطق أخرى في لبنان. وقمنا كذلك بعقد شراكةٍ مع بسمة وزيتونة لعقد سلسلةٍ من المناقشات في مخيّم شاتيلا، ممّا جمع أكثر من 40 لاجئة سوريّة من المخيّم لمناقشة، وبكل حريّة، الجنسانيّة والصّحّة الجنسيّة والإنجابيّة والجندر، ولمشاركة الضحكات  والتّنفيس عن أمور تزعجنا في تلك المواضيع. وتنقسم المجموعة إلى نساء متزوجات حالياً  ونساء غير متزوجات حالياً، وذلك لتوفير مساحة للمناقشة بكلّ حريّة وراحة ودون إطلاق أي أحكام. تحصل المجموعتين على المواد نفسها، وكان المجموع خمس جلسات لكلا المجموعتين حتّى الآن. وقامت ست لاجئات سوريات يعشن في المخيمات، معظمهنّ لديهنّ خبرة في مجال التمريض، بالتّطوع لمواصلة تقديم الجلسات وقد بدأ العمل على تقديم دورةٍ لتدريب المدربين. وتتزامن هذه الجلسات مع التدريبٍ على الحساسيّة لأطباء وممرّضين وقابلات، وغيرهم من مقدمي الرّعاية الصّحيّة الذين يعملون في عيادةٍ صحيّةٍ للنّساء في شاتيلا.